عضو مباحثات دير السلطان يكشف أسباب رفض الكنيسة لترميم الدير وآخر تطورات الأزمة

كشف المهندس كامل ميشيل عضو لجنة المباحثات بدير السلطان وعضو لجنة إدارة الأزمات بالمجمع المقدس ، آخر تطورات أزمة دير السلطان ، والحكم الصادر من المحكمة الإسرائيلية بتحجيم الترميم بالدير وأسباب رفض الكنيسة القبطية لقيام قوات الاحتلال بعملية الترميم ؟

وقال كامل : إن رفض الكنيسة القبطية لقيام إسرائيل بترميم الدير له بعد كنسى ووطني يتعلق بسندات الملكية ، استنادا علي أن من له حق الترميم هو المالك ، ولذا جاء إصرار قوات الاحتلال على ترميم دير السلطان محاولة لنفى صفة الملكية عن الكنيسة القبطية.
 

وتابع " أن الهدف الاسرائيلى لن يتوقف عند  ترميم الجزء الصغير بكنيسة الملاك ،بل سوف يمتد لكل أجزاء الدير ، في محاولة لإثبات ملكية الدير للرهبان الأحباش حيث إن الدير متهالك ولم يرمم منذ 80 عاما ، والنقطة الأخطر في عملية الترميم ، محاولة  الاحتلال طمس الهوية القبطية بالدير من خلال طمس الأيقونات وتغير معالم حامل الأيقونات ، ولذا وقفت الكنيسة القبطية موقفا وطنيا مشرفا لحماية جزء من الأراضى المصرية والدير القبطي .
 

وأضاف كامل أن إسرائيل لها مصالح مع الجانب الإثيوبى منذ سنوات  طويله وتقف إلى جانبهم ضد الكنيسة القبطية ، من خلال التعاون مع إثيوبيا ، ولذا جاءت المباحثات تجد كل الدعم من إسرائيل لصالح اثيوبيا  فضلا عن بطريرك الروم الأرثوذكس الذى دعا للتفاوض كوسيط وكان طوال الوقت فى مباحثات شهر اغسطس 2016 مساندا للإثيوبيين ، فى محاولة لاقتناص الدير القبطى لصالح الأحباش وهو ما تقف ضده الكنيسة القبطية .
 

وتابع كامل أن قداسة البابا تواضروس الثانى يتابع الملف باهتمام وكافة تطوراته من خلال سكرتاريته ومن خلال لجنة المباحثات التي سبق تشكيلها وتضمه إلى جانب  نيافة الانبا انطونيوس مطران القدس ولكرسى الاورشليمى  ونيافة الأنبا بيمن مقرر لجنة الأزمات والأنبا رافائيل السكرتير السابق للمجمع المقدس والأنبا يوسف أسقف جنوب أمريكا ومهندس ممدوح فيليب ، وقام البابا في عظته الأخير بسرد تفاصيل أزمة الدير وتمسك الكنيسة بحقها في الدير .
 

وأشار كامل : ان موقف الحكومة المصرية داعم أساسي في هذه الأزمة حيث تتابع السفارة المصرية بإسرائيل تطورات الأوضاع مع نيافة الأنبا أنطونيوس مطران القدس وتقوم الحكومة المصرية هنا من خلال الأجهزة المعنية بكل الطرق الدبلوماسية لعودة الدير ، حيث إن الحكم الصادر من المحكمة الإسرائيلية العليا في عام 1971 ، الذي يقر بحق دير السلطان للكنيسة القبطية ، صدر حكم آخر بعده ينقض الحكم الصادر بأنه ليس ذا صفة لأن الحكم صادر على اختلاف ديني بين الأقباط والأحباش وأن حكومة الاحتلال لها الحق في الأخذ به أو لا ، وأن حكومة الاحتلال عادة لا تفصل في أحكام الاختلاف الديني ، إلا إذا تم تشكيل لجنة من مجلس الوزراء الإسرائيلى للبت في الأمر وهو ما لم يحدث منذ 1971 .
 

وأكد أن دير السلطان هو دير قبطي مصري وقد ورد في مباحثات السلام ولكن في هذه الفترة ولموقف الكنيسة الوطني وعدم تواجد الرهبان بالدير خلال هذه الفترة قامت قوات الاحتلال بتمكين الدير لصالح الأحباش ، في إطار العلاقات القوية بين إسرائيل وإثيوبيا .
 

وقال كامل إنه بعد الاعتداء الغاشم على الدير والرهبان أثناء وقفتهم لمنع ترميم الدير قامت الكنيسة برفع دعوى قضائية مستعجلة أمام القضاء الإسرائيلى ، حيث صدر حكم سريع  خلال الساعات الماضية بتحجيم حجم الأعمال الخاصة بالترميم ككل وقصرها علي مكان الحجر بالقبو وكذلك الشق في الحائط المقابل بما لا يزيد عن علاج أسباب الخطر .
 

كما تم الاتفاق على إرسال نسخة من المكاتبات الرسمية المتبادلة بين هيئه المباني الخطرة وهيئة الآثار ومكتب الأديان الإسرائيلي.. إلي الكنيسة القبطية و إعلام الكنيسة بكل المكاتبات المستقبلية بين البلدية والآثار

وسوف تتابع  الكنيسة المصرية الأعمال ممثلة في مهندس لديه ترخيص بالعمل في هيئة المبانى الخطره  بالقدس من جهة الكنيسة وله الحق في وقف الأعمال إذا خالفت التقارير المكتوبة عن طريق المحكمة ، وكانت الكنيسة طالبت بدفع ثمن الترميم حسب القانون حسب مذكرة البلدية ولكن لم يتم البت فيه.
 

وقال كامل " نأمل الا  تتجه قوات الاحتلال من خلال البلدية باى توسعات اخرى فى ترميم الدير سوى الجزء الذى تم تحديده من خلال المحكمة امس "

وكان نيافة الحبر الجليل الأنبا انطونيوس مطران القدس والشرق الأدنى اصدر بيان قال فيه ” كلنا بخير بفضل صلواتكم، للعلم بالشئ ومنع اللغط الكثير فى الأمر، المشكلة لم تُحل ولكن فقط المحكمة العاجلة التي كان موعد جلستها أمس حددت العمل بأشياء معينة لأن الحكومة الإسرائيلية تريد أن تتوسع في العمل وترمم الكنيسة كلها كمرحلة أولى من ترميم كل الدير لإراحة الرهبان الاثيوبيين وتثبيتهم في المكان، وطمث ماتبقى من الهوية القبطية، ونحن الأن نخشى أن تلتمس البلدية من المحكمة التوسع في العمل بحجة أن الباقي فيه خطر علي المارة، والمحكمة ليست جهة فنية لتحكم على الأمر وكونه يمثل خطر من عدمه، فلنستمر في الصلاة، أشكر محبتكم وتفاعلكم”

 

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قامت بالاعتداء على رهبان دير السلطان، التابع للكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالقدس الشرقية، وذلك خلال وقفة احتجاجية لهم لرفض قيام قوات الاحتلال بترميم داخل الدير دون موافقة الكنيسة القبطية واعتقل الاحتلال أحد رهبان الدير، بعد الاعتداء عليهم بالضرب خلال الوقفة وتدخلت السفارة المصرية وقامت بالافراج عن الراهب .