كتب: هشام عواض
"طحن مو" تلك الجملة البسيطة التي قالها شرطي مغربي تسببت بوضع المغرب فوق بركان من الغضب الشعبي. يوم الجمعة الماضية، في مدينة الحسيمة الساحلية الواقعة في منطقة الريف بشمال المغرب، قامت سلطات الشرطة المغربية بمصادرة كمية من الأسماك من بائع يدعي "محسن فكري" وإلقائها في سيارة طحن القمامة، وكانت تلك الأسماك هي رأس ماله وما يملكه، فقفز البائع "فكري"، داخل السيارة لمحاولة لملمة أكبر قدر من صناديق الأسماك، ما أن أمر الشرطي سائق الشاحنة بتشغيها قائلًا "طحن مو" والتي تعني باللهجة المغربية، "أطحن أمه"، فقتل الشاب على آثر ذلك مسببًا حالة عارمة من الغضب في مدينته الحسيمة وأرجاء منطقة الريف وامتدت المظاهرات إلى العديد من المدن المغربية، وفي تلك الأسطر نستعرض 10 معلومات حول تلك الحادثة.
- ولد الشاب المغربي محسن فكري في سبتمبر 1985، في مدينة إمزورن، وينتمي لأسرة من الطبقة المتوسطة، والده كان يعمل لسنوات بمجال التعليم والتدريس، وهو الابن السادس من بين 8 أشقاء.
- انقطع محسن عن الدراسة في السنة الأولى من التعليم الثانوي، حيث كان يدرس بإحدى ثانويات "إمزورن"، وعمل كمساعد لأحد تجار المدينة في مجال تجارة السلع والمواد الغذائية، بعد ذلك قرر الالتحاق بمعهد تكنولوجيا الصيد البحري بالحسيمة، ليحصل على دبلوم بحار.
- مساء يوم الجمعة 28 من الشهر الجاري، تداولت مواقع التبادل الاجتماعي، مقطع فيديو يظهر حادثة مقتل شاب مغربي طحنًا في شاحنة نفايات، بعدما قام رجال الشرطة برمي أسماكه في شاحنة نفايات بحجة أن السمك الذي صاده ممنوع بيعه، ما دفع الشاب إلى إلقاء نفسه في الشاحنة احتجاجًا على مصادرة سلعته.
- حاول "فكري" منع رجال من الشرطة المغربية من إعدام بضاعته المكونة من أسماك داخل منطقة ضغط النفايات ، ما دفعه لإلقاء نفسه في قلب الحاوية في محاولة منه لإثناء رجال الأمن عن تنفيذ قرار إعدام بضاعته ، بينما سمع في خلفية المقطع صوت يقول بلهجة مغربية آمرة "طحن مو" ومعناها "اطحن أمه".
- تم حذف الفيديو من على موقع اليوتيوب، الذي يوثق الواقعة شهدها إقليم الحسيمة، ليعاود النشطاء رفعه مجددًا على مدار اليومين الماضيين و يحقق انتشارًا واسعًا تخطى حدود المغرب، وانتشر أصداء الواقعة في كل المنطقة.
- منذ ذلك الوقت وتداول نشطاء من مدينة الحسيمة تغريدات غزيرة على موقع تويتر روايات شهود العيان على الواقعة ومفادها أن الضحية اقترض مبلغًا ماليًا وتوجه صوب المرسى، واشترى كمية كبيرة من السمك بهدف إعادة بيعها للحصول على بعض الأرباح لإعالة أسرته الكبيرة، لكنه فوجئ بأمن المدينة يوقف شحنته بدعوى أنها غير قانونية فجن جنونه على قوته وقوت عائلته، وألقه بنفسه خلف بضاعته في محاولة منه لإنقاذها، لكن التعليمات التي صدرت بفرمه مع أسماكه كتبت له نهاية مروعة.
- دشنّ نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من مدينة الحسيمة هاشتاج " طحن مو" وتداول بكثافة في المغرب وحتى خارجها، والتي قالوا أنها آخر ما ورد على لسان رجل الأمن الذي أمر بقتل الشاب وما كان من السائق إلا أن استجاب للتعليمات، وحقق الهاشتاج أعلى نسبة تداول في المغرب، يظهر في أول نتائج البحث على جوجل ومواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة.
- أكدت السلطات المحلية لمدينة الحسيمة أن الشاحنة "أداة الجريمة" كانت بصدد إتلاف كمية من الأسماك الممنوعة الصيد تم حجزها من قبل المصالح الأمنية بأمر من النيابة العامة المختصة، ونفت المديرية العامة للأمن الوطني أن يكون مسئولًا أمنيًا هو من أصدر تعليماته بفرم الشاب، وهو النفي الذي تلقاه النشطاء المغاربة باستنكار شديد متسائلين : لماذا إذن تم تشغيل المفرمة؟ ولماذا لم يتدخل أحد لإنقاذ حياة فكري حتى فارق الحياة؟.
- سبب الحادث غضب عارم في مدينة الحسيمة وبالعموم منطقة الريف - ذات الأغلبية الأمازيغية- ونظمت مظاهرات كبيرة من مدن مغربية عديدة منها الدار البيضاء ومراكش والرباط والناظور وطنجة ووجدة والقنيطرة والقصر الكبير وفاس، بالإضافة إلى تنظيم وقفة قدام البرلمان المغربي، وإعلان الدخول في إضراب عام واعتصام مفتوح في الحسيمة والريف.
- أصدر الملك محمد السادس، عاهل المغرب، تعليمات صارمة وجادة وواضحة لوزير الداخلية محمد حصاد "لا تسامح مع أي مسئول عن وفاة محسن فكري.