الأقباط متحدون - عصام شرف.. هل يلقى مصير شفيق؟
أخر تحديث ٠٠:٣٧ | الخميس ١٠ مارس ٢٠١١ | ١ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٢٨ السنة السادسة
إغلاق تصغير

عصام شرف.. هل يلقى مصير شفيق؟


بقلم: جرجس بشرى
لاقي تكليف "المجلس الأعلى للقوات المسلحة" للدكتور "عصام شرف" لرئاسة حكومة تسيير الأعمال الجديدة، مؤخرًا خلفًا لرئيس الوزراء السابق "أحمد شفيق"، قبولاً وارتياحًا من قبل جموع المصريين، وقد عزز ارتياح جموع المصريين ليكون شرف رئيسًا لحكومة تسيير الأعمال، ليس لخبراته المهنية العالية، وكفائته الفائقة في المناصب التي تقلدها من قبل في مجال النقل، ولكن كان مبعث اطمئنان الغالبية العظمى من المصريين، بتكليفه لرئاسة حكومة تسيير الأعمال هو أنه "مناضل من ميدان ثورة 25 يناير".. ميدان التحرير، حيث كان من المؤيدين للثورة في أيامها الأولى، كما نزل للميدان وشارك الثوار ثورتهم ضد الفساد والظلم الطغيان، وهو ما يجعلني أكاد أقول أنه رئيس حكومة من الثورة.
وتاريخ "شرف " معروف في الاحتجاج ضد الظلم، حيث شارك في مسيرة سلمية احتجاجية كان قد نظمها أساتذة الجامعات شهر فبراير الماضي، توجهت سيرًا على الأقدام من "جامعة القاهرة" لميدان التحرير، كما زاد  من شعبية "شرف" مؤخرًا أنه أثبت ولأول مرة أن رئيس الحكومة يجب ألا ينفصل عن هموم وصرخات الناس، حيث وجدناه يلتقي المحتجين من ذوي الاحتياجات الخاصة، عندما نظموا تظاهرة خاصة بهم، واستمع لشكواهم بنفسه، كما ذهب إلى الثوار في "ماسبيرو" من الأقباط والمسلمين المحتجين، والمنددين بالهجمات التي تستهدف الكنائس والاقباط وقابلهم، كما قابل مجموعة من السلفيين كانوا قد أعدوا تظاهرة أمام دار القضاء تطالب بعودة "كاميليا شحاتة" و"وفاء قسطنطين"، واستمع لهم أيضًا، وهذا المنهج لرئيس الوزراء الجديد أطاح ونسف بفكرة البرج العالي، والمكتب المكيف، والحرس المبالغ فيه، الذي كان يحيط بوزراء النظام البائد المستبد.
وما يحسب لـ"شرف" أنه أول رئيس وزارة في تاريخ مصر يلتقي الثوار في الميدان، لدرجة أنه قال أنه جاء للميدان ليستمد شرعيته من الشعب.
ولكن هناك بعض المخاوف التي تدور في أذهان الكثيرين، وأنا واحد منهم؛ ظهور "شرف" بميدان التحرير وبجواره عضو من الأخوان المسلمين على المنصة!! وبعض تصريحات "شرف"  للثوار في الميدان والتي صبغها بصبغة دينية، والأخطر من ذلك كله هو أن " شرف" نفسه كان صنيعة نظام مبارك، وكان وزيرًا للنقل وتم إقالته، ورغم الإقالة إلا أن ذلك لا ينفي أنه كان صنيعة مبارك وآل مبارك، وحيث عمل فترة طويلة كمستشار لوزير النقل في حكومة الحزب الوطني، وعضوًا بالمكتب الفني للجنة النقل بالحزب، والأخطر من ذلك أنه كان عضوًا بالمجلس الأعلى للسياسات بالحزب الوطني، وبالتالي فتبعيته للوطني لا يمكن إنكارها برغم إقالته، بل وبعد تكليفه وقعت عدة أحداث طائفية خطيرة استهدفت كنائس في صول بأطفيح، وأقباط بمنطقة الزرايب، بالمقطم بالقاهرة.
والحق أقول أنه لو استطاع "شرف" التعامل مع مطالب جموع المصريين وفقًا لمبادئ ثورة 25 يناير، التي تستند إلى مدنية الدولة، وأنه لا فرق بين مسلم ومسيحي في الحقوق والواجبات، وترسيخ ما نادى به ثوار 25 يناير، بأن "المسلم والمسيحي إيد واحدة"، فإنه سوف يكون بحق رجلاً أفرزته ثورة 25 يناير، ولو أثبتت الأحداث عكس ذلك، فهذا سيضع علامات استفهام كثيرة من أهمها: هل كلف "المجلس الأعلى للقوات المسلحة" وزيرًا تمت إقالته من قبل من قبل الحزب للتمويه على المصريين؟ وهل هو من أتباع الثورة المضادة؟؟
هذا ستجيب عنه الأحداث خلال الأيام القلائل القادمة.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter