الأقباط متحدون - تحذير من القضاء على الفقراء
  • ٠٧:٢٠
  • الثلاثاء , ٢٤ يوليو ٢٠١٨
English version

تحذير من القضاء على الفقراء

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٧: ٠٥ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢٤ يوليو ٢٠١٨

 الثعابين الشرسة فى البحيرة
الثعابين الشرسة فى البحيرة

د. مينا ملاك عازر
أعلن الدكتور محمد إسماعيل مستشار قطاع المحميات الطبيعية، أن ظهور الثعابين الشرسة في عدد من قرى المحمودية بالبحيرة، والتي هاجمت المواطنين وأسقطت عدداً من الضحايا سببه الأجهزة المحلية بالمحافظة والتي أحدثت خللاً في التنوع البيولوجي بقتلها أعداداً كبيرة من الكلاب والذئاب والثعالب، وهي التي تتغذى على الثعابين، وذلك باستخدام سم شديد الخطورة محظور دولياً يسمى «دايزينون»، تم حقنه داخل بيض دجاج ووضعوه بأماكن انتشار الثعابين لقتلها، غير أن كائنات أخرى هي التي نفقت، فيما تبرأت مديرية الطب البيطري من هذا التصرف.

كان هذا هو جزء من الخبر الذي قرأته بجريدة المصري اليوم الذي خاطر صحفيوها بالذهاب لرحلة خطرة لأماكن الثعابين، لكن ماذا نفعل؟ فهذه هي مهنة البحث عن المصاعب والمتاعب، وهذا هو قدر مصر أن يكون الصحفيون فيها يتحركون أسرع من الحكومة والمسؤولين في أي مكان تقع به الكارثة والمصيبة، تجد الصحفيون قبل المسؤولين لأنهم يكونون منشغلين بتوزيع سبوبة اللجان المزمع تشكيلها لدراسة الأمر على مهل، فيكون الخَطب صار أكثر جلالاً، والكارثة أكثر فداحةً، طبعاً لا أعتقد أن الثعابين أسلوب من أساليب القضاء على الفقراء فاللجوء لها أمر يخذي، بحق فهو موت بطيء، والاستعانة بهذا الخبر ليس لابراز مجهود الحكومة للقضاء على الفقراء بقتلهم بالثعابين أو إلهائهم بالثعابين عن زراعة أرضهم، فتحدث المجاعة أسرع فيموت الفقراء الغير قادرين على استيراد عشائهم الساخن من أفخم مطاعم باريس مثلاً.

لكن الاستعانة بالخبر لتحذير الحكومة ليتعظوا من هؤلاء الذين قتلوا الكلاب والثعالب والذئاب قتل جائراً فظهرت لهم الثعابين، وفي حالة القتل الجائر للفقراء قد يظهر ما هو أخطر من الثعابين أقصد الثعابين الذين احترفوا الثراء على أكتاف الفقراء بجمع التبرعات بداعي مساعدتهم ومعونتهم مثلاً، أو موظفين المحليات الذين يرتشون من الفقراء الذين يقودون مثلاً عربات الفول وغيره أو المنتفعين من بناء إسكان اجتماعي للفقراء فيتربحون ويبيعونه بأسعار غالية لا يقدر عليها هؤلاء الفقراء أو تجار الأعضاء الذي يرون في الفقراء أرض خصبة لينهلوا منها أعضاء يستفيد منها القادرين وأثرياء الخليج، ليجد الفقراء ما يعولهم لفترة ناهيك عن تجار التموين المتعاقدين مع الوزارة، والتي كشفت عنهم وعن شركائهم من مستشاري الوزير الرقابة الإدارية في عمليات فساد على قفا الفقراء ولا مؤاخذة.

كل هؤلاء المنتفعين من بقاء الفقراء، قد يتحولوا لوحوش كاسرة تنهش في الحكومة، والأثرياء الذين تعمل لأجلهم ولأجل حمايتهم الحكومة لأنهم لن يجدوا مورد لرزقهم بعد فناء الفقراء وقتلهم قتل جائر بل أن وجود الفقراء في حد ذاته يبقي على وضع سلسلة الغذاء في هذا البلد ليبقى السمك الكبير "المسؤولين" قادرين على أكل السمك الصغير وهم الفقراء، فاقضوا عليهم بس بشويش يعني من الآخر اقتراحي الدموي بتاع المقال السابق مش حاينفع وسيبوكم منه، وليزداد الغني غنى، وليزداد الفقير فقراً إلى أن يقضي الله أمراً مفعولاً.

المختصر المفيد انتبهوا فأنتم تحرقون أنفسكم.