تجارب ضد الإنسانية في 57357».. العقار رفضته أمريكا وأجازه «أبو النجا»
أخبار مصرية | فيتو
الثلاثاء ٢٤ يوليو ٢٠١٨
أسامة داود يواصل انفراداته ويكشف: CAPOTEN تم تجربته على 200 طفل في مراحل علاجهم الأولى بالمخالفة لقواعد البحث العلمي
>> مارك كيران المؤسس الثالث لشبكة 57 أمريكا ECN يعمل بشركة أدوية تجرب منتجاتها على الأطفال المصريين.
رغم كل ما قاله فريق العلاقات العامة التابع للدكتور شريف أبو النجا وميليشياته الإلكترونية الذين يتقاضون مرتباتهم من أموال التبرعات، فإنني لم أتناول ملف مخالفات إدارة مستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال، بقلم الصحفي الذي يتعامل مع أوراق ومستندات ووثائق فقط، لكني أتعامل مع هذا الملف بقلب الناسك وضمير الطبيب وتدقيق الباحث مستنيرًا ومسترشدًا بآراء المختصين والخبراء في مجال إدارة المعاهد والمستشفيات خاصة المعنيين بعلاج السرطان، لا يشغلني في ذلك سوى أمرين، الأول: ضرورة إنهاء الإدارة السيئة لأموال التبرعات المليارية، والثاني: استمرار التبرعات دون توقف لأن هناك أطفالا مرضى بانتظار العلاج دون تسويف أو مماطلة أو وضعهم على قوائم الانتظار، لمجرد أنهم لا يملكون واسطة تسمح لهم بالتدخل الفوري لإنقاذ حياتهم، ولذلك.. ترددت كثيرا في الخوض في ملف التجارب السريرية التي تجري في المستشفى رغم امتلاكي لأوراقها ووثائقها منذ بدأت حملتي في التاسع والعشرين من شهر مايو الماضي، على صفحات جريدة "فيتو"، قبل أي وسيلة إعلامية محلية أو دولية، ورقية أو إلكترونية.
لكن.. ومن خلال شبكة السرطان المصرية 57357 بأمريكا، نكتشف الحقائق، لكننا نضعها في صورة تساؤلات مع طرح كل المعلومات والوقائع المدعومة بالوثائق والمستندات أمام الرأي العام والضمير الإنساني، متمثلًا قول الله تعالى: "كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ"، وبعد مرور 55 يوما على بداية انطلاق الرصاصة الأولى في معركة كشف المستور حول الصندوق الأسود لإدارة مستشفى 57357، ومع حالة الصمت غير المبرر.. نستكمل حملتنا لنكتشف أن أحد مؤسسي شبكة السرطان المصرية 57357 يعمل بشركة الأدوية التي تولت إنتاج أحد العقاقير الدوائية الذي تم استخدامه في التجارب السريرية على 200 طفل من فلذات أكبادنا في مستشفى 57357 مع بداية علاجهم، وهو ما يخالف جميع القواعد والمعايير والضوابط العلمية التي تُجمع على أن التجارب السريرية لا يجب أن تتم إلا في المرحلة الثالثة من مراحل التجريب الدوائي، وللحالات الميئوس من شفائها، بعد تلقي علاجاتها المعتادة.
هنا تتجمع الخيوط التي تتطلب أن نتتبعها لنكتشف صلة جمعية السرطان المصرية 57357 بالولايات المتحدة، بأحد العقاقير الدوائية المستخدمة، ومن خلال أحد مؤسسيها، كما نكشف عن الأموال التي تم ضخُّها ولأول مرة من جانب أحد المؤسسين لكن في صورة تبرع وهنا السؤال الذي يفرض نفسه: هل هذه الأموال تم ضخها في الجمعية الأمريكة مقابل التجارب السريرية على أطفال 57357؟
كانت تساؤلاتنا في البداية عن تبعية شبكة السرطان المصري 57357، هل هي جمعية أمريكية؟ وإن كانت كذلك لماذا تحمل اسم 57357؟ وإن كانت مصرية.. لماذا تستقل في ميزانيتها عن ميزانية 57357؟
ولماذا توجه الجمعية أموالها إلى مصر في صورة تكاليف أعمال استشارية لمقاولين تم ترسية الأعمال عليهم بالأمر المباشر؟
لكن على ما يبدو أن للجمعية دورا أهم وأخطر من التبرعات والأموال.. ربما نجدها تلعب دور سمسار التجارب السريرية على أطفالنا في مراحل علاجهم الأولى ولصالح شركات الدواء العالمية بالولايات المتحدة الأمريكية، وبما يتنافى مع القانون وأبسط قواعد الرحمة والبحث العلمي.
للعلم.. فإن شبكة السرطان المصري 57357 بأمريكا هي شبكة مُسجلة في ولاية كاليفورنيا، ثم تشعبت إلى عدد آخر من الولايات، حيث تم تسجيلها بولاية نيوجيرسي بنفس أسماء مؤسسيها: هشام الصيفي وشريف أبو النجا ومارك كيران وآخرين.
"مارك كيران " هو رقم 3 من المؤسسين الثمانية في الشبكة المصرية للسرطان 57357 من هو؟ وماذا يعمل؟ ولأي جهة يتبع؟
ما علاقته بالتجارب السريرية في 57357؟ هل تم دفع مبالغ مالية لمستشفى 57357 عبر جمعية السرطان الأمريكية مقابل تلك التجارب السريرية؟ وكم هي تلك المبالغ؟ وتحت أي ستار تم الدفع؟ وما هو الدواء الذي تم استخدامه في التجارب؟ وكم عدد الأطفال الذين أجريت عليهم التجارب؟ ومن الطبيب المصري المشرف على التجربة؟ وكم مدة تلك التجارب؟ وهل هناك ثمن آخر تم سداده بشكل مستتر لصالح أحد في إدارة 57357 من جمعية السرطان المصرية 57357 بأمريكا؟ ومتى وكيف تم ذلك؟ وهل التجارب السريرية يجب أن تكون كمرحلة أولى في مراحل العلاج؟ أو تكون في المراحل الأخيرة وعلى المرضى الميئوس من حالاتهم؟ وهل يمكن أن يتم استخدام عقار لأول مرة في تجربة سريرية؟ أم من شروطها أن تتم التجربة في أكثر من مركز طبي في العالم وبعد إجراء التجارب المعملية وعلى الحيوانات أولا؟ وهل يوجد بمستشفى 57357 مجلس علمي ولجنة أخلاقيات للمهنة؟ وهل تم اعتمادهم لتلك التجارب السريرية؟ وعلى أي أساس والعقار لم يتم ترخيصه، ولم يجرب ولم يسمح باستخدامه في الولايات المتحدة الأمريكية؟ وهل هي بلد إنتاج هذا العقار؟ وما مدة استخدام التجربة وما الوقت المناسب لوقفها، وقبل أن يؤدي إلى مضاعفات تُنهي حياة المرضى؟.
تلك تساؤلات نطرحها تفصيليا وبالأرقام والمستندات ونسعى لاستنطاق الألسنة التي قررت الصمت حتى المريب، كلها أسئلة نطرحها لكن بموجب معلومات ننتظر من القائمين على الأمر الإجابة عنها، ونأمل أن تتحرى الجهات الرقابية في مصر خاصة النائب العام باعتبار أن تلك الأمور إن صحت أصبحت تمثل جرائم جنائية تتعارض مع القانون المصري، وإن لم تصح فيها ونعِمتْ!!
مارك كيران المؤسس الثالث في قائمة مؤسسي الجمعية المصرية للسرطان بأمريكا هو عضو مؤسس في الشبكة المصرية للسرطان 57357 بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو أستاذ سرطان المخ بمستشفى دانا فارير ببوسطن، كان يتولى مسئولية برنامج الزمالة بتمويل من شبكة 57357 المصرية بأمريكا ECN""، يعمل الدكتور مارك حاليًا باحثا بشركة بريستول مايرز سكويب المتخصصة في صناعة الأدوية، وبريستول مايرز سكويب هي التي تنتج عقار كابيتون "CAPOTEN" والعلامة التجارية له مُسجلة باسم هذه الشركة، لكنه عقار غير منتج أو مرخص به في الولايات المتحدة لعلاج سرطان الأطفال، لكنه يستخدم في علاج ضغط الدم للكبار.
وطبقًا لما هو منشور على موقع هيئة الأدوية الفيدرالي" FDA".. فإن العقار يستخدم في التجارب السريرية على عدد 200 من الأطفال بمستشفى 57357، وطبقا للتقرير المرفق فإن التجربة الأولى كانت في 14 نوفمبر 2017 بينما يتوقع الانتهاء منها في 14 نوفمبر 2020 أي بعد 3 سنوات وعلى أن تكون النتيجة النهائية في 14 فبراير 2021.
ويجيب التقرير في صفحته 6/5 عن عدة تساؤلات وهي: هل الدواء مرخص بأمريكا؟ والإجابة: "لا"، هل الدواء تم استخدامه بالولايات المتحدة الأمريكية؟ والإجابة: "لا "، هل المنتج يُباع في الولايات المتحدة؟ والإجابة: "لا"، لماذا؟ لأن الولايات المتحدة الأمريكية ترفض أن يجري تجارب للأدوية على المرضى بها خاصة، أن الدواء لأول مرة يجري تجربته في علاج سرطان الأطفال.
أرقام ميزانية شبكة 57357 بالولايات المتحدة، تشير إلى وجود تبرعات بخانة المؤسسين تصل قيمتها إلى 327500 دولار، بينما لم يسبق أن تجاوزت إجمالي تبرعات المؤسسين للجمعية مجتمعين 10 آلاف دولار سنويًا، منذ تأسيس الجمعية في عام 2012.
وهنا يكون السؤال هل تلك المبالغ تبرعات أم مقابل إجراء تجارب بالعقار كابيتون " CAPOTEN" على أطفال 57357 وهو العقار غير المرخص بأمريكا ويقع هناك تحت بند الممنوع استخدامه في علاج سرطان الأطفال وبالتالي في العالم كله.
وهنا نسأل أيضا: هل مارك كيران الذي يعمل بنفس الشركة منتجة العقار هو من دفع هذا المبلغ كمقابل لما قامت به مستشفى 57357 من إجراء تجارب سريرية للعقار كابيتون " CAPOTEN" على أطفال السرطان بها؟ وما هو دور شريف أبو النجا الأمين العام لشبكة سرطان 57357 بأمريكا "ECN" في هذه الصفقة من التجارب السريرية على 200 طفل في مراحل العلاج الأولى لهم؟ وهل يرتبط ذلك بالقواعد التي وضعها أبو النجا في ألا يقبل المستشفى أي طفل مريض سبق له الحصول على علاج كيميائي؟
بعض الكتاب من العاملين في الفريق الإعلامي لـ"أبو النجا" في محاولة لتجميل صورة إدارة مؤسسة ومستشفى 57357 يحاولون تبرير التجارب السريرية بأنها تأتي في إطار البحث العلمي ويعتبرونه نجاحا، وهو ما كان يستوجب طرح هذا الأمر على خبراء وعلماء الطب خاصة في علاج السرطان، والذين أكدوا لنا أن التجارب السريرية لا تكون في مراحل العلاج الأولى مثلما يحدث في 57357 لكنها في المرحلة الأخيرة وبعد فشل جميع وسائل العلاج المتعارف عليها، ويكون إجراء التجربة السريرية باستخدام عقار جرى استخدامه في عدد من المراكز الطبية في العالم، وبشرط أن تكون مضاعفاته الجانبية محدودة، بالإضافة إلى ضرورة أن يكون قد تم استخدامه معمليا ومن قبلها على كائنات أخرى غير الإنسان، كما يجب أن يمر على مجلس علمي ولجنة أخلاقيات المهنة، وبعد أن يتم عرض الأمر على أهالي الأطفال وقبل خضوعهم للتجربة.
وهنا نسأل: هل هناك موافقات صريحة لأي من الأهالي على إجراء التجارب على أبنائهم خاصة عند دخولهم المستشفى؟ أم يتم أخذ التوقيعات بالموافقات وسط الأوراق التي يوقعونها دون علمهم؟ هذا يحتاج إلى فتح التحقيقات من جانب الجهات القضائية والأجهزة الرقابية ليس لإثبات إدانة المستشفى ولكن لاستخلاص الحقيقة، أم أن حلم المصريين في دخول أطفالهم لمستشفى 57357 انبهارا بثورتها الدعائية جعلتهم يتقبلون دون أن يسألوا ما سوف يحدث على أبنائهم من تجارب ؟ ولكن كيف تم إخضاع الأطفال لتجارب سريرية في مراحل العلاج الأولى؟ بينما قواعد البحث العلمي فيما يخص التجارب السريرية تقول إنها تكون في المراحل الأخيرة وبعد الوصول إلى حالة اليأس من شفاء المريض وتستلزم أيضا موافقة الأهل.
ونتعرف على التجربة السريرية التي تمت في مستشفى 57357 من خلال المستندات والوثائق وعلاقتها بشبكة السرطان المصرية 57357 بالولايات المتحدة. "ECN".. لقد أجريت التجربة على الأعمار المؤهلة للدراسة التي تبدأ من سنة حتى 18 سنة ومن الجنسين باعتبارهم مؤهلين للدراسة ويشترط في الحالات التي تخضع للدراسة أن لا يكونوا قد بدأوا العلاج بجرعات الكيماوي.
وتقوم الدراسة على جميع مرضى (سرطان الدم النخاعي الحاد ومرض أورام العظام ) الذين لم يتلقوا العلاج الكيميائي ويتم تضمينهم في الدراسة، وإن كانت الموافقة الخطية من الوالدين أو الوصي ضرورية طبقا لما تقرره القواعد المنظمة لها.
فهل الموافقة في مثل هذه الحالة تكون قانونية؟ خاصة أن ذلك يأتي في مراحل العلاج الأولى، كما لم تجر تلك التجربة في البلد الذي أنتج فيه الدواء وهي الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلال إحدى الشركات بها.
أما عن المعايير التي يتم بناء عليها استبعاد الأطفال من التجربة، فيكون المرضى الذين تلقوا العلاج الكيميائي قبل بدء الدراسة بينما تأتي الأسباب الأخرى وتشمل: المرضى الذين لديهم تاريخ من ضعف القلب، (أمراض القلب الخلقية أو الموجودة)، والمرضى الذين يعانون مضاعفات بعد الأسبوع الثاني من تناول العقار وبعد أول جرعة التي تسبق العلاج الكيميائي، وتحمل التجربة رقم NCT03389724، وتتولى الدكتورة زينب صلاح أستاذ أورام الأطفال الإشراف على التجربة بمستشفى 57357.
هنا نكون قد طرحنا ما لدينا من معلومات.. لينضم ملف جديد وهو التجارب السريرية إلى ملفات الإدارة غير الرشيدة لمليارات التبرعات في الإعلانات والأجور المتضخمة وشراء العقارات بأضعاف ثمنها، والإنفاق على مشروعات ليس من بينها أي توسعات حقيقية تخص طوابير انتظار الأطفال المصابين بالسرطان، وملف الانضمام إلى قوائم المؤسسين بالتلاعب وبالمخالفة للقانون، وملف إسناد أعمال بمليارات الجنيهات ومئات الملايين من الدولارات لشركات بالأمر المباشر، وغيرها من الأعمال التي تتنافى مع أبسط القواعد الإنسانية والمحاسبية والإدارية لنجد أنفسنا أمام نموذج فريد من مخالفات مالية وفنية وإدارية.
مرة أخرى نؤكد أن ما تقدم ليس سوى أسئلة طرحناها من واقع مستندات وأوراق رسمية، وننتظر الإجابة عنها من أصحاب الحقوق الحصرية، ولا نقطع بإدانة أحد، فهذا أمر تحسمه الجهات المعنية وحدها.