الأقباط متحدون - ما لم تراه عين ولم يخطر على بال إنسان
  • ٠٣:٣١
  • الثلاثاء , ٢٢ مايو ٢٠١٨
English version

ما لم تراه عين ولم يخطر على بال إنسان

سامية عياد

مع الكرازة

٤٤: ١١ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٢٢ مايو ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية
23/5/2018
عرض/ سامية عياد
كل متع الحياة الأرضية من الأشياء التى ترى ، أما متع الحياة الأبدية فهى "ما لم تراه عين ولم تسمع به أذن ، ولم يخطر على بال إنسان ، ما أعده الله للذين يحبونه".. 
 
المتنيح الأنبا شنودة الثالث فى مقاله "القيامة والتمتع بما لا يرى" حدثنا عن الأشياء التى لا ترى التى وعد الله بها ، أولا : الأبدية نحن نسمع عنها ونقرأ فى وعود الله عنها فالذى ينظر بإستمرار الى الأبدية والى امتداد حياته بعد الموت يعمل لها ، ويستعد لها بالتوبة والعمل الصالح ولا يجعل العالم الزائل الوقتى سبب ضياع حياته الأبدية "ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه" ، ثانيا: الملائكة وأرواح الأبرار ، نحن بالروح نؤمن بوجود الملائكة وأرواح الأبرار ، هم حولنا يروننا وينقذوننا من أخطار كثيرة لكننا لا نراهم بالعيون المادية ، لكن فى الأبدية سنراهم بلا شك.
 
ثالثا : الروح ، فهى لا ترى ولكنها تحتاج الى التغذية المستمرة بحياة الفضيلة والبر والصلاة والتسبيح ، وبكلام الله ، والتغذية الروحي نابعة من حرص الإنسان على مصيره الأبدى وبالتالى يبذل كل جهده فى عمل ما يربطها بالله ووصاياه وفى نفس الوقت يجعل روحه تقود جسده ولا تخضع أبدا لغرائزه ، بل بكل حرص وتدقيق ، تتخلص من شهوات الجسد فلا تكون لها سلطان عليه ، رابعا : المعنويات ، أى المثل والقيم والمبادىء والحق والخير والبر وأيضا الإيمان فالذى يعيش بالإيمان إنما يعيش ناظرا الى ما لا يرى الى السماء التى فيها الملائكة وعرش الله والتى فيها كل شىء يسير حسب مشيئة الله فلا خطية ولا عصيان ، وأيضا السماء التى فيها أرواح الأبرار منتظرين يوم القيامة وبدء الحياة الأبدية ، خامسا: التمتع بالعشرة مع الله ، نحن نلمس قوة الله وعجائبه وعمل نعمته فينا ، يده تتدخل فى حل مشاكلنا ، لكن المتعة الحقيقية بعشرة الله فى الأبدية فهذا ما لم نراه بعد ، ولكننا ننتظره بالإيمان.
 
لذا يجب أن نستعد للحياة الأبدية بعدم التعلق بالمرئيات والانشغال بها ، علينا أن نتدرب من الآن على محبة السمائيات ومحبة الأمور التى لا ترى ونكنز لنا كنوزا فى السماء ، إن ذهبنا الى هناك نجدها ، الآباء النساك والشهداء ارتفعوا فوق كل متع الحياة الأرضية وماتوا عن العالم ناظرين الى ما سوف يتمتعون به بعد القيامة "غير ناظرين الى الأشياء التى ترى ، بل الى التى لا ترى"..