بالصور ..كاتدرائية ابو النجا بطنطا افتتاحها عبد الناصر 54 ولطخت بالدماء باحد الشعانين
نادر شكري
الخميس ١٣ ابريل ٢٠١٧
اولى الصلوات بها فى احد الشعانين منذ 78 عاما ليعود ويسجل تريخها بالدماء فى 2017
بناء مقبرة جماعية للشهداء داخل ساحة الكاتدرائية لتكون مزار كنسى
نادر شكرى
ستظل كاتدرائية الشهيد العظيم مارجرجس ابو النجا بمدنية طنطا بمحافظة الغربية والتى تقع بشارع على مبارك من شارع البحر ، تذكر بالتاريخ وستظل رائحة الدماء التى سفكت فى " احد الشعانين " تفوح برائحتها العطرة تذكارا لشهداء دفعوا حياتهم ثمنا لاجل عقيدتهم عندما قتلوا فى يوم الاحد 9 ابريل بعد تفجير الكنيسة على يد انتحارى .
ومن لا يعرف تاريخ كاتدرائية مارجرجس والتى تمثل اهمية كبيرة لذا كانت هدفا للارهابين انها من اكبر كنائس مدنية طنطا واقدمها ويعود تاريخ بنائها لعام 1934 عندما أصدر الملك فؤاد مرسوما ملكيا خصيصا لبناء الكنيسة على أرض مساحتها فدانين، وبلغت قيمتها حينذاك 730 جنيها مصريا، وشّدت في العام 1939 من الخشب، ليصادف أن تكون أولى الصلوات بها يوم أحد الزعف أيضا، ليتكرر مشهد الغدر في نفس الوقت بعد مرور 78 عاما
ويقول كاهن الكاتدرائية القمص بيشوى وديع أن الكنيسة ظلت خشبية لمدة 15 عاما فيما بعد، حتى وضع نيافة المطران الأنبا توماس مطران البحيرة والغربية وكفر الشيخ حجر الأساس للكاتدرائية، في 11 سبتمبر 1940، إلا أن العمل بها توقف نتيجة الحرب العالمية الثانية التي عصفت بالجميع، وفي 1952 كرست الكنيسة بواسطة نيافة المطران الأنبا يوأنس مطران الجيزة والقليوبية وقويسنا، والمطران الأنبا بنيامين مطران المنوفية، والمطران الأنبا مكاريوس أسقف دير البرموس، وتم شراء أجراس الكنيسة في عهد المطران الأنبا إيساك مطران الغربية والبحيرة عام 1961 وصممت الكاتدرائية بشكل معمارى وطراز فريد بعد ان احضر انبا توماس فنانين ايطاليين للقيام بالعمل الفنى البارز لها .
ودشنت الكاتدرائية عام 1954 بيد الانبا توماس وحضر التدشين الرئيس جمال عبد الناصر واعضاء مجلس قيادة الثورة ولذا سجل كاتدرائية ابو النجا يضرب باعماقه بجذور التاريح
وشهدت الكاتدرائية العديد من الأحداث، وبخاصة مراحل التطوير، حيث استبدل الأنبا بولا أسقف طنطا مكان الكنيسة الخشبية القديمة ببناء للشباب وحضانة للأطفال ومبنى جديد من طابقان الدور الأرضى، قاعة كبيرة متعددة الأغراض، والدور العلوي قاعة مسرح للعروض السنوية للأطفال وشباب الكنائس، وتوجد مكتبة ضخمة بها للاطلاع والقراءة.
وكانت الكاتدرائية تعرضت لحصار لبعض الجماعة الارهابية عقب فض رابعة عام 2013 ولكن لم يستطيعوا التعرض لها ، وقبل حادث تفجير الكنيسة باسبوع تم ابطال قنبلة وضعت بجوار سور لكنيسة ولكن لم يكن هذا كافى لانذار الاجهزة الامنية بوجود خطر داخل مدنية طنطا لاسيما انه تزامن ايضا تفجير بمعسكر الامن المركزى واستشهاد 6 من افراده .
وستظل كاتدرائية ابو النجا علامة بارزة سيظل التاريخ يذكرها مثل كنيسة القديسين بالاسكندرية والكنيسة البطرسية بالقاهرة ، فالكثير لم يكن يعرف الكنيسة سوى شعبها ولكن بدماء شهدائها ستتحول لمزار كنسى لويارة مقبرة شهداء الكنيسة التى شيدت داخل ساحة الكنيسة حيث صدر قرار استثنائى من المهندس شريف اسماعيل رئيس مجلس الوزراء بتحويل مبنى ملاصق للكنيسة الى مقبرة .
وشارك اكثر من 30 شخص فى تجهيز المبنى وتحويله لمقبرة بغلق النوافذ وبناء طوابق داخل المبنى وتطيبه وبنى عبارة عن ثلاثة طوابق فى شكل ادراج وضعت بها نعوش الشهداء لتكون مقبرة جماعية باسم شهداء كاتدرائية مارجرجس ابوالنجار وهذه المقبرة مجاورة لمقبرة كان يدفن بها اساقفة الابراشية .
واصيبت الكنيسة بخسائر كبيرة جراء الانفجار فسقط حجاب الهكيل المبنى من الموزاييك والرخام وتشهم جميع زجاج الكنيسة وادى الانفجار لتصدع وشروخ فى بعض المبنى وتدمير جميع شاشات العرض وتكسير فى عدد كبير من المقاعد والايقونات وتدمير ببعض ارضية الكنيسة لاسيما فى موقع كرسى الاسقف وانتشار الدماء على حوائط واعمدة الكنيسة وسقوط بعض من طبقة الجبس فى سقف الكنيسة وتركت شظايا لانفجار اثار واضحة فى الاعمدة الكنيسة امام الهيكل
وكانت لجنة هندسية من كلية الهندسة زارت الكنيسة يوم الثلاثاء الماضى وتقابلت مع نيافة انبا بولا اسقف طنطا وقامت بحصر للخسائر لرفع تقرير بها انتظار لتحديد موقف اعمارها .