الأقباط متحدون - تونس ليست كالباقين
  • ٠٠:٠٦
  • الثلاثاء , ٢٢ مايو ٢٠١٨
English version

تونس ليست كالباقين

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٥٩: ٠٣ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢٢ مايو ٢٠١٨

تونس
تونس

د. مينا ملاك عازر
لا أستطيع القطع بأن تونس نموذج أنجح اقتصادياً وهو الشيء الذي يعاني منه بعض شعوب المنطقة، ولذا لا أستطيع المقارنة بينهم، ومن هنا فالمسألة تحتاج للقراءة الديموقراطية، هل هناك من يشبه تونس ديموقراطياً؟

في الانتخابات البلدية الأخيرة خسر الحزب الحاكم والذي يدعم الرئيس أو يدعمه الرئيس قل ما شئت خسارة فادحة، خسر المزيد من مؤيديه الذين بلغوا في الانتخابات النيابية في عام 2014 أكثر من مليون نسمة وهنا نلحظ فارقين، أولاً أن هناك يمكن خسارة حزب الرئيس ومن يدعمه الرئيس ومن يدعم الرئيس، أي أن الانتخابات نزيهة في فرزها وفي أجوائها ولا يلعب الإعلام اللعب المعتاد في الكثير من البلاد حيث توجيه المواطنين وتحلية الصور وتلوينها وحشدهم في سبيل إرضاء الدولة وأجهزتها، وبهذه المناسبة يبدو أن في تونس لا تلعب الأجهزة دور إعلامي كما يجري في بعض البلاد أيضاً.

كما أن واضح أن في تونس برغم تواجد التيار المتأسلم في شكل حزب منتمي رسمياً للجماعة الإرهابية إعلامياً، وهي الإخوان إلا أنه لا يمارس هو الآخر ممارساتها التي مارستها في مصر من تكفير وغيره، إذ هو أيضاً خسر برغم مكسبه الظاهري لكنه خسر حوالي نصف عدد المصوتين له في الانتخابات قبل الأخيرة، ويبدو أن النظام لا يرهب بهؤلاء المنتمين لتيارات إرهابية الناس ليصوتوا له، كما أن النظام لا يتحالف معهم سراً والهجوم عليهم علناً، ويبطل القانون ليبقيهم في مأمن من القانون والدستور، فيبقي بعض الكيانات الموالية لفكرهم الإرهابي والإقصائي ليضمن بقاء الشعب تحت جناحه.

ومن الواضح أن المواطن التونسي لديه القدرة على الاختيار براحته وبمنطق دون ضغوط ومداعبات عاطفية للضحك عليه، فهو أحجم عن دعم الرئيس وحزبه لسياساتهم الاقتصادية الفاشلة التي ضايقته وضيقت عليه، كما أنه يفكر في تغير من توجهاته ما بين انتخابات 2011 لانتخابات 2014، والانتخابات الأخيرة التي أظهرت في كل منها تراجع واضح في تصويت المواطنين للإخوان ولحزب نداء تونس الداعم والمدعوم من الرئيس السبسي.

في تونس يبحث الجميع عن إرضاء المواطن فرضاه مهم لبقائهم في السلطة، ولا يهتمون بادعاء دخول البلاد في حرب مع أنهم يتماسون في حدودهم الشرقية مع ليبيا موطن من مواطن الإرهاب، وبرغم ذلك لا يدعي النظام أن هناك مؤامرات خارجية ضده ليحشد المواطنين حوله، فقط هو يحارب الإرهاب ويؤمن نفسه ضده، ويؤمن البلاد برغم تعرضها للعديد من العمليات الإرهابية التي وجهت للسياحة لكن السياحة كما هي لأنهم جادين في المواجهة ويقتصون من القتلى الحقيقيين.

أما أهم ما يلفت نظرك في تونس أنها أجرت انتخابات محلية في حين أن بلاد أخرى كثيرة من مصابي الربيع العربي تحلم وتترقب تلك اللحظة، ولكن لأن الأجهزة تطبخ لها، فالمسألة متأخرة جداً، ويُضرب بالدستور عرض الحائط لكي ما تكون الأجهزة مستعدة لهذا.

المختصر المفيد الديمقراطية أهم.