الأقباط متحدون - الدور على مين؟!
أخر تحديث ١٣:٥٤ | الاثنين ١٧ يناير ٢٠١١ | ٩ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٧٩ السنة السادسة
إغلاق تصغير

الدور على مين؟!

بقلم: محمد بربر
لسه الأغاني ممكنة، تصدقوا. هكذا انتزع شعب "تونس" كرامته من أفواه الديكتاتورية؛ ليلقِّن حكام العرب درسًا قاسيًا، مفاده "للظلم حدود"، وأن الشعوب ربما تصبر كثيرًا على حكامها الذين باعوا ضمائرهم- تساوي كام- من أجل الجلوس على الكرسي. مش قلنا نجيب كرسي تيفال عشان ميلزقش. لكن ستأتي اللحظة- شئنا أم أبينا- ليعلن فيها الشعب رفضه للظلم والخيانة، ويصرخ أفراد الشعب بصوت الغضب الذي طالما كتموه داخل صدورهم.

العيون متحيِّرة، تتساءل في دهاء منْ أراد التخلص من القهر المصحوب بفقر وذل ومرض وكوكتيل فساد: الدور على مين؟! وحتى أصدقكم القول، لو كنت رئيسًا لدولة عربية، لتحسست مسدسي على الفور. فالرجل الذي قضى (23) عامًا في "تونس"، رحل في غمضة عين، رحل غير مأسوف عليه.. وغنَّى الشعب في ساحاته الواسعة: "إذا الشعب يومًا أراد الحياة، فلابد أن يستجيب القدر". "زين العابدين" الذي حكم البلاد بالحديد والنار، فضَّل الهروب بكل عار وخسة على أن يتنحى! ربما حفاظًا على ماء وجهه.. لا أدرى ما سبب كراهية حكامنا العرب للتنحي! ربما العمر هو السبب المنطقي للتنحي.. ربما رفض الشعب لسياسات الأنظمة، وربما أيضا نرى إخواننا الحكام في القريب العاجل يطيرون في فضاء السماء؛ بحثا عن شقة تأجير، أو حتى غرفة بحمام مشترك.

وبعيدًا عن السياسة وألاعيبها، والقضية العربية وحواريها؛ السؤال الذى كان يلح عليَّ وأنا أتابع الأحداث الأخيرة في "تونس": هل تصوَّر حاكم "تونس" أن دماء الشهداء التي سالت على أرصفة الشوارع والطرق كانت "ببلاش"؟ وهل تخيِّل هذا الرجل أن الشاب الذي أضرم النار فى جسده هو ابنه أو شقيقه؟ قطعًا الإجابة مخزية!.. أتذكَّر الرئيس "عبد الناصر" وهو ينادي في المصريين بعد النكسة، قائلاً: "كلكم أولادي، وأنا ابنكم، أنتم من يستحق التضحية".. وهل خطاب التنحي عنا ببعيد؟!

لحظة فارقة في تاريخ شعوب العالم العربي.. كابوس أصبح بعبع لكل حاكم. وهنا في "مصر"، الديمقراطية تتأرجح على سلالم الهوى. أنظمتنا المحمية ومعارضتنا تتراقص على سلالم النظام، وأحزابنا تبارك خطوات النظام أو تمشى داخل الحائط عشان متزعلش حد، والنخبة التي كنا نعقد الآمال عليها تتصارع على صفحات الجرائد وشاشات التلفاز من أجل نظرية هنا وهناك.. نظرياتهم لا تعرف التطبيق، والشعب ملَّ من "فيثاغورث" والميتافيزيقيا، والخصوصية الثقافية يراها الناس الطيبة في بلادنا حاجات لا بتودي ولا بتجيب! من يخشى صعود الجبال، يعش أبد الدهر في انتخابات مزوَّرة، وتمييز، وطائفية، وتعصب أهوج. ويبقى السؤال الأهم: نفسك الدور الجاي يبقى على مين؟!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter