طلسمات مصرية ... يناير 2004
محمد حسين يونس
١٤:
٠٢
م +02:00 EET
الأحد ١ اكتوبر ٢٠١٧
محمد حسين يونس
1- إهداء :
إلي أمحوتب الطبيب المهندس كبير مستشارى الملك زوسر ..حاول أن يفهم فبني حضارة .
إلي شامبليون الذى أمضي ربع قرن يفك رموز اللغة المصرية..حاول أن يفهم ففهمنا معه .
إعتدنا علي أن نقول عن الشيء الغامض طلسم و جمعه طلاسم .. و لكن المدونين العرب كتبوها طلسمات .. قاصدين تلك المنشأت و الرسومات و لغة العصافير المنقوشة علي الجدران بالاضافة إلي الموميات و التماثيل و الكنوز التي لم يتوقفوا من حفر باطن الارض للحصول عليها .. و لم تنتهي حتي الان
قال المسعودى عن الذين رسموهم علي جدران المعابد (( من أى الامم هم فلا النصارى تخبر عنهم أنهم أسلافهم و لا اليهود تقول عنهم إنهم من أوائلهم و لا المسلمين يدرون من هم ، ولا التاريخ ينبيء عن حالهم و أثوابهم و كثيرا ما يوجد في تلك الروابي و الجبال من حليهم )).
مشكلة المدونين الاخباريين العرب كانت عدم فهم ما يشاهدونه والاصرار علي ربطه تاريخيا بما تعلموه من اليهود و ما ورد بالكتب المقدسة ..فأصبحوا في تناقض لا يحسدون عليه بحيث أكملوا غير الواضح أو المذكور في النصوص بقصص و إختراعات لملوك مثل تبليل الالسن او سورتيد و ملكات مثل دلوكة و أعادوا صياغة قصة موسي و فرعون بإسلوب لا يختلف عن حواديت أمنا الغولة و السندباد و نوادر جحا بل بالغوا في وصف أنواع الفاكهة والمصنوعات و الخير الذى كانت عليه ألارض المصرية في قديم الزمان و أرجعوا هذا إلي بركة الانبياء الاوائل الذين عاشوا فيها أو زاروها .
(( قال إبن عبد الحكم :الفراعنة الذين ملكوا مصر خمسة و هم طوطيس بن ماليا فرعون إبراهيم و الريان بن الوليد فرعون يوسف و الوليد بن مصعب فرعون موسي و دارم بن الريان و اخر ما يحضرني اسمه الان )) و لك أن تبتسم إذا كنت مهذبا أو تصدر أصواتا غلاظ لو كنت مثلي .
(( مصريم هذا - كما ذكر إبن عبد الحكم - هو أبو القبط و الذى عمر مصر بعد الطوفان لذلك سميت بإسمه و قد كان إسمها جزلة و درسان أى باب الجنة قبل أن تصبح مصرا ))..
عن إبن عباس (( مصريم أبو القبط لما غرس الاشجار بمصر جاءت ثمارها عظيمة جدا بحيث أن ألاترجة تشق نصفين و يحمل كل نصف علي بعير و كانت القثاء في طول أربعة عشر شبرا و طول القرع ثلاثين شبرا و كانت البلحة الواحدة شبرا (عشرين سنتيمتر ) و عرجون الموز يحمل ثلاثمائة موزة و كل موزة منها رطل و كان عنقود العنب إذا قطف من كرمه يحمل علي بعير و الكمثرى زنة الواحدة منها سبعمائة درهم أما الرمانة فإذا قشرت يقعد علي قشرها ثلاثة أنفار و كانت البطيخة الواحدة زنتها ثمانون رطلا و حبة القمح قدر كلية البقرة و كل هذا بدعوة أدم علية السلام حيث دعا لها بالبركة و كذلك نوح علية السلام دعا لها بالبركة )) ... كيف إتسخطت بعد ذلك أحجام و أوزان الفاكهة و الخضر لا أعرف
ما كتبه اليهود و العرب و قد نضيف الرومان و الاغريق عن مصر .. كان بعيدا بعدا واسعا عن الواقع .. و لقد غطي الباب الاول من الكتاب هذه الخرافات مستعينا بكتب (بدائع الزهورفي وقائع الدهور) لإبن إياس و ( مروج الذهب و معادن الجوهر ) للمسعودى الشافعي و( فتوح مصر و أخبارها ) لعبداللة عبد الحكم.. وبه من الطرائف و النوادر الكثير و من الحقائق القليل ولكن أهم ما حرصت علي إبرازه كون أن هؤلاء يعتقدون بما يشبه اليقين أن المصريين كانوا في أغلبهم سحرة ماهرين و أن برابيهم (المعابد ) و تماثيلهم هي طلسمات للسيطرة علي الصحراء و الماء و الهواء و منع اللصوص و محاربة الاعداء.
في الفصل الثاني ( طلسمات تنويريه ) ساتابع معكم كيف تسرب النور و عرفنا واقعنا و سقطت تخاريف الجهل و التعمية التي أشاعها العبرانيون و العرب عنا .