بقلم: ميخائيل رمزي عطالله
ترددت كثيراً قبل كتابة هذا المقال، رغم إنني قلت رأى هذا منذ زمن بعيد فى الأوساط التي أعيش فيها، ورغم إنني كتبت مقال سابق عن قصة كاميليا شحاتة0 لكن بعد أحداث اليوم من مظاهرة السلفيين أمام الكاتدرائية لا يصح السكوت قط0
ولقداسة البابا شنودة أقول : كان الله مع قداستكم يا أبى، لكن اسمح لي أن أقول رأى، أن معالجة موضوع كاميليا من البداية لم يجانبه الصواب، وكان يجب أن يدار بطريقة أفضل من ذلك، وكان هناك عدة حلول لا تؤدى لما نحن فيه الآن، لكن الحل الذي أراه الآن يتمثل في طريقة واحدة، وهى أن يتم تشكيل لجنة من ثلاث أساقفة كبار، و عدد من قادة الجيش، وثلاث لواءات من الداخلية أحدهم من مصلحة الأحوال المدنية ، وعدد محدود من الصحفيين المحترمين، وأيضاً عدد من مذيعي البرامج التلفزيونية المشهود لهم بالحياد، ويحضر الشيخ سالم عبد الجليل كمندوب عن الأزهر، وأحد وكلاء النائب العام ،ودكتور جامعي من كلية الطبو0أحد شيوخ السلفيين المعتدلين ، ويحدد مكان مؤمن لهذه اللجنة ويقوم الجيش بإحضار كامليا شحاتة ووفاء قسطنطين ،ويتأكد اللواء الذي من الأحوال المدنية من بطاقاتهم ، وأنهم هم وليس شبيهات لهم، لأننا ندرك تفاهة الردود فيما بعد فنقطع هذه التفا هات من البداية، ويقوم الدكتور بتوقيع الكشف الطبي عليهم ليتأكد من سلامتهم الجسدية وأنهم بكامل وعيهم ،وليس تحت تأثير أي شيء ، ويقوم وكيل النائب العام فقط بتوجيه الأسئلة التي يراها لازمة لبيان أي دين يعتنقون 0وأي رغبة لهم وهل قام أحد بتعذيبهم أو التعرض لهم بأي ضرر ، وهنا نكون أمام أمرين إما الأول والذي نثق به أنهم مسيحيتين ولم يتعرضا لأي سوء 0 وساعتها ستقطع كل الألسن وستخزى كل الجباه وستخفض إلى الأرض كل الأعين ، أما الأمر الثاني أن تختارا الإسلام دين لهم وساعتها نسلمهم نحن بأيدينا لمشايخ الإسلام ، ونحترم اختيارهم ونحن نؤمن أن الله خلق الإنسان حر وهو مخير في كل شيء
هذا رأى لنهاية قصة من أسوء القصص التي عرفتها الكنيسة فى القرن العشرين 0 وقد أكون أصبت ,قد أكون مخطىء لكن الله يوجه لما فيه الخير
وللسلفيين أقول : كامليا شحاته رأى الأخوة المسلمين أنها أهم من كل نساء الإسلام0 بل وكأن الإسلام سيرفع شأنه عند إسلام كاميليا والعكس صحيح 0 والسؤال الذي يجب أن يسأله كل عاقل من هي كاميليا 0 ماذا تعنى أي امرأة بالنسبة لأي دين 0هل أصبحت كاميليا من أمهات المؤمنين0 هل كل هذا الضجيج يتساوى مع حجم اى امرأة حتى لو كانت كاميليا 0 هل لا يرون كم المشاكل والمصائب التي تمر بها مصرالأن 0هل لم يجد السلفيين شيء يفعلونه سوى مظاهرات تحرير كاميليا شحاتة وهدم الأضرحة 0هل لم يجد كل هذا الجمع من السلفيين شيء ينفع البلد يفعلونه0 هل لا يرون البلطجة واللصوص وقطاع الطرقفى كل مكان.
إن الذين يلهثون وراء قصة غبية كقصة كاميليا شحاتة هل لا يعرفون كم سيدة وبنت تتعرض للاغتصاب والتحرش يومياً نتيجة الغياب الأمني أو سلبية الأمن. هل لا يرون السادة السلفيين كم المنازل والمحال والسيارات التي تسرق كل ليلة 0 ماذا فعل السادة السلفيين تجاه كل ذلك هل الست كاميليا شحاتة أهم من كل ذلك وأهم من مصلحة بلد.
قرأتم رأى لقداسة البابا الذى أطلب فيه إظهار كاميليا لكن ماذا عن الفتيات المسيحيات المختطفات هل يكون السادة السلفيين على مستوى المسؤولية والرجولة المحترمة لإحضار أى بنت مسيحية مخطوفة في يوم خطفها ويسألونها أمام الكل هل تريد الرجوع لأهلها أم ترغب في الإسلام وساعتها لن يستطيع احد أن يتهمهم بإجبار أحد على الأسلمة بل سيلاقون كل احترام من الشعب مسيحيين قبل المسلمين0أم يريدون كاميليا ووفاء ولا يهم المخطوفات المسيحيات هل هذا العدل الذي يؤمن به السلفيين
أما الست كاميليا فلها أقول:ما ريك في كل ما يحدث0 من المسؤل عن كل هذه المصائب، أنتي أم القس تداوس صغير السن، من المسؤل عن هذه الزيجة السريعة والرسامة الأسرع 0 هل لم تحسبي معنى خروج زوجة كاهن من بيتها وماذا يعنى ذلك ، ولو كانت هناك خلافات قديمة مع زوجك ألم يوجد عاقل حكيم له القدرة على حل هذه الخلافات فى مهدها
نحن أصبحنا لانحل المشكلة إلا بعد أن تصبح كارثة وقد نتفرج على الكارثة حتى تصبح مصيبة
فى النهاية سامح الله كل من وضع الكنيسة فى هذه المشكلة وأرسل رب المجد الحل من يده فهو يأتى فى الهزيع الأخير.