بقلم : تريزه سمير
بين حياتها وموتها خيط رفيع.. لم يُكتشف بعد!!!!
كان يوم 21 يونيه 2001 هو آخر يوم في حياة سندريلا الشاشة العربية والمصرية الفنانة الجميلة "سعاد حسني"، ورغم مرور عشرة أعوام من هذا اليوم الذي فقدت فيه "مصر" أحد رموز الفن الأصيل، مازال لغز موتها محيرًا.. مازلنا لم نعرف حتى يومنا هذا كيف ماتت السندريلا؟؟..

"سعاد حسني" الفنانة والإنسانة، مازال خلفها الكثير من علامات الاستفهام غير الواضحة.. ولكن ما نتفق عليه جميعنا انها بالفعل فنانة.. إنسانة جميلة الروح لم يختلف عليها أحد في حبها.. نجدها في فيلم "صغيرة على الحب" فراشة الحب.. نجدها في فيلم "شفيقة ومتولي" تشارك آلام المصريين جميعًا.. فهي الفنانة الوحيدة التي تفوَّقت في كل الأدوار، وستستمر سندريلا لكل الشاشات، وأيضًا الإذاعات.

تاريخ نشأة السندريلا
وُلدت "سعاد حسني" في 26 يناير 1943 بـ"القاهرة"، والدها "محمد كمال حسني البابا"، سوري الأصل، وهو فنان الخط العربي الشهير. كان لها ستة عشر أخًا وأختًا، وترتيبها العاشر بين إخوتها. كانت "نجاة الصغيرة" من أشهر أخواتها. انفصلت والدتها "جوهرة" عن أبيها "محمد حسني البابا"، وتزوجت من "عبد المنعم حافظ" مفتش التربية والتعليم.

"الخميسي" واكتشافه لـ"سعاد حسني"
كان الشاعر "عبد الرحمن الخميسي" صاحب الفضل الأول في اكتشاف موهبة "سعاد حسني"، فمن خلال صداقته لوالدها "عبد المنعم حافظ"، وأثناء تردُّده على منزلهما، اكتشف موهبة "سعاد حسني"، واختارها في دور "أوليفيا" في مسرحية "هاملت شاكسبير" بعد تكوين فريق مسرحي بدأ من جمعية أنصار التمثيل والسينما، وساءت الظروف ولم يتم عرضها، ولكن ضمها المخرج "هنري بركات" عام 1958 لفيلم "حسن ونعيمة"، وهذا بعدما رشَّحها له "الخميسي"، وكان هذا العمل الفني أول ظهور لها عبر شاشات التلفزيون.

أما بالنسبة للإذاعة، فقد قدَّمها للإذاعة زوج أختها "سميرة"، وكانت أولى أغانيها في عمر خمس سنوات، وذلك في أحد أعياد شم النسيم، وفي حفل للأطفال في حديقة الحرية بالجزيرة، وكان مطلع الأغنية الأولى ..
أنا سعاد أخت القمر.. بين العباد حسني انتشر
ومطلع الأغنية الثانية:
طولي شبر ووجهي بدر.. صوتي سحر.. وكلي بِشر

"جاهين" الأب الروحي للسندريلا
كان للشاعر الكبير "صلاح جاهين" تأثيرًا كبيرًا على حياتها الفنية بوجه عام والشخصية بشكل خاص، فكان اللقاء الأول بينهما في "موسكو" 1972 أثناء تصوير فيلم "الناس والنيل" بطولة "سعاد حسني" و"عزب العلايلي"، وإخراج "يوسف شاهين". ومنذ ذلك الحين أصبح "جاهين" صديقًا عزيزًا ورمزًا وقيمة كبيرة للسندريلا، فكتب لها الأغاني في السينما والإذاعة والتلفزيون، فقدَّمت أجمل الاستعراضات التي كتبها "جاهين"؛ منها:

أهم أعمال السندريلا
"أميرة حبي أنا" 1974 مع "حسين فهمي" وإخراج "حسن الإمام"، و"احنا الطلبة"، و"أنا زوزو انوزو كونوزو"، و"ياواد ياتقيل"، و"خلي بالك من زوزو".

ومن الأفلام السياسية التي قدَّمتها، "فيلم الكرنك"، قصة الكاتب الكبير "نجيب محفوظ"، وفيلم "شفيقة ومتولي" وهو الفليم الاجتماعي السياسي التاريخي، تحت قهر الاستعمار والاستغلال الاجتماعي.

كما عرضت أغنية "بانو بانو على أصلكو بانو" لحن "كمال الطويل" وكلمات "صلاح جاهين"، وفيلم "المتوحشة" 1979، وهو قصة مقتبسة من مسرحية "المتوحشة" من الأدب العالمي، تأليف "جان أنوي" وإخراج "سمير سيف"، وحوار "جاهين"، ومن أغاني الفيلم: "بهية البروية، بابا بابا، علمني، حبيبي أنت يا فيلسوف، شيكابيكا، وهي من كلمات "صلاح جاهين" وألحان "كمال الطويل".

والمسلسل الوحيد الذي قدَّمته السندريلا "هو وهي" عام 1987، ثم قدَّمت أغنية "صباح الخير يا مولاتي" 1986 كلمات "صلاح جاهين" وألحان "كمال الطويل".

قدَّمت للسينما (91) فيلمًا، وللتلفزيون مسلسلًا واحدًا هو "هو وهي"، وللإذاعة (8) مسلسلات إذاعية، وكانت سنوات عملها من 1959 حتى 1991.

ومن أهم أغاني "سعاد حسني" في الإذاعة: "دول مين ودول مين" 1973، تأليف "أحمد فؤاد نجم" وألحان "كمال الطويل"، و"إلى الأمام" 1976 ألحان "على إسماعيل"، و"ما يؤخذ بالقوة" 1973 تأليف "جاهين" وألحان "سيد مكاوي"، و"يا مولاتي" التي كانت آخر الأعمال التي قُدِّمت في التيفزيون المصري.

زيجات "سعاد حسني"
تزوَّجت "سعاد حسني" 5 مرات، وكان زواجها من المطرب والفنان "عبد الحليم حافظ" زواجًا غير مؤكد، رغم تأكيد الصحفي "مفيد فوزي" لهذا الخبر، فقال إن "عبد الحيلم حافظ" عندما مات كانت "سعاد حسني" على ذمته.

وتزَّوجت "سعاد حسني" من المصوِّر والمخرج "صلاح كريم" لمدة عام، ثم "على بدرخان" ابن المخرج "أحمد بدرخان" لمدة أحد عشر عامًا، ثم تزوَّجت "زكي فطين عبد الوهاب" ابن "ليلى مراد" لعدة أشهر فقط، وآخر زيجاتها كانت من الكاتب السيناريست "ماهر عواد"، وماتت وهي على ذمته.

وداعًا "جاهين"
كان لرحيل "صلاح جاهين" في الحادي والعشرين من أبريل 1986 تأثير كبير على حياة "سعاد حسني"، فقالت: "لقد مات والدي ورفيق مشواري الفني وصديقي الغالي"، وقدَّمت "سعاد حسني" رباعيات "جاهين" في الإذاعة البريطانية بـ"لندن" 1999 -2000 إحياءً لذكراه، ووفاءً له.

سلسلة الآلام لـ"سعاد حسني"
في بداية آلامها، عانت من آلام الظهر ومن تآكل الفقرتين في نهاية الثمانينات، وعندما بدأت الآلام تتزايد تم إجراء العملية الأولى لها في "فرنسا" 1992، ثم عادت إلى "مصر" بعد ثلاث أشهر من السفر.

بعد فترة بدأت الصفيحة المعدنية- التي كانت تثبت الفقرتين- في الالتواء 1995، مما كان له أثر بالغ على صحتها، وخاصةً عند إصابتها بشلل فيروسي في العصب السابع. وبعد أخذ الأدوية تكون ماء تحت الجلد (الكورتيزون)، أدَّى لزيادة وزنها وتزايد آلام الظهر. وكل هذا أدَّى إلى سفرها للعلاج بـ"لندن"، ثم توفت يوم 21 من يونيه 2001 ، وإلى الآن مازال لغز وفاتها موجودًا.