الإرهابية تغير طريقها باستهداف الأقباط بالعريش وقتل 4 فى أسبوعين
نادر شكري
السبت ١٨ فبراير ٢٠١٧
مقتل 4 أقباط بالرصاص خلال أسبوعين ومخاوف إفراغ المسيحيين بسيناء
أقباط شمال سيناء ما بين خيار هجرة منازلهم أو الخطف والقتل
نادر شكري
مازال الأقباط بمحافظة شمال سيناء يدفعون حياتهم ثمنا من اجل وطنهم وهويتهم الدينية ، بل أصبحوا الهدف السهل ألان للاستهداف من قبل الجماعات الإرهابية التي فشلت الجهود الأمنية فى تجفيف منابعها ، ولذا مازالت الدماء تصرخ على ارض سيناء بالعريش ورفح من شهداء الشرطة والجيش والأقباط .
لم يجد الإرهابيين طريقا سهل فى خلال هذه الفترة سوى استهداف الأقباط لإثارة الذعر داخل العريش واستغلوا تركز الأمن على الكمائن ومداخل الطرق دون تواجد فى قلب المدنية فكان طريقا لعودة استهداف الأقباط حيث قتل خلال شهر أربعة أقباط تم استهدافهم بالرصاص ، مما أصاب الأقباط بحالة من الفزع دفعت بعض الأسر لمغادرة العريش فى استمرار لموجة هجرة الأقباط من شمال سيناء منذ الهجرة الأولى فى عام 2012 فى حكم الرئيس المعزول محمد مرسى عندما تم تفريغ مدينتي رفح والشيخ زويد من الأقباط بعد منشورات وزعت من قبل الارهابين بإعطاء الأقباط مهلة 48 ساعة لمغادرة المدنية وتم بالفعل تنفيذ التهديد بإطلاق النيران على الأقباط وعقبها قطع رقبة القبطي مجدي لمعي بالشيخ زويد فهجرت ما يقرب من 15 أسرة المدينة الى محافظات الصعيد وبعد مقتل القس مينا عبود بإطلاق الرصاص فى يوليو 2013 وحرق كنيسة مارجرجس بالعريش فرت العديد من الأسر تاركة مدينة العريش عدا القليل منها .
وعقب ثورة 30 يونيو وانتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسى وبدء عملية الشهيد لتصفية عناصر بيت المقدس وداعش بسيناء وتحقيق انتصارات عليهم وبدء وضع خطة لتنمية سيناء عادت بعض الأسر مرة أخرى الى العريش نظرا لارتباطهم بوظائف حكومية فضلا عن أعمال حرة ، وشعر البعض باستقرار قليل وعادت الكنائس لتفتح أبوابها للصلاة بعد توقف فترة عقب مقتل القس مينا عبود وخلال هذه الفترة تعرض الأقباط لعمليات خطف كبيرة بهدف الفدية وفسر البعض أن الجماعات المسلحة استهدفت الأقباط لطلب فدية لتمويل عملياتهم الإرهابية حتى جاء الاحتفال بذكرى 30 يونيو العام الماضي 2016 ليستيقظ الأقباط على نبأ مقتل الكاهن الثانى بالعريش القس رافاييل موسى بإطلاق النيران عليه ثم توالى عمليات استهداف الأقباط بالقتل والخطف دون حماية ليحملوا مع رجال الشرطة والجيش شهادة الدم وان كان الأقباط دفعوا حياتهم لكونهم مصريين ومسيحيين .
• 4 فى أسبوعين
عادت حالة الهلع للأقباط بالعريش بعد ظاهرة استهدافهم ففي خلال شهر واحد يتم إطلاق الرصاص على أربعة أقباط كان أخرهم يوم الخميس الماضي 16 فبراير بإطلاق النيران على القبطي جمال توفيق جرجس ، مما دفع الأقباط لبدء موجة أخرى من الهجرة خوفا على حياتهم وحياة أبنائهم ، لاسيما أن الارهابين يقومون بهذه الأعمال فى وقت النهار وبوسط المدنية فى ظل غياب الأمن بشوارع المدنية .
• استشهاد وائل يوسف ب 3 طلقات
- ففي 30 يناير من الشهر الماضي 2017قتلت عناصر تنظيم داعش بمدينة العريش تاجرا قبطيا داخل متجره بشارع 23 يوليو الرئيس وسط مدينة العريش .
حيث قام ثلاثة مسلحين ملثمين من تنظيم داعش اقتحموا متجر تاجر قبطي يدعى وائل يوسف قلدس 35 عاما، وأطلقوا الرصاص عليه واردوه قتيلا بثلاث طلقات بالرأس، ولاذوا بعدها بالفرار وهو أب لطفلين يوسف ونوفير.
وكن وائل يوسف بالعريش يملك سوبر ماركت في شارع مزدحم هناك وسبق ورفض الرحيل عن بلده وفى يوم الحادث كان في محله مع زوجته وطفل من ابنيه ودخل عليهم ملثمون امسكوا زوجته قبل أن تصرخ ثم أطلقوا الرصاص على وائل أمام زوجته ومات في الحال ومن المفجع أن الارهابين قاموا بفتح زجاجات مياه غازية وأكياس شيبسي أمام الزوجة المصدومة والطفل ليتناولوها .
• دكتور بهجت وقتله بالرصاص
- لقي طبيب مصرعه بمدينة العريش فى 12 فبراير 2017، برصاص العناصر التكفيرية أثناء سيره بسيارته بمنطقة حي العبور جنوب مدينة العريش، بعد استيقافه بالقوة تحت تهديد السلاح من قبل عناصر تكفيرية وأردته قتيلا بطلق ناري بالرأس والرقبة والبطن.
ويدعى الطبيب الشهيد بهجت وليم زاخر، 40 عاما، مقيم بحي الضاحية وهو ابن مدينة الإسكندرية، ومتزوج ولديه ولد وبنت حيث تمت الصلاة على جثمانه بكنيسة مارى جرجس بالشاطبى بالإسكندرية.
• استشهاد عادل شوقي
- الشهيد الثالث لقي مصرعه ايضا فى 13 فبراير ويدعى عادل شوقي 57 قتل برصاصة في الرأس وهو مقيم بحي السمران بالعريش وهو انسان بسيط كان يعمل بأجر يومى
• قتل جمال توفيق فى سوق الخميس
- اما الشهيد الرابع الذى قتل الخميس الماضى فهو جمال توفيق جرجس 45 عاما حيث اطلق مسلحون الرصاص عليه في حي السمران بالعريش، ما أدى لمصرعه في الحال .
وكان لشهيد مدرس ولديه محل احذية كان يعمل به ومعه زوجته وقتل امام مسمع ومرأى الجميع فى منطقة سوق الخميس المزدحمة دون ان يعترضهم احد وامام زوجته اثناء عمله ما أسفر عن مصرعه في الحال مـتأثر بطلق نارى بالرٍأس والصدر وفروا هاربين.
ويكون القبطى الرابع خلال شهر يقتل بشمال سيناء فى مسلسل مستمر لاستهداف الاقباط من قبل التنظيمات الاسلامية التى تنتمى لداعش وانصار بيت المقدس بشمال سيناء ، وحتى الان لم تتمكن السلطات الامنية من القبض على اى من الجناه الارهابين المتورطين بقتل الاقباط الاربعة .
• شبح الخوف يسيطر
يقول احد الاقباط رافضا ذكر اسمه " اننا نعيش حياة صعبة منذ قتل د. بهجت ووائل واستمرار استهداف الاقباط ، حتى اننا لا نستطيع الخروج الان من المنزل بعد الساعة الخامسة مساءا ونخشى على ابنائنا الخطر واضطر بعض الاقباط لغلق متاجرهم بعد استهدافنا اثناء البحث عن رزقنا ، ونحن نفكر الان فى مغادرة المدنية ونبحث عن حل لازمة ابنائنا بالمدارس وعملنا بقطاع الحكومة.
بينما قال اخر " من المحزن ان نصبح هدف للارهابين لاننا مسيحيين فى ظل غياب الامن داخل المدنية فالامن يحتمى بالكمائن بالخارج ومداخل الطرق ولا يتحرك داخل المدنية فلذا يجد الارهابيون الطريق سهل لقتلنا اذا ما عجزوا عن استهداف رجال الشرطة والجيش ، ونحن الان فى حالة هلع نتساءل من الذى عليه الدور ، واطفالنا ونسائنا فى حالة بكاء مستمر وهم يطالبوا مغادرة المدنية ، ونحن مرتبطين بالبقاء من أجل رزقنا وعملنا واذا ما غادرنا لن نجد مأوى لنا .
وتابع انه منذ مقتل د بهجت بدأت بالفعل بعض الاسر تغادر بشكل مؤقت وهناك من قام بنقل اطفاله لذويهم بمحافظة الاسماعيلية وبعض محافظات الصعيد ، مشيرا ان عدد الاقباط بشمال سيناء يتقلص يوما وراء الاخر فمنذ الهجرة لاولى لاقباط العريش والشيخ زويد واعقبها هجرة اخرى بعد استهداف كهنة الكنيسة لم تعود اى من الاسر لمنازلها بالعريش ورفح ويعيش الاخرين الان مهددين .