الأقباط متحدون - من فضلك ممكن أتعين رئيس جمهورية ؟
أخر تحديث ٠١:٢٦ | السبت ١٩ فبراير ٢٠١١ | ١٢ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٠٩ السنة السادسة
إغلاق تصغير

من فضلك ممكن أتعين رئيس جمهورية ؟

الراسل: إبراهيم إفرايم
عيد الحب فات من كام يوم، أرجوكِ ما ترمي عليَّ اللوم، وتقولي حبيبي راح في نوم، هو نسي يقول: كل سنة وانتي طيبة يا حبيبتي، وخلاص راحت عليَّ هديتي. صدقيني أنا مش نايم، دا أنا لنصرتك قايم، وفي حبك للأبد دايم.. لكن النهاردة مش ها أكلمك عن الحب؛ لأني صنعت من أجلك الحب. النهاردة أنا شايف جواكي شعور، وإن الخوف ليه جواكي حضور؟ قلقانة من اللي جاي وبتسألي اللي راح أهون ولا اللي جاي؟!.. النهاردة تعالي نتكلم شوية عن التعيينات، ونحكي شوية عن الدستور وتغيير الحكومات، ونشوف مع بعض إن اللي جاي أفضل من اللي فات.
 
بداية لازم تعرفي يا حبيبتي، أنا اللي بعيِّن الملوك وأخلع الرؤساء، أعز العبيد وأرفع الإماء.. من فضلك عرفيني من مين بتخافي؟ اتكلمي بصراحة، أوعي تقلقي أو ترتاعي. أنا سامع جواكِ أنين، خايفة من نموذج "إيران" والإخوان المسلمين.. شايفك قلقتي بس أنا بقولك أوعي تنسي هيبتي، حينما أتكلم الجميع يسمع، وحينما أأمر الجميع يخضع. من أمامي الشيطان يهرب، ومن وجهي يفزع، لكن تعرفي أنا جاي أقولك سر خطير.. إبليس بالرغم من أنه فاجر خطير، لكنه بيخضع ليا زيه زي الصغير أو الكبير.. مين يا حبيبتي في ايده الأمر؟ مين يا حبيبتي في أيده الأمر؟ أنا أقيم وأنا أرفع، أنا أذل وأنا أضع، أنا صبور لغاية كأس الأثم ما يفور، لكن حقك لازم يخرج للنور.. أوعي تخافي من المجهول، أوعي تخشي الظروف، أوعي تقولي أنا خايفة منهم جدًا؛ لأني إلهك القدير جدًا.
 
أنا اللي يأمر إن الحكومة دي تيجي ليها أهداف أنا رسمتها بإيدي، مستقبلك تم تحديده من قبل تأسيس الدهور، الخوف اللي جواكِ مجرد شعور، تقولي دول بيخططوا وبيرسموا، وحقي تاني عايزين يهضموا، وكنايسي عايزين يهدموا، وأولادي تحت الجزية يستعبدوا! لو أنتِ متخيلة إني نايم في مؤخر السفينة مش دريان، وانشغلت عما يدور حولك، أو تظنيني عنك سرحان، أنا جاي أقولك صححي مفاهيمك يا حبيبتي من فضلك، اعرفي إلهك يا عروستي، أنا مش نايم ولا عنك غافل، أنا بدمي تاريخك في الصخر حافر، سيناريو قصتك كتبته بإيدي، ولا مشهد فيه يخرج عن طوع مشيئتي، ولا تفصيلة تغيب عن عينيَّ.. أنا عينيَّ تكشفان أستار الظلام، ما في شيء يخفي عليَّ حتي أحلام المنام، لا خطط مستترة ولا أفكار غادرة، كله قدامي مكشوف، ما ترهب من ربوات ولا تخشي الألوف.
 
من إيه تقلقي؟! من ناس بيكرهوا اسمي؟ في إيه بتفكري؟! في ناس بيهينوكِ عشان شايفين فيكِ ملامحي؟ عايزك تثقي إن المخطط ها يمشي زي رسمي، عايزك تثقي إن المستقبل يتجه ناحية مجدي.. أنتِ مش ملاحظة إن العالم في حالة اضطراب.. اللي خايف من ثورات، واللي بيكافح إرهاب.. ثقي إني سيد المشهد المسيطر، لا يقف أمام مشيئتي لا جبار ولا متكبر، مشيئتي ليكِ بالبركة والسلام، ما يقف أمام تحقيقها ولا حتي الموت الزؤام. أنا متحكم في المشهد يا شعبي، أنا في إيدي زمام الأمور يا شعبي.. من أجلك أغيَّر الأوقات والأزمنة، من أجلك أبدل الكراسي وأنزع عن كل جبار الأوسمة، تعالي يا شعبي أصرخ أمامي، تعالي يا شعبي انحني تحت أقدامي، تعالي يا شعبي وافهم كلامي، لو رجعت للشريعة والكتاب ها يملاك سلامي.
 
مين يختار الرئيس اللي جاي؟ مين يضع أسس النظام اللي جاي؟ مين اللي يحدِّد ملامح المستقبل الغامض اللي أكيد جاي؟ مين غيري يعينه؟ مين غيري يأمره؟ مين غيري يحكَمه؟ مين غيري لصنع مشيئتي يوجِّهه؟ مين غيري للصالح يرشده؟ مين غيري بروح الحكمة يملأه؟.. أنا صانع الدستور، أنا في إيدي كل الأمور، لا ترهبك المادة الثانية، أضع فيكِ سلامي علامة تعجب للدنيا الفانية، أنا حاميكِ وسط الذئاب، أنا السيد رب الأرباب. حقوقك أنا أعرف إزاي أمنحك إياها، تعيشي حرة ودومًا في سلام ومرتاحة، ضعي عيونك عليَّ أنا القدير، أسيِّرك في القفر أسقيكِ من الغدير.. الدولة المدنية حلمك، المساواة في الحقوق هدفك، حرية التعبير والاختيار طلبك، استمري طلب وجهي، تعالي احتمي تحت ظلي، وأنا من أجلك اصنع المحال، وفي سبيل حبك اكسر نير كل احتلال.
 
ما تخافي من أي هتافات، ولا ترهبك أي شعارات، اللي شوفتيه من الشباب تعجز عن وصفه الكلمات، سر التغيير لم يكن في ميدان "التحرير"، كان في ركب ساجدة وقلب منسحق كسير، هو دا السر الخطير.. الركب الساجدة هي اللي صنعت أمجاد ميدان "التحرير".. أنا بيدي أضع الأساس، وأنا بيدي أهدم، ومن القضاء لا خلاص. أنا بيدي اغرس، وليس من يقلع. أنا بيدي أثبِّت وليس من يقطع. أنا أبني وليس من يهدم، أُظهر لك يا شعبي فوق ما تحلم، أنا أهية الذي أهية، مني يخرج الأمر، ومن لدني يصدر الحكم. تعرفي إنه لازم ياخد إذني في أي شيء خاص ببنتي أو ابني؟ ما في طاغية جبار صدر منه حكم أو قرار إلا لو خد إذني.. ما في حاقد عليكِ مهما كان خطير أذاكِ برصاص أو تفجير إلا بسماح مني. هو إنسان مسكين محتاج خلاصي، ووعدي الأمين سمحت ليه يعمل اللي عمله عشان أظهر محبتي، لكن أصرَّ علي موقفه وجحد نعمتي، فكان قضائي علي الظالم ونقمتي.
 
افتحي قلبك واصرخي لأجل "مبارك" وتضرعي، كان خادم وضعته في مكان واستمر طويل الزمان إلي أن آن الأوان، ووقت التغيير جه وحان. أنا أطلب منك تصلي من أجله بلجاجة، وإن كان ظلمك في حاجة ثقي إنه دلوقتي في أمس الحاجة للتضرع واللجاجة.. ارفعي صوتك بالصلاة من أجل المستقبل، ثقي أن اللي جاي أجمل. ما تخافيش لا من أحزاب ولا من جماعات ولا من نظام ولا فزاعات.. ارفعي لأجل الكل صلوات وابتهالات، أوعي تكرهي، خلي حبك علامة لكل التيارات.. أنتِ فوق الكل راية، وإعلان رسالتك تكوني للكل خادمة مهما طال الزمان، لا تهتمي بشئ بل اسكبي أمامي تضرعاتك، وفي مخدعك راح تشكريني وتقولي أشكرك علي كل معجزاتك. اسمعيني من قلبك تضرعاتك، وقولي اشتقت لخلاصك. أملأ عيونك بأعمالي، أبارك شعبك بصلاحي، أوقظ بداخلك أشواق الروح، وتصرخي بحب: أمين تعال أيها الرب يسوع.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter