ألبير ثابت
ولد العالم ألفريد نوبل في 21 أكتوبر 1833م في دولة السويد ، وأراد أن يقدم منجزاً جديداً يفيد خلاله البشرية وأن يترك بصمة منفعة للناس، فولدت لديه فكرة توفير كل تلك الطاقات الإنسانية الهائلة في سبيل استخراج الحجارة ومواد البناء من الجبال، وعمليات فتح السدود ، وشق الطرق لتسهيل التجارة والاتصالات بين البشر . لذلك كان تركيزه على ما يمكن أن يقوم بهذه المهمة بدلًا عن الإنسان، فكانت الشرارة العبقرية الأولى نحو فكرة ولادة الديناميت . وكان اختراعه هو أحد أهم المتفجرات الصناعية، فقد تم استخدامه في إحداث التفجيرات في المناجم واكتشاف الذهب واستخراج المعادن والثروات الطبيعية من باطن الأرض ومقلاع الحجارة، ولشق القنوات ووضع أساسات المباني الضخمة ..الخ . 

بهذا الاختراع حقق هذا العالم نجاحًا باهراً في مجال عمله، وكان اختراعه الذي نفع البشرية قد تم استغلاله من ناحية أخرى في الحروب التي كان يتحاشاها العالم ، ووصفها بأنها : ( هول الأهوال وأكبر الجرائم ) . وكان قد حقق ثروة مالية كبيرة  من اختراعه مادة الديناميت ، إذ بلغت ثروته في ذلك الوقت تسعة ملايين دولار أمريكي ، ولكنه اكتشف أن هذه الثروة تحققت له من عمل بات يساء استخدامه . لذلك قرر أن يوصي بمعظم ثروته التي جناها من هذا الاختراع ليتم استثمارها وتخصيص جائزة سنوية منها لإبراز العلماء الذين توصلوا لاختراعات واكتشافات في إسعاد ورخاء البشرية التي عُرفت باسم ( جائزة نوبل ) . 

 إن تخصيصه لهذه الجائزة الكبرى كانت محاولة منه للاعتذار الكبير ولتأكيد صدق نواياه لأنه عندما قدم اختراعه، ظن بأنه سيكون لخدمة ونفع البشرية، ولم يكن يعلم أن هذا الاختراع سيستخدم في الحروب وإلحاق الأذى بالبشرية . وقد أكد أصدقائه المقربين بأنه كان يشعر دائماً بالندم والحزن الشديد من اختراعه الديناميت بعد أن سمع عن المجازر التي ترتكب نتيجة اختراعه وإطلاق بعض الصحفيين الأوربيين عليه لقب ( صانع الموت ) .    

وتُعد جائزة نوبل من أهم الجوائز العالمية التي تكرّم أهل الفكر والإبداع والاختراع في العالم، وهي جائزة سنوية تحقق للفائز بها شهرة وانتشارًا في مجال عمله، وتمنح للعلماء والمبدعين في مجال الفيزياء، والكيمياء، والأدب، والسلم العالمي ، كما يتم منح هذه الجائزة المتميزة في العاشر من شهر ديسمبر من كل عام لمن يقع عليه الاختيار ضمن من يقوم بالأبحاث البارزة، أو ممن يبتكرون تقنيات جديدة أو يقومون بخدمات اجتماعية نبيلة. وتُعد جائزة نوبل أعلى مرتبة من الثناء والإطراء على مستوى العالم. ومن أبرز العلماء الذين تسلموا هذه الجائزة العالم الألماني ألبرت أينشتاين، والعالم المصري أحمد زويل، والأديب / نجيب محفوظ ، والطبيب اللبناني /  بيتر مدور، والرئيس المصري أنور السادات ، والرئيس الفلسطيني / ياسر عرفات، والرئيس الأمريكي جيمى كارتر ، ومنظمة أطباء بلا حدود

عموماً : أن الشر الكامن في بعض النفوس البشرية هو الذي أدى لاستخدام الديناميت كوسيلة مدمرة من وسائل الحروب بدلاً من الأغراض السليمة التي تؤدى إلي التطور والتقدم ورفاهية الشعوب .