فجّر مقتل بائع السمك المغربى «محسن فكري»، إثر طحنه داخل حافلة نفايات، في الحسيمة أمس السبت، ثورة شعبية هائلة ضد حكومة حزب «العدالة والتنمية» الذراع السياسية لجماعة الإخوان بالرباط.
وخرجت اليوم الأحد، مظاهرات حاشدة في الرباط وفاس والحسيمة، تطالب بمحاسبة الحكومة والأشخاص المتورطين في الواقعة.
وعبر حزب العدالة والتنمية، في بلاغ نشره الموقع الرسمي، عن أسفه الشديد للحادث المؤلم لوفاة بائع السمك بمدينة الحسيمة، ووجه كافة أعضاء الحزب إلى عدم الاستجابة بأي شكل من الأشكال لأي احتجاج بخصوص هذا الحادث المأساوي.
وجه ملك المغرب محمد السادس تعليمات صارمة لوزير الداخلية «محمد حصاد» بألا يتسامح مع أي مسئول عن وفاة بائع السمك الذي ارتمى في شاحنة بعدما تمت مصادرة بضاعته بالحسيمة.
وقالت المصادر لموقع المغرب 24: «إن وزارة الداخلية تتخذ الإجراءات والعقوبات المناسبة بعد نهاية التحقيق في وفاته، وأنه لن يكون هناك أي تساهل مع المتورطين».
وقفز محسن فكري، أحد بائعي السمك المغربيين، داخل شاحنة للنفايات في رد فعل تلقائي للحاق بأسماكه التي احتجزتها السلطات المحلية وألقتها داخل شاحنة النفايات بغرض إتلافها، ولكن حظه السيئ دفع آلية الضغط المتواجدة بالشاحنة نحوه لتعصره فيفارق الحياة في اللحظة ذاتها وتظل جثته عالقة لمدة ساعة ونصف لا يمكن استخراجها.
وأثارت المأساة الغضب الشعبي في المغرب، ودفعت العشرات من السكان للتجمهر أمام مقر مفوضية الأمن الإقليمي بالحسيمة والمحكمة الابتدائية، للاحتجاج على وفاة بائع السمك داخل شاحنة النفايات وسط استنفار أمني بالمنطقة، وفق ما أوردته وسائل الإعلام المغربية التي رصدت حضور عامل المدينة والوكيل العام لمقر الاحتجاج في محاولة للتحدث مع الجمهور وإقناعهم بالتراجع مقابل التعهد بإجراءات إدارية مستعجلة أبرزها توقيف مندوب الصيد البحري لإرجاع حق الضحية.
وأطلق النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي هاشتاج «طحن مو» والتي تعني «اطحن أمه»، وهي العبارة التي استعلمها أحد الموظفين المرافقين للحملة لتوجيه سائق شاحنة النفايات لتشغيل العصر أثناء وجود الضحية بداخلها.
يشار إلى أن تجربة الإخوان في الحكم بعدد من الدول العربية، انتهت بالفشل نتيجة خروج ثورات شعبية تطالب بتنحي الجماعة عن السياسية، وحدث الأمر في تونس وليبيا ومصر التي شهدت ثورة 30 يونيو ضد حكم محمد مرسي.