الأقباط متحدون - هل نظل صامتون ؟!
أخر تحديث ١٢:٤٧ | الاثنين ١ اغسطس ٢٠١١ | ٢٥ أبيب ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٧٢ السنة السادسة
إغلاق تصغير

هل نظل صامتون ؟!

بقلم: القس فيلوباتير جميل عزيز

يتعلل غالبية الشعب المصري من الأقباط حينما يحدثهم البعض ويطالبهم بعمل شئ من أجل الدفاع عن هويتهم المصرية وأيضاً حينما يحدث إعتداء سافر على كنيستهم هنا أو هناك بأن الحل الأمثل هو الصمت إستناداً إلى كلمات الكتاب المقدس التي جاءت على فم رجل الله العظيم ونبيه القوي القدير موسى أن قفوا وإنظروا خلاص الرب .. الرب يدافع عنكم وأنتم صامتون !!! وهو موقف تاريخي في حياة الشعب أتصور أنه لم يتكرر !!!
فحين وقف الشعب قبالة البحر الأحمر بلا أدنى إمكانيات تساعده وخلفه يأتي فرعون بكل مركباته وجنوده كان الحل الواضح والرائع والمتاح الوحيد أن يتدخل الرب وهم صامتون !!

أما الآن ونحن نتحدث في العهد الجديد والذي نالت فيه البشرية ما نالته من تجديد الطبيعة وخلع الإنسان القديم وعطية الروح القدس الذي يمنحنا جميعاً فماً وحكمة لا يقدر جميع المعاندين و المناقضين أن يقاوموها !! فأود طرح سؤال هل نظل صامتون ؟!! وهل لا يعتبر صمتنا هنا سلبية ونحن نمتلك كل مقومات القوة الجديدة في الدفاع عن هويتنا القبطية وكرامتنا المصرية؟!!

قارئي العزيز إن ما رأيناه بعيوننا في ميدان التحرير وعدة ميادين أخرى في مصرنا الغالية في جمعة كشف المستور والذي ظهرت فيه التيارات الدينية على حقيقتها !! وأعلنت عن دفاعها المريب عن هويتها لا يجعلنا نلقي اللوم عليهم بقدر ما نلوم أنفسنا فنحن من إخترنا التواري والإبتعاد .. فبعد نجاح الثورة في خلع الرئيس السابق رفض البعض قبول الدعوة للنزول للدفاع عن الثورة !! الأمر الذي ساعد هذه التيارات المتشددة على الخروج والظهور بموقف التفرد بالميدان .. ولكن الأمر يحتاج الى أن تتحرك الأغلبية الصامتة فإن كان الخارجون في هذا اليوم بضعة ملايين فالرهان الأن على بقية الشعب الصامت والذي إتضحت له برؤية العيان الصورة وخيوط المؤامرة تم الكشف عنها .. وأتصور أن المجلس العسكري سيكون أول المنزعجين مما حدث في هذا اليوم ... وسيكون مطالب بإتخاذ موقف حازم مع من رفع علم غريب في الميدان .... من من إمتدت يده وعبث بعلم مصر وغير معالمه !! مع من يتلقى بالفعل أموال خارجية لتنفيذ أجندته دون الحاجة لبذل أي مجهود وفتح تحقيقات !! مطلوب موقف صارم مع من سيكون سبباً في نقض معاهدات دولية تم التوقيع عليها من قبل دولة من المفترض أنها تحترم توقيعها ... نحتاج إلى موقف حازم وصارم مع كل من يحاول أن يجر بلادنا إلى التحرش بدول معادية دون استعداد !!! وأمور أخرى كثيرة أتصور أن رجال القوات المسلحة البواسل قد فطنوا لها يوم الجمعة الماضي ...

أما الشعب المصري والقوى الوطنية المختلفة أتصور أنها تحتاج الآن وبشكل ملح جداً إلى إعادة تنظيم الصفوف من جديد بناء على الرؤية التي كشفت عنها الجمعة الماضية قبل أن تحرق مصر بنيران التشدد الديني والطائفي !! فليست هذه هي مصر وليس هذا هو الشعب المصري من كان في التحرير يوم الجمعة !! الملامح لم تكن مصرية والزي لم يكن مصرياً وحتى العلم لم يكن مصرياً !!!

أما الأقباط الصامتون فأدعوهم للخروج من بوتقة السلبية والصمت فلا تتباكون على عصر منصرم أثبت التاريخ بأنه عصر فاسد !! أبداً لم يكن لكم بالعصر المميز في تعامله معكم فلا تنسوا أنكم في هذا العصر البائد قاسيتم الأمرين في الكشح والعمرانية والإسكندرية ونجع حمادي .... فمازالت أيادي هذا الحكم ملوثة بدماء الشهداء الأقباط !!! أبداً لم تكن الثورة هي السبب فيما حدث في أطفيح أو إمبابه !!! وكفاكم صمتاً فإن كنتم تنتظرون الرب يدافع عنكم فسيقوم بذلك ولكن ليس وأنتم صامتون فهذا حدث تاريخي له ظروفه من عدم إمتلاك الشعب أي قدرات ولكننا الآن نمتلك الفم والحكمة .. نمتلك كل مقومات النضال اللا عنفي !!! نمتلك خبرة رأيناها بعيوننا الإيمانية حين إعترض رب المجد على لاطمه ورفض تحويل الخد الأخر بالفكر الحرفي !!! نمتلك خبرة الرسول بولس حينما دافع عن هويته الرومانية بعد أن تم جلده !!! إن أدركتم الآن بأن التيار الديني المتشدد يريد أن يقفز على بلدكم ويحارب هويتكم فلا تقفوا صامتون بل تحركوا وساندوا وعضدوا إخوتكم المعتدلين من المسلمين وهم الغالبية في هذا البلد !!!

أتصور أن من يسعون الأن لترتيب موائد إفطار وحدة وطنية يجب أن نضع جميعا هذا الأمر نصب أعيننا وأن يتم حشد الشعب المصري خلال أيام صوم إخوتي المسلمين في رمضان والذي يتوافق مع صوم السيدة العذراء عند الأقباط !!! دعونا نتوحد ونستعد لنخرج جميعاً بعد عيد الفطر المبارك لندافع عن هويتنا المصرية وكرامتنا الوطنية وثورتنا المجيدة أبداً لن نترك هذا البلد !!! أبداً لن نظل بعد الأن صامتووووووووووووووووون


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع