أبو سليمان المصري.. من تأييد حازم صلاح أبو إسماعيل لجبهة النصرة
أخبار مصرية | أمان
الثلاثاء ٢٤ يوليو ٢٠١٨
بحنجرة رنانة وقوة في الهتاف، بدأ في حشد المصريين أمام مدينة الإنتاج الإعلامي الهدف منها محاصرتها وتأييد الرئيس المعزول محمد مرسي، قبلها بشهور قليلة كان يقود حملة لصق منشورات وصور تدعو لمساندة حازم صلاح أبو إسماعيل، متناسيًا موقفه من تحريم المشاركة في الانتخابات، حيث كان من أتباع التيار السلفي الجهادي، ثم ترك كل ذلك وهرب إلى سوريا، إنه "أبو سليمان المصري"، محمود محمد محمود مغاوري، من المرجح أنه من مواليد سبعينيات القرن الماضي، ولد في احدي قري محافظة الشرقية، حصل على ليسانس في علم الاجتماع من كلية الآداب جامعة الزقازيق.
انتماءاته الفكرية
كان من أصحاب الفكر السلفي الجهادي، وشارك في ثورة 25 يناير 2011، أغلق صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، كان من أتباع حازم صلاح أبو إسماعيل، وذكرت تقارير إعلامية مقربة من جبهة النصرة، أن أبو سليمان المصري، شارك في عمليات عسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي في حربها ضد غزة قبل التهدئة في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي.
مواقفه المتطرفة
عقب اندلاع الصراع المسلح، واستجابة لدعاوي مشايخ السلفية في مصر بالجهاد في سوريا، سافر إلى حلب وانضم إلى الفصائل المقاتلة هناك، خلال عام 2012، ومع وصوله سوريا أصبح، عضوًا في جيش المهاجرين والأنصار سابقًا بقيادة القيادي بتنظيم القاعدة قبل ولائه لـداعش أبو عمر الشيشاني، وعقب إعلان الشيشاني ولاءه لزعيم داعش أبو بكر البغدادي، التحق بكتائب جنود الرحمن، بقيادة أبو مصعب الجزائري.
وعقب بروز كتائب جنود الرحمن في المعارك، حدث صراع بين ثلاث تنظيمات لضمه إليها وهي تنظيم أحرار الشام الذراع العسكري لجماعة الإخوان المسلمين، وتنظيم –داعش- وتنظيم جبهة النصرة وكان أمير جنود الرحمن يميل إلى مبايعة داعش، إلا أنه عقب الإطاحة به من القيادة وتولى أبو تراب العراقي أميرًا على كتائب جنود الرحمن أعلن التنظيم مبايعة لجبهة النصرة، تحت زعامة محمد الجولاني، ولعب أبو ماريا القحطاني، وأبو سليمان المصري دورًا كبيرًا في مبايعة جنود الرحمن لمحمد الجولاني.
كان قيادي إدارة الشريعة، وهو من قيادات الصف الثاني بالجبهة، معروف بين مسلحي النصرة بمعارضته للنهج المتشدد لتنظيم داعش، وأن التنظيم المعروف باسم داعش حاول اغتياله أكثر من مرة، وتعرض أبو سليمان المصري لإصابتين سابقتين منذ قدومه إلى سوريا، عانى منهما من إعاقة دائمة في القدم، خلال المعارك بين النصرة وقوات الحماية الكردية في مدينة رأس العين بريف الحسكة قبل حوالي العامين.
وفي 6 ديسمبر 2014، قضت محكمة جنايات القاهرة، بالإعدام على عادل حبارة ومحمود محمد مغاوري محمد، و5 آخرين من خلية الأنصار والمهاجرين، والمؤبد لـ3 آخرين والسجن المشدد 15 عامًا لـ22 متهمًا، في القضية المعروفة إعلاميًا بـمذبحة رفح الثانية، بعد ورود تقرير الإفتاء، كما قضت المحكمة بمعاقبة 3 متهمين بالمؤبد وعلى 22 آخرين بالسجن 15 سنة و3 آخرين براءة. ووجهت النيابة العامة للمتهمين اتهامات بارتكاب جرائم إرهابية بمحافظات شمال سيناء والقاهرة وسيناء، ونسبت إليهم قتل 25 شهيدًا من مجندي الأمن المركزي مذبحة رفح الثانية، بجانب قتل مجندين للأمن المركزي ببلبيس، واتهامات أخرى، بينها التخابر مع تنظيم القاعدة.
وكشفت تقارير الأمن الوطني قيام المتهم الثاني عادل حبارة، بالتخابر مع من يعملون لمصلحة جماعة إرهابية مقرها خارج البلاد، للقيام بأعمال إرهابية بالبلاد، وضد ممتلكاتها ومؤسساتها والقائمين عليها بأن اتفق مع المتهم الـ35 عضو مجلس شورى تنظيم القاعدة ببلاد العراق والشام، على أن يمده بالدعم المادي اللازم لرصد المنشآت العسكرية والشرطية وتحركات القوات بسيناء، تمهيدًا لاستهدافها بالعدوان عليها ومبايعته لمسئول تلك الجماعة.
أفكاره
يحمل أبو سليمان المصري، نفس أفكار الفكر السلفي الجهادي الذي تحمله جماعات حركية مناهضة بشكل مطلق لما هو قائم من أنظمة اجتماعية وسلطات سياسية وثقافية سائدة وعلاقات دولية وهي أيديولوجية تتسم بالخاصية المزدوجة أي أنها تشكل الصيغة الأكثر جذرية لتقسيم البشرية على أساس ديني إذ لا تكتفي بالتقسيم التقليدي للبشر إلى مسلمين وكفار بل توسع معنى الكفر والشرك، وتقدم في نفس الوقت الصيغة الأكثر جذرية لتسييس الدين فتتعامل معه كأيديولوجية صدامية لا تقف عند هدف استعادة النظام السياسي الإسلامي في فضائه التاريخي المعروف وإنما تتجاوزه إلى الجهاد ضد الطاغوت والجاهلية في كل مكان من الكرة الأرضية والعمل على إقامة دولة خلافة عالمية أي حكم الإسلام للعالم كافة.
هذه الأفكار تتسق مع الخصائص التي تجعل من الطرح السلفي الجهادي خطًا فكريًا مفارقًا لسواه من الخطوط الفكرية التي تتحرك ضمن التيار السلفي نفسه فيلاحظ أن ما يميز السلفية الجهادية عن غيرها من السلفيات ليس إعلانها جاهلية المجتمعات المعاصرة كلها وليس ادعاءها كفرانيه النظم التي لا تحكم بما أنزل الله بل إعلانها الصريح أن الجهاد المسلح سبيل أوحد للتغيير، لذلك هي ترفض أي طريق آخر لإقامة نظام الخلافة الإسلامية كالدخول في البرلمانات أو التربية والتثقيف والثورة الجماهيرية السلمية أو إشاعة الوعي الإسلامي.
طريقة قتله
وفي 24 أكتوبر 2015م، أعلنت جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، مقتل القيادي بالحركة، أبو سليمان المصري، في وقت أكدت مصادر في المعارضة السورية مقتل قيادي عسكري رفيع في حركة نور الدين الزنكي، بمحافظة حلب، وذكرت جبهة النصرة، في تغريدة على إحدى الصفحات التابعة لها بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، أن المصري قتل نتيجة عمل قتالي، إلا أنها لم تقدم أي تفاصيل إضافية عن ملابسات مقتله، الذي يأتي في وقت تشن فيه القوات النظامية، مدعومة بدعم جوي روسي، عملية برية واسعة في حلب.
وذكرت أن أبو سليمان المصري، الذي كان يقود إدارة الشريعة، وهو من قيادات الصف الثاني بالجبهة، معروف بين مسلحي النصرة بمعارضته للنهج المتشدد لتنظيم داعش، وأن التنظيم المعروف باسم داعش حاول اغتياله أكثر من مرة.