الأقباط متحدون - فلتكن الديانة الرسمية هي الاخلاق.. والشريعة الانسانية هي المصدر الرئيسي للتعامل..!!
أخر تحديث ٠٦:٢٦ | الجمعة ١ يوليو ٢٠١١ | ٢٤ بؤونة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٤١ السنة السادسة
إغلاق تصغير

فلتكن الديانة الرسمية هي الاخلاق.. والشريعة الانسانية هي المصدر الرئيسي للتعامل..!!


بقلم: سهير أنور

كنا نعتقد انه بقيام ثورة يناير سيختفي الفساد والشر والظلم والفتن وكل ما يسئ للانسانية او يعترض طريقنا الي الرخاء والسلم الاجتماعي البعيد عن التفرقة العنصرية البغيضة بين اخوة الوطن الواحد وهللنا لشباب الثورة وهلل العالم لنا. ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. بل قد اتت الرياح بفساد اكبر واكثر شراسة من سابقه. ماتت الاخلاق والشهامة والنخوة في الرجال ولم يبقي منهم سوي هياكل الرجال واسمائها فقط.. فزادت الحوادث الاخلاقية البشعة التي يندي لها الجبين, وتزايدت البلطجة بشكل يصل الي حد الظاهرة حيث يستخدمها الجميع للوصول الي اهداف وغايات غير مشروعة. و قد تصل الي القتل والسرقة العلنية . كما ظهرت فنون الفتن بأنواعها المختلفة وفنانيها وزعمائها الذين ينتمون الي تيارات مختلفة . سلفية و اخوانية ووهابية ومندسة.. وقد تعددت الاشكال والهدف واحد ولكنه ليس وحيد وهو القضاء علي الاقباط الابن البكر او الاكبر للام مصر و نشر الفوضي والخراب كهدف ثاني. وذلك بعد ان استبد الشر والحقد بالابن الاصغر الذي طمع واراد ان يستأثر بكل شئ لنفسه متناسيا عدل الله الذي يري ويصبر علي الشرير لعله يتوب عن شره او يخسر كل فرصه المتاحة له. وهنا لن ينفع الندم عندما ياتي وقت الحساب ولن يكون لك عذرا ايها الانسان. كقول الكتاب

وقد اصبحت كل الطرق التي تستخدم ضد الاقباط هي طرق غير شريفة تسئ الي مرتكبيها قبل ان تسئ الي الضحية.. فنجد قبل كل جريمة تدبرضد الاقباط كذبة واضحة ملفقة.. فإشاعة تسري كالصاروخ المدوي. فتعود الينا بحصاد ضخم من القلوب الحاقدة والشريرة التي تقف دائما في حالة تأهب واستعداد قصوي لاي نداء بالشر او الحرق أو التدمير.. او كأن يقوموا بخطف البنات القصر او السيدات وهذا هو الموضوع الاساسي الذي أريد تناوله. فلماذا يتم خطف الفتيات القبطيات ؟ وكيف يحدث هذا في مصر بلد الامن والامان او من كانت تعرف بهذا قبل الثورة, دون ان يثور الشعب الاصيل ذو الكرامة والشرف الذي كان لا يفرق بين مسلم ومسيحي عندما يتعلق الامر بشرف المرأة بنت البلد او بنت الحتة.. من هي هذه اليد الخفية التي تريد تدمير مصر بدءأ بالاقباط ولماذا هذا الكم الهائل من البلطجية الذي قد ظهر فجأة بعد الثورة.. ولماذا إذا تم خطف مسلمة علي سبيل الخطأ فأننا نجد من الشرطة او الجيش من يعرف المكان الذي يبحث فيه عنها ولذلك فانها ترجع لاهلها في الحال.. في حين ان كثير من المسيحيات لا يكلف احدا نفسه عناء البحث عنهن علي الرغم من انهم يعرفون المكان وهو نفس المكان الذي وجدوا فيه او عن طريقه توصلوا لخاطف المسلمة. ولماذا يتم سرقة اموال وممتلكات الاقباط وقتلهم..

لماذا اختلفت معايير الاخلاق فجأة بعد الثورة.. هل هي مؤامرة خارجية ضد الشعب.. ام انه وباء موجود اصلا في البعض وما ان توفرت له الظروف والمناخ الفوضوي حتي ظهر علي السطح. و قد تجسد هذا فيما حدث مع المذيعة القبطية ماريان في ميدان التحريروالذي ادعي عليها احد المتعصبين ادعاء يعلم جيدا انه كاذب ولكنه كالعادة كذبة. فاشاعة. فجريمة وبلطجة. هي ثلاث مراحل يمر بها الارهاب والبلطجة منذ تم السطو علي الثورة فاصبحنا نفتقد ايام الزمن الجميل والامان عندما كنا نعيش معا في سلام تحكمنا الاخلاقيات والمبادئ التي لا يختلف عليها احد والتي لا تفرق بين مسلم ومسيحي ولا تتجزأ بناء علي من اتعامل معه فأسلك بأخلاق مع شخص دون الاخر لاختلاف الديانة.. و هذا يذكرني بموقف حدث معي عندما كنت اعيش في مصر وكنت اسير في الشارع للتسوق مع خالي في منطقة محطة الرمل بالاسكندرية .. واثناء ذلك حدث ان رأينا شابا يعاكس فتاة محجبة اثناء عبورنا احد الشوارع الجانبية ولم نتأكد في البداية انه يعاكسها الي ان توقفت الفتاة وظلت توبخه علي سخافته وهنا ادرك خالي الموقف فطلب مني في عجالة التوقف عند مدخل احدي العمارات. ورأيته يجري في اتجاه الشاب الفاسد الذي اذا ما راه متجها نحوه موبخا حتي لاذ بالفرار كالفأر المذعور.. فشكرته الفتاة ثم تاكدنا من وصولها الي الشارع الرئيسي وتركناها.. وكم كنت سعيدة و فخورةجدا بموقف خالي

و اعتقد وقتها اذا كان الوضع عكسي وكانت الفتاة مسيحية ورأها انسان مسلم في نفس الموقف فكان لابد وان يدافع عنها تماما كما فعل خالي حيث كانت تحكمنا الاخلاق والاخلاق فقط دون النظر الي الاختلاف في الديانة او ما شابه.. ولكن ما نراه الان هو الغريب علي مجتمعنا خاصة ما يتعلق بالاخلاق فلا ننكر ان الاضطهاد الديني كان موجود ولكنه لم يكن بهذا الشكل الصارخ الموجود الان.. كما ان الناس اصابهم التبلد الاخلاقي فلم يعد يعنيهم ما يحدث حولهم من كوارث اخلاقية لجيرانهم او في الشارع المصري بشكل عام وانني اتسائل عن لحظات خطف البنات . وهل ان هذه البنات يتم خطفها في اماكن خالية تماما من الناس؟ او انه هناك من يري حالات الخطف. ولكن الخوف والجبن من بطش البلطجية يمنعهم من التدخل؟ او ان الاخوة المسلمين البسطاء عندما يعلموا بحالة الخطف وان الفتاة مسيحية يقوموا بالتعتيم عليه ظنا منهم انهم يقومون بتقديم خدمة لله ورغبة في الحصول علي ثواب او حسنة.. ايضا اين يذهب هذا الكم من البنات والاطفال المخطوفين؟؟ يجب ان يكون هناك مكان او مؤسسة كبيرة تجمعهم وكيف تختفي مؤسسة او مكان كبير كهذا عن أعين الامن.. من يمولها ومن يحميها ؟؟ ولماذا بعد الاختفاء بفترة تظهر البنت وتعلن اسلامها ؟ لماذا لا يتم في الحال بعد هروبها اذا كانت فعلا هربت بارادتها ولم تختطف .. هل يتم تعذيبهم او اذلالهم اولا مما يستلزم وقتا طويلا معهم للقيام بالتسجيل بعد ضمان الموافقة علي التسجيل. ومن تحاول عبثا ان تقول شيئا عكس ما يريدونها ان تقول فلن يخرج شريطها علي القنوات الارهابية بالتاكيد اذ انه مسجل ,هذا اذا قدر للفتاة نفسها ان تري النور اصلا..
. ويا تري ما مصير الفتاة او السيدة التي ترفض الاسلام ولا تهتم بتهديداتهم؟ هل بعد فترة من الزمن وبعد فوات الاوان سنقوم باكتشاف مقابر جماعية لهؤلاء او يتم تسفيرهن لخارج البلاد ليتم بيعهن كجواري للعرب المسلمين حسب الفتاوي المتداولة بشدة هذه الايام بين فقهاء وسفهاء من المسلمين المتطرفين كانت اخرها من ناشطة سعودية اطاحت بالعقول عندما اقترحت منذ عدة ايام الرجوع الي سوق الجواري لمعالجة الزنا عند رجال المسلمين الذين ابتلوا بفتنة النساء علي حد قولها ؟

ولماذا يتم اسلمة فتيات صغيرات لا يعرفن الفرق بين الاديان بعد؟ فهل هذا جائز ان تدخل دين لا تعرف عنه شئ( هل ان الله يريد عددا فقط الم يكن بقادر ان يجعل العالم كله مسير ويؤمن بدين واحد دون ان يفقه شئ عن خالقه) وسواءكانت الحالة حالة خطف.او كانت حالة تغرير بفتاة صغيرة .. فهل يقبل الاسلام الدخول فيه من اجل هدف اخر وليس الدين؟ وهل اذا استطعت ان تخدع الناس بشريط مفبرك لم يري احد كيف تم تسجيله. فهل تستطيع ان تخدع الله الذي يري ويعلم ما في القلوب وما خفي وما وراء الشاشات. ام انك لا تؤمن بانه اله يري الغيب ويعلم ان كانت هذه الفتيات مؤمنات عن طوع او جبرا.. وان كن ذهبن من اجل الله ام من اجل نزوة او تهديد.فنحن نعلم ان الله ذو كرامة وهو عزيز جدا.. ولا يريد عددافقط فهو رب قلوب ... كما انه في كل هذه الاحوال وسواء تم خطف الفتاةوارهابها او ذهبت هاربة مع شخص غرر بها فهذا لا ينفي عنصر الجريمة عن الحدث ولا ينفي ايضا وجود المؤامرة والتخطيط للايقاع بهؤلا بطرق رخيصة أو ارهابية .

انما من يفعل هذا لا يهتم بالله بقدر اهتمامه بالمال الذي يحصل عليه علي كل رأس يأتي بها لاسلمتها.. ولا يهمه الاسلوب في شئ سواء اغراء او اجبار. ياللعار

ويبقي ايضا السؤال : لماذا اصبحت اسلمة القاصرات او خطفهم الي ان يكتمل السن القانوني لاسلمتهم . ظاهرة ؟ هل فجاة قامت الفرة او الوباء في الفتيات القبطيات ليتركن دينهم ويذهبن الي دين أخر لا يعرفن عنه شئ.. ولماذا؟؟ ان هذا يؤكد لنا انه مخطط للايقاع والتغرير بهن او خطفهن في اغلب الحالات ثم اجبارهن علي الاسلمة . .. فمعروف منذ زمن طويل ان المسلم لا يحب او يتزوج سوي مسلمة وكذلك المسيحية لا تتزوج سوي المسيحي ولا يخطر ببالها ابدا التفكير بغير مسيحي. فما سر التغيير المفاجئ وما السرفي ان الفتيات المغرر بهن والمستهدفات مسيحيات فقط وقاصرات ايضا. ولماذا لا يحدث العكس اذا كان الامر طبيعي.! ان عمليات الخطف والاسلمة لهَي عار علي المسلم قبل ان تكون عار علي الفتاة المغرر بها حتي ولو ذهبت معه بارادتها.. كونها صغيرة السن وكونه تَأمر عليها واستهدفهاوخطط للايقاع بها.

إن ما يحدث الان هو مخالفات صارخة لكل الاخلاقيات التي إعتدنا وتربينا عليها.. هناك شئ ما يدبر للوطن بإختلاق الفتن.. واشعر انه تم اختراق بعض الاجهزة الهامة في البلد لتحقيق هذا المخطط.. والا لماذا تعود المخطوفة المسلمة في الحال.. هل لانها ليست ضمن المخطط المتفق عليه كونها مسلمة او لان بعض العناصر الفاسدة والمندسة في اجهزة الامن تعطي اشارة للمجرمين والخاطفين بان المسيحيين فقط مسموح بخطفهم الان دون عقاب. بل والادهي من ذلك هو سرعة الوصول الي مختطف المسلمة ومعاقبته مما يعطي انطباع ان الشرطة تعرف اين هم وتتوجه اليهم مباشرة. ونتمني ان يكون هذا انطباع خاطئ ونتمني ان نري تحركا شاملا من جميع المواطنين بالتعاون مع الامن لاسترداد اخلاقيات وشرف الشعب و كرامة الوطن التي داستها الفتن و داسها الاشقاء العرب قبل الغرب بطرق شتي حيث علمنا ان الامارات تقوم بتصنيع وتوزيع احذية عليها علم مصر واسمها. وهذا منتهي المهانة والاستهزاء ويدل علي حقد بغيض علي بلد عريق طالما كان سندا وعونا وقوة لكل البلاد العربية.. ايضا وجهت السعودية العربية ضربات متتالية للوطن حيث تم الكشف عن مؤامرات لتخريب مصر بريالات سعودية وتم تدوال هذه الاخبار علي صفحات الجرائد. بالاضافة الي التهديد بطرد العاملين المصريين بها في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد. كما تم رفع علم السعودية علي ارض مصر اثناء حرق البلاد بفتنة طائفية وظلم صارخ لاحد ابنائها لتاجيج نيران الفتنة واحلال الخراب بها وهو اهانة لاي بلد تعتز بكرامتها وبكرامة ابنائها وتاريخها ولكن الواضح ان الجميع يتعامل مع بلادنا علي انها بلا حاكم او صاحب او كرامة حيث باعها بعض ابنائها بمجرد رؤيتهم للريالات والدولارات الملعونة.. فمتي سوف نثور من اجل كرامة الوطن ولا نتواطأ مع المعتدين لكونهم مسلمين.. فإذا قام اخيك بإحتقارك والازدراء بك وبكرامته وشرفك فأقل شئ يستحقه هو التبرأ منه.. بل دعونا نتخذ من الاخلاق دينا لنا جميعا.. حيث جاء الانسان اولا قبل الاديان وقد كان الغرض من الاديان هو مصلحة الانسان وخيره وسعادته.. ولطالما كانت الاخلاق هي المعيار الاول والاساسي في اختيار الدين الافضل لكل انسان.. اي انه اذا كنت ملحدا واردت اختيار ديانة ما فإن اول ما تبدأ مقارنته هو الاخلاق والتعاليم والمثل في كل ديانة حتي تصل من خلالها الي صورة الله الصالح خالق الكون والانسان.. اذن الديانة الافضل هي ذات الاخلاق الافضل اي ان الاخلاق والمثل العليا هي الهدف الاساسي من اعتناق الانسان لديانة ما.. اذن من هنا انادي بان تكون ديانتنا جميعا هي الاخلاق والفضيلة .. وانه ليس من الاخلاق والفضيلة ان نظل هكذا ننظر الي قضية خطف البنات علي انه مسلسل نشاهده علي شاشات التلفاز ونمصمص الشفاه كلما جدت حالة جديدة دون ان يكون لنا دور.. دون ان تصرخ فينا الكرامة والشهامة بالرفض والنهوض والثورة بل والبحث عن هؤلاء المختطفات بعمل حملات ولجان توعية وبحث وتنقيب تتكون من شباب مصر مسلمين ومسيحيين من اجل الكرامة من اجل النخوة والرجولة من اجل ان تعود مصر لنا مرة اخري مصر العزة والشرف والكرامة فلن تكون شريفا اذا كانت بنت بلدك تغتصب وتختطف يوميا بصرف النظر عن عقيدتها ..اذا كانت حقا عقيدتك وديانتك الاخلاق والفضيلة. ولا تخشي او تحابي الارهابي البلطجي والجبان حيث هذا قد يعجل بدورك معه . فالبلطجي ليس له ولاء او اخلاص لله فبالاولي لن يكون له ولاء او اخلاص لانسان .. فليتحرك الضمير قبل ان يتوحش الشيطان واعوانه لرؤيتكم متخاذلين خائفين منه. ساعتها لن يرحمك انت شخصيا

اجعلوا مصر تفخر بابنائها وتعد اشرافها عدا تصاعديا من جديد بعد ان هبط مؤشر الاشراف هبوطا مؤسفا منذ ثورة يناير التي أكلت رجالها واعدمتهم النخوة والرجولة فكدنا نظن ان شهداء الثورة هم اخر رجالك يا مصر.. فلنصحوا جميعا من سباتنا ولتكن الديانة الرسمية والفعلية للدولة هي الاخلاق الكريمة و الفضيلة و لتكن الشريعة الانسانية هي المصدر الرئيسي للتعامل بيننا.. ولتعد مصر اشرافها بالملايين وتزهو بهم ولنبدأ العد الصاعد بهذا الظابط والشرطيين الشرفاء الذين انقذوا ماريان الصحفية المسيحية. فهل من مجيب وهل من مزيد؟؟؟


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع