هل هناك إختلاف بين المسلمين والمسيحيين المصريين في كامل البلاد؟

 

 

الموضوع هذا يكون دائما مرتبط بأقاويل “كالصعايدة عرب” أو أن “اهل الدلتا عرب” وهو ما يترتب عليه عزلاً يفرض علي المسيحيين إثنياً ؛ 

أو حتي تكون تلك النظرة الموجودة عليهم علي انهم هم الوحيدين من نسل سكان القطر المصري القدماء .. وهذا غير صحيح ؛ أذ ان الأحتلافات الجينية بينهم “شبه منعدمة” ..

 

 

الدراسات الجينية المخصصة علي المصريين كثيرة الا انه قلما وجدت دراسات مقارناتية بين المصريين المسلمين والمسيحيين منهم … إذ ان الأمر يدور حول عدة دراسات محلية حددت إخضاع العينات المصرية لمقارنة فيما بينها وبينت الكثير من الحقائق وأهمها دراسات  :

(Michael Klintschar et al; 1999)

(Mohammed et al 2009) — (Coudray et al 2007)

 

 

فتلك الدراسة الأولي تعتبر دراسة جينية شاملة قامت بفحص الإثنيات الدينية والأجتماعية المختلفة في كامل أنحاء مصر ومن ثم مقارنتها بين بعضها ..

– وذلك يتضمن عينات من طنطا (شمال مصر)

– عينات مسلمة ومسيحية من الصعيد (من اكثر من 5 محافظات صعيدية)

– عينات مسلمة ومسيحية من القاهرة

– عينات من سيوة 

 

 

ولم يوجد أي فرق ملحوظ يحدد إختلاف في الأصول بين كل تلك العينات ماعدا عينات سيوة (التي ظهرت كغير مصرية اساسا) كما في الصورة ..

 

وتبع تلك الدراسة واحدة أخري في سنة 2009 من جامعة المنصورة وهي (el-morsy et al 2009)

إذ أضافت علي العينات السابقة تلك (كإستشهاد) عينات أخري من المنصورة والإسكندرية وواحة الدخلة .. ولم يوجد أي أختلاف آخر ملحوظ ماعدا في عينات واحة الدخلة التي وجد فيها أختلاف في عدد من التكاوين ؛ الا ان الغالب تشابه في واحة الدخلة كذلك وهو ما يحدد تشابه عام في أصول سكان مصر ؛ سواء شمالا أو جنوبا أو غربا .

 

والتشابه العام السابق هذا .. يعني نفي اي أصول عربية (مزعومة) او أجنبية ممكنة في المصريين  ..

 

وهي دراسة قامت بشكل صريح بمقارنة عينات صعيدية مسلمة ومسيحية مع عينات من صرحاء القبائل العربية في بادية الكويت (وتشمل قبائل عنيزة – العوازم – شمر ومطران وغيرهم من القبائل ذات الأصول القحطانية والعدنانية المزعومة) .

والنتيجة كانت أختلاف التكوين الجيني للمصريين المسلمين من انحاء الصعيد والمصريين المسيحيين كذلك عن التكوين الجيني العربي بشكل تام ..

إذ ظهر مكون شمال أفريقي في العينات المصرية المسلمة (63%) والعينات المصرية المسيحية (65%) عزلهم عن العينات العربية بشكل غالب .. وحدد أصول غير متشابهة للطرفين ..

 

وهو يعني أن مهما اختلفت الأثنيات دينية واجتماعية الطابع في المصريين فذلك لن يؤثر علي خلفيتهم الجينية الواحدة وانتمائهم لشعب المصريين القدماء عرقياً .. واصبحنا متأكدين من ذلك خصوصا بعد ظهور دراسة مومياوات ابوصير الجينية (وللوصول الي اول دراسة أعلنت عن فك الشفرة الجينية للمصريين القدماء ومقارنتها بالحاليين تلك التي حددت أن الشعب القديم يعتبر سلف للحديث .. إضغط هنا) .

وذلك غير مستغرب تاريخيا بالمناسبة .. إذ ان الهجرات العربية وصفت تاريخيا عن طريق المقريزي و عبدالرحمن الجبرتي بعدم بقائها في مصر .. وانتشارها الي شمال غرب إفريقيا والي السودان بفعل الحرب بينهم وبين المصريين ..