الأقباط متحدون - إنجازات مبارك
أخر تحديث ١٠:٢٩ | الجمعة ١٨ فبراير ٢٠١١ | ١١ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٠٨ السنة السادسة
إغلاق تصغير

إنجازات مبارك


بقلم: عاطف نوار
صرخة مكتومة منذ ثلاثين عاما .. محبوسة فى صدور جيل بأكمله .. نشأ هذا الجيل على وحش حال بينه و بين أن يتكلم .. وحش وضعه كل طاغية دستورا ينفذ به شهواته و ملذاته على حساب بقية البشر .. وحش تفاخر به كل حاكم بل ووضعه فى مقدمة إنجازاته مُتخذا قناعا يسمى  أمن الشعب المصرى .. هذا الوحش هو الخوف الذى تربى عليه جيل مبارك طيلة ثلاثين عاما .. إلى أن جاء جيل لم يحتمل كتمان هذه الصرخة و الجوع و الفقر و الضياع ينحرون فى شبابه و مستقبله كنحر الموج المتلاطم فى الصخور .. ظل هذا الخوف هو الدرع الواقى الذى احتمى فيه مبارك فعاث فى الأرض فسادا .. و كانت إنجازاته الخالدة التى لن تناسها له مصر .. و لن يغفرها له شعبها و شبابها الرجال.. رأيت أن نسرد هذه الإنجازات التى أخرجت المارد المصرى من قمقم خوفه مُطلقا صرخته المكتومة " الشعب يريد سقوط الرئيس و نظامه" .. لقد بنى الرئيس مبارك صرحا أشمل فيه كل إنجازاته ..
هذا الصرح هو " الفساد " .. أخذ الفساد ألونا مختلفة على كافة الأصعدة و فى مختلف الميادين .. فكان الفساد الإقتصادى و الذى أطلق عليه الإصلاح الإقتصادى .. و كان الفساد السياسى و الذى سماه الإصلاح السياسى .. و الفساد الثقافى و التعليمى تحت مسمى النهضة الثقافية ..   و الفساد الأخلاقى و الذى خصص له لجنة القيم فى مجلس الشعب  الموقر.. و الفساد الديمقراطى و الذى عنونه بما يُدعى بحرية التعبير و المعتقد .. و غيرهم من الفسادات التى أصبغت مصر بصبغة مقيتة و أصابتها برائحة كريهة يأنف منها كل مُحب للحرية و عاشق للكرامة .. كان الفساد السياسى فى مقدمة أهداف سيادة الرئيس فاتخذ من الديكتاتورية أساسا للنظام فنصب نفسه الرئيس الأعلى لكل مؤسسات الدولة كالجيش و الشرطة و القضاء و البنك المركزى و الجهاز المركزى للمحاسبات .. فكانت النتيجة إنفراضه و حاشيته بثروات و موارد مصر مُعتليا مركزا متقدما فى مارثون الأثرياء .. و خرج فى بطانته أغنياء مصر بثرواتهم الضخمة يدوسون غالبية الشعب الذين يأكلون الجوع و يلتحفون بالفقر ..
عشق الرئيس مبارك إرهاب شعبه و الذى أقسم أمامه أن يراعى مصالحه .. فكان قانون الطوارئ و الذى قمع به الشعب و عذبه بل وقتله .. لقد كان السبق لمبارك وإنجازاته  فى كيف يقتل الشعب بأيدى جهاز أمن الشعب .. تجلى هذا السبق فى العمرانية و كانت ذروته فى ثورة 25 يناير .. لقد قمع الشعب بأمن دولته فلم يجرؤ أحد أن يتكلم و يعترض و يطالب .. تجاهل هذا الديكتاتور مطالب و مصالح شعبه و تمادى فى هذا التجاهل حتى الآن .. كان نتاج فساده مجلسين مزورين للشعب و الشورى يملأهما المنافقين و المحاسيب و الكذابين أمثال سرور و الشريف و الغوول مرتكب مذبحة نجع حمادى الحقيقى .. لم تعرف مصر  فى عهد الرئيس مبارك نزاهة للإنتخابات برلمانها .. عاش شعب مصر فى أكاذيب و تضليل فى ظل فساد مبارك السياسى .. لم يجد مبارك من يرده للمضى قُدما نحو الإفساد الإقتصادى .. أفسد الزراعة إلى الحد المُخزى الذى عنده استوردت فيه القمح بعد أن جرف الرقعة ... نهب و حاشيته قوت الشعب و معاشه و لعل فضيحة نواب القروض الذين سرقوا الدولة فى عهده و هربوا شاهدا على عصر مبارك .. و لعل ثروته و ثروة جمال و علاء و عز و أبو العيون و غيرهم و التى تذخر بها بنوك لندن و سويسرا شهدا أخر على عصره ..
استهان مبارك بشعبه و كأن المصريين هم عبيده يصنع فيهم ما يشاء .. أفسد صحة الشعب المصرى فانتشر السرطان فى عهده  بما استخدمه من مواد زراعية مسرطنة تصل لأجسادهم فى أكلههم و شربه و طعامه .. زادت فى عهده الميمون حالات الفيروس الكبدى "سى " و الناجم عن الصفقات الملوثة لأكياس الدم الملوث .. انتشرت الأمية فى عهده الملوث .. وباتت القلة المتعلمة أمية بلا عمل مهنتها هى البطالة .. التجأ الرئيس مبارك بحكمته للفتنة الطائفية و شعاراتها المقيئة لتغطية فساده مُنجزا مذابح و جرائم قتل و نهب و حرق و إغتصاب للأقباط و كنائسهم و ممتلكاتهم دون رادع أو عقاب فكان من أهم إنجازاته موقعة دير أبو فانا .. مذبحة الكشح الأولى و الثانية و نجع حمادى و العمرانية و القديسين السكندرية .. كلمة أخيرة .. لقد سمح مبارك لألاف السلفيين أن تسب قداسة البابا المعظم تحت حراسة أمنية مصرية . و  ها قد سمح الله جل شأنه لملايين المصرييين أن يسبوا و يرفضوا مبارك .. كل هذه الإنجازات أخرجت ملايين المصريين على قلب رجل واحد يهتف " يسقط يسقط حسنى مبارك "


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع