بقلم: أماني موسى
في يوم من ذات الأيام يا سادة يا كرام وما يحلى ويكمل الكلام إلا بذكر مصر عليها ولها السلام.
دخل الأسد العجوز ملك الغابة ينظر للحيوانات التي تعيش معه في غابته ويطمئن على أن كلاً منهم في مكانه ويقوم بأداء مهامه ، فالثور لازال مربوط في الساقية ومغمى العينيين ويعود لمنزله شبه فاقد للوعي، والحمار ميفرقش كتير عن أخوه التور والحمد لله أرتضى طواعية أنه يعيش حمار ويخلف جحش وياكل تبن طول الوقت ومالوش دعوة بأي حاجة بتحصل في الغابة.
نيجي بقى للقرود، ودول كانوا بيتقسموا نوعين الأول:
نوع يلهى عبثًا طوال الوقت بحثًا عن موزة على الشجرة وموزة على التليفزيون وحينما يأتي المساء يشم حبيتين سوداني من إياهم يعلو الجي ويروقوا الدي "جي = جمجمة، دي = دماغ".
والنوع التاني قرود فضائية تهوى الفضائيات لتلميع صورة الأسد وزوجته اللي أنتوا عارفين اسمها واللي بيعد شتيمة أبيحة يعاقب عليها الكانون، المهم يعني هي مجموعة من القرود قلبت على بهلونات بتنط من شجرة للتانية بحثًا عن المصلحة الخاصة من خلال مصلحة الأسد العجوز يعني من الآخر كدة قرود السيرك الدبلوماسي.
نسيب بقى البر شوية ونطلع للجو هنلاقي الحمام والغربان، الحمام هما مجموعة من الطيور المسالمة لكن يا ولداه من وقت للتاني تهجم عليهم جماعة غربان وبتنتهي كل خلافاتهم ببوسة من الغراب على جبين الحمام وجملة تعيشوا وتاخدوا غيرها.
وبعد كل علقة والتانية تطلع شوية عصافير لا تملك سوى التغريد تحاول تهدي الجو بين الحمام والغربان بس يا خسارة مفيش في إيدها للأمور أي زمام وأخرها تغرد وتتكلم وتنادي بالسلام. وتفضل الدايرة دايرة من غير توقف أو نقصان.
نطلع من البر والجو وندخل على البحر، هنلاقي التماسيح والقروش والحيتان دول بقى كوم وكل حيوانات الغابة في كوم. أصلهم واكلينها والعة وماصين دم كل الحيوانات الغلابة، أصل في إيدهم مقاليد أمور الغابة!
وكان الأسد العجوز حريص أن الدايرة تدور على نفس الوتيرة من غير تقديم أو نقصان لأن سير الأمور كدة بتقول أن وجوده كملك للغابة في أمان، وكان عازل التعابين والفيران في جحور خاصة بيهم بعيد عن حيوانات الغابة عشان يضمن عدم أذيتهم ليه ولملكه وفي الأخر يقولك أصله حايف على شعبه.
فضلت التعابين في الجحور وميحضرهمش بالعود إلا لما يحتاجهم في مصلحة من إياهم أو يخوف بيهم القطعان والحملان. أما الفيران كان عازلهم بمنأى عن العيان.
وفي يوم من نفس ذات الأيام صحي الشعب الغلبان وقال كفاية ذل وهوان، واتجمع القرود والغزلان والحملان مع الغربان وكل ما كان في الغابة من حيوان يطالبه برحيل الأسد العجوز ومجموعة القروش والحيتان، وبعد محاولات وبعد ما راح منهم مئات مشي الأسد العجوز بعد ما افتكر أنه خالد في مُلكها للممات، وفرحت كل الحيوانات بعد ما اتردت ليهم الحياة!
بس يا خسارة خرجت التعابين وفضلت تطلع سمها وفحيحها في وش الحيوانات وهربت الفيران وطلت من جحورها وانتشرت تقرقض وتضرب وتهدد أمن الحيوانات وتسحب فرحتهم بالإنجازات.
خلصت حكايتنا النهاردة بس لسة مفيش إجابات أيهما أخطر فحيح التعابين ولا لدغ العقارب وقرقضة الفيران؟