الأقباط متحدون - الداعية عمرو خالد.. ومبادرة تستلزم حملة أخرى جادة!
أخر تحديث ١٩:٢١ | السبت ٢٢ يناير ٢٠١١ | ١٤ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٨٤ السنة السادسة
إغلاق تصغير

الداعية "عمرو خالد".. ومبادرة تستلزم حملة أخرى جادة!


بقلم: جرجس بشرى
يُعد الداعية الإسلامي "عمرو خالد" واحدًا من أبرز الدعاة الإسلاميين الداعين إلى الوسطية في الإسلام. وبرغم كونه تخرَّج في كلية التجارة، وعمل في المحاسبة قبل العمل الدعوي، إلا أنه رأى أن يعمل في مجال الدعوة، وقيل أنه كان يدرس أو يحضِّر رسالة دكتوراة "في الإسلام والتعايش مع الغرب" من جامعة "ويلز" بـ"بريطانيا". وبحسب خبر صحفي منشور بموقع "مصراوي" في مارس 2006، بدأ الداعية الإسلامي رحلته الدعوية بإلقاء الدروس في نادي الصيد بـ"الدقي" محافظة "الجيزة"، وانتقل إلى مسجد الحصري بـ"العجوزة"، حتى ازدحم المسجد بالحضور الذين يأتون لسماع خطبه، وانتقل بعدها إلى مسجد الحصري بمدينة "6 أكتوبر"، وهناك ذاعت شهرته بقوة، وبدأ الشباب يحضرون لسماع الدروس التي يلقيها عليهم من أماكن متفرقة، وكان لفضيلة الشيخ "صالح كامل" كثيرًا من الفضل في شهرته عبر الفضائية الإسلامية  التي يمتلكها "إقرأ".

وبحسب موقع "مصراوي"، فإنه كان للداعية "عمرو خالد" أيضًا محاضرات ولقاءات لمدة سنتين من (2000- 2002)، كما أنه قام بإعداد دورات متخصصة لأكثر من (40) إعلاميًا عربيًا في "بيروت" عام 2003.
والمتابع لسيرة الداعية الإسلامي "عمرو خالد" يرى اهتمامه البالغ بالشق الاجتماعي والاقتصادي لحياة الناس، بجانب اهتمامه الدعوي؛ حيث كان يدعو الشباب المسلم- ومازال- إلى المشاركة والنهضة عبر مشروعات تنموية، وكان برنامجه الشهير "صناع الحياة" مؤيدًا لذلك ومشجعًا عليه.

ولم يقتصر نشاط الداعية الإسلامي على دعوة الشباب العربي والمسلم إلى العمل التنموي والاقتصادي فحسب، بل امتدت نشاطاته إلى الشق الاجتماعي، مدركًا خطورة الآفات والعادات التي تضرب الشباب المصري والعربي في مقتل، وتدفعه نحو الإنحراف والجريمة.. ومن أجل ذلك جاءت حملته الشهيرة "حماية"، التي كانت تهدف لمحاربة الإدمان والمخدرات، وقد كان لهذه الحملة ردود أفعال إيجابية على الصعيدين المحلي والخارجي رصدتها وسائل الإعلام، من أهمها دفع كثير من المدمنين والمتعاطين لأخذ زمام المبادأة والإقلاع عن هذه العادات المدمرة، كما كان لها تأثيرها البالغ في توعية الشباب والأسرة بخطورة هذه الأمراض الاجتماعية الفتاكة.

ويعتبر "عمرو خالد" من الشخصيات الوطنية المخلصة؛ حيث أنه كثيرًا ما حذَّر من خطورة وتداعيات الفتنة الطائفية والفُرقة بين المصريين. وكانت صحيفة "الدستور" المصرية المستقلة قد نشرت تصريحًا صحفيًا لفضيلة الداعية عندما أتى لتهنئة أقباط "مصر" بعيد الميلاد المجيد عام 2008 بالكاتدرائية المرقسية بـ"العباسية"، قال فيه: "أتيت بمُبادرة شخصية، فلم يدعني أحد، والحقيقة أنني جئت إلى مقر الكاتدرائية المرقسية لكي أبدأ التنفيذ العملي لبرنامجي "دعوة للتعايش"، مؤكدًا أن بداية التعايش السلمي هو مشاركة الأقباط أفراحهم". معربًا عن قلقه وتخوُّفه من حوادث العنف الطائفي بـ"مصر"، وأنه لا يريد أن يصل المصريون إلى قتل بعضهم، ويصبحوا نسخة باهتة لما حدث بـ"دارفور" و"
العراق" و"لبنان". مؤكِّدًا أنه يريد وطنًا لكل المصريين.

وفي "لندن"، عبر الجمعية التي أسسها "رايت ستار"، كثيرًا ما دعا "عمرو خالد" إلى التعايش السلمي مع الآخر، بشرط عدم الذوبان، أو سلب الأرض، أو فرض أفكار وثقافة الآخر.

وقد أثار خروج الداعية الإسلامي بعد أن نال قسطًا وافرًا من الشهرة والثقة في قلوب محبيه ومريديه، ردود أفعال عنيفة لدى كثير من الناس، حيث أكَّدت بعض وسائل الإعلام أن الداعية الإسلامي غادر "مصر" بتعليمات من جهات أمنية، وكان موقع "مصراوي" قد أكَّد في هذا الشأن- نقلاً عن برنامج "العاشرة مساء"- أنه يعيش حالة ذهول وقلق من هذا القرار، وأنه يرفض التعليق.. فيما أرجع البعض هذا الموقف من الدولة إلى التنافس بين أنشطة الداعية الإسلامي والحزب الوطني!

وقد أطلق الداعية الإسلامي مؤخرًا مبادرة "انترنت بلا فتنة"، تهدف إلى تحجيم ومحاصرة الفتنة على الإنترنت، والدعوة إلى قبول الآخر المختلف. مؤكدًا على ضرورة احترام الاختلاف كقيمة إنسانية وسنة كونية ووصية نادت بها الأديان السماوية. وقد جاء توقيت الحملة- كما أرى- متزامنًا مع جو ملتهب بعد أحداث دامية استهدفت الكنائس والأقباط في كنائسهم وأرواحهم وممتلكاتهم، وهو ما دفع جريدة "الأقباط متحدون" أن تساهم وتسارع إلى المشاركة في الحملة، كجزءٍ أساسي من رسالة جريدة "الأقباط متحدون الإلكترونية"، ومسئوليتها الوطنية التي دائمًا ما يؤكد عليها المهندس "عزت بولس"- رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الجريدة-  وهو ما أكَّدته مديرة تحرير الجريدة- الإعلامية "باسنت موسى"- في حوارها على قناة "أون تي في" مؤخرًا حول أسباب مشاركة "الأقباط متحدون في الحملة"، حيث قالت: لأننا أدركنا أن هناك خطر، خاصة بعد حادث كنيسة القديسين بـ"الإسكندرية".

وبلا شك، تعتبر مبادرة "انترنت بلا فتنة" مبادرة وطنية مخلصة، ولكنني أرى أن يبادر فضيلة الداعية إلى إطلاق حملة أخرى تزامنًا مع هذه الحملة بعنوان "وطن بلا فتنة"، تستهدف تنقية الإعلام، والمناهج التعليمية، والمنابر، والكتب الدينية، وحتى القوانين، من كل ما يدعو إلى الفتنة والتطرف وكراهية الآخر؛ لكي يعيش المصريون في سلام.

إن عودة "عمرو خالد" لـ"مصر"- كما أرى- جاءت على خلفية استثمار الحزب الحاكم لشعبيته، خاصة وأن "مصر" ستشهد انتخابات رئاسية هذا العام.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter