كتب: هشام عواض
"من بعدك لمين لمين الورد بينحني.. وبتشرق لمين شمسك يا دني"، بهذه الكلمات رثى الفنان الكبير ملحم بركات وفاه أمه، والذي أشار في عدة أعمال له إلى الرحيل والفراق، وها هو اليوم يرحل عن عالمنا، الفنان الموسيقار اللبناني الذي قدم للأغنية اللبنانية والعربية الكثير من الألحان الطربية لكبار الفنانين في لبنان وخارجها والتي شكلت وجدان الملايين في المنطقة، وكان كثير العطاء الفني وحلقة وصلة ما بين الموسيقى الطربية التي تربي وتأثر بيها خاصة مدرسة محمد عبد الوهاب وبين الأغنية المعاصرة الحديثة، فجمع بينهم في قالب تلحيني فريد تميز به الفنان المبدع، وحمل راية الأغنية اللبنانية، ونستعرض 10 أهم معلومات حول "أبو مجد".
- في 15 أغسطس 1945 ولد "بركات"، في بلدة كفر شيما، والذي أرتاد إحدى مدارسها وكان يعمل والده نجارًا.
- مارس "بركات"، الفن في بادئ الأمر منذ نعومة أظافره كهواية، حيث كان يدندن على العود خلال مرة المدرسة وكان يعزف ويلحن في المدرسة، حتى أنه قام بتلحين بعض الكلمات من نشيد مدرسته وقتها وقام بغنائها في أحد حفلات المدرسة.
- "أحب عبد الوهاب جدا، خاصة أغانيه القديمة، وتعرفت على عبد الوهاب في فندق بسوريا، وكنت أخشى أن ألحن أمامه"، هكذا وصف الموسيقار مدى شغفه بموسيقار الأجيال عبد الوهاب الذي كان يعشقه منذ طفولته، مع أغاني أم كلثوم، لكن والده كان يحبطه ويقول له "هناك عبد الوهاب في الساحة وتريد أن تصبح فنانًا".
- في سنة 16 ربيعًا التحق بالمعهد الوطني للموسيقى، بعد تركه للدراسة وقام بدراسة النظريات الموسيقية والصولفاج والغناء الشرقي والعزف على آلة العود، لمدة 4 سنوات في المعهد الوطني للموسيقى "الكونسرفتوار".
- التحق بعد ذلك بأحد البرامج المشهورة للأصوات الجديدة، رواد الفن اللبناني الكبار، وقالوا عنه إنه موهبة فريدة من نوعها لما يمتلكه من طبقات صوت عالية ذات مواصفات جيدة، وظهر ذلك في العديد من أغنياته التي أداها بصوتها منها على بابي واقف قمرين والتي أشاد فيها وأستمر لدقائق يكرر "واواواواه" والتي اشتهر بيها وأصبحت للزمة له في حفلاته يتراقص عليها عليها جمهوره.
- انضم بركات إلى فرقة الأخوين رحباني، عملًا بنصيحة فيلمون وهبة، وذلك عقب تركه للمعهد قبل إكمال دراسته، وبعد مرور أربعة أعوام، تركهما لكي يشقّ طريقه الفنية ويبين شخصيته الموسيقية الطربية والتلحينية المتميزة. وذكر في حوار تلفزيوني له حول الأخوين عاصي ومنصور رحباني.
- انضم بركات إلى فرقة الأخوين رحباني، عملًا بنصيحة فيلمون وهبة، وذلك عقب تركه للمعهد قبل إكمال دراسته، لحن في مسرحيات الفرقة، وبعد مرور أربعة أعوام، تركهما لكي يشقّ طريقه الفنية ويبين شخصيته الموسيقية الطربية والتلحينية المتميزة. أشار بركات إلى أن الرحابنة "كادوا أن يربطوني بعقد، لكني لم أقبل، أكملت مسرحية الشخص ورحلت، اتصلوا بي عدة مرات فقلت لهم إنّ مستقبلي ليس عندكم، انطلقت، لو لم أفعل هذا لما انطلقت ولم يكن هناك ملحم بركات". ويصف عمله مع روميو لحود مشبعاً بالحرية بينما عمله مع الرحابنة أكسبه الخبرة في الحياة وشجعه لأن يصبح فناناً. وذكر في حوار تلفزيوني له حول الأخوين عاصي ومنصور رحباني.
- كانت البداية الفنية الحقيقية نحو الشهرة أغنية "الله كريم"، التي كتبها له الراحل توفيق بركات، كانت بداية مهمه لأن صوته كان ممتلئ وكامل والبعض كان يتوقع أن وديع الصافي هو الذي يغني الله كريم، إلا أنه لم يقتنع بأغنية واحدة وعندما طالبهما بأغنية ثانية وكانت الأغنية الرائعة "سافر يا هوا" كلمات مصطفي محمود وألحان فيلمون وهبي ، وبعدها تعرف إلى مارون نصر وقدم له أغنية "يا أسمر" بعد أن دفع له مبلغ 32 ليرة لبنانية مقابل الحصول عليها. يومها طلب المبلغ من والده فوافقه رغم أنه لم يكن يشجعه على الغناء.
- عرف عن ملحم بركات أنه فنان شقي وثائر، ليس في فنه وطباعه، فكان حادًا، صريحًا وفجًا، أدخله ذلك في عداوات كثيرة، خاصة مع أهل الفن، وجعله عرضة للانتقاد، لكنه بقي "أبو مجد" الذي تتابعه الصحافة مهما قال، ويحترمه الموسيقيون والفنانون لما أعطاه في هذا المجال. تعكس موسيقاه شخصيته، ففي الأغنية الواحدة ينتقل من حالة الرومانسية والحب والإحساس في موسيقاه، إلى الطبقة المرتفعة التي تحكي ما عرف من حدة مزاجه وعصبيته.
- بلغ إنتاج ملحم بركات الفني حوالي 13 ألبومًا وأكثر من 10 أغنية، وعددًا من المسرحيات والأفلام.
- أعلن عن وفاة الموسيقار ملحم بركات اليوم الجمعة 28 أكتوبر 2016 عن عمر ناهز 71 سنة في مستشفى أوتيل ديو في بيروت، بوطنه لبنان، وذلك بعد صراع مع مرض السرطان.