الأقباط متحدون - حتى لا يكون فقيرا واحدا
أخر تحديث ١٤:١٣ | الأحد ٧ اغسطس ٢٠١١ | ١ مسرى ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٧٨ السنة السادسة
إغلاق تصغير

حتى لا يكون فقيرا واحدا


بقلم:  القس لوقا راضى

حتى لا يكون ....... فقيرا فبلادنا الغنى والفقير وتوزيع الثراوات والدخول امر يشغل بال البشريه والخليقه منذ نشائتها . ما بين الاغنياء والفقراء يقف الناس منقسمين الى فرق والى تصنيفات متعدده ومتنوعه ويقف فيما بينهم اصحاب الطبقات الوسطى وكنت اتامل مع احد الاحباء فى مشكله الغنى والفقر ومن هو الغنى ؟ ومن هو الفقير ؟ وهل الغنى غنى المال ؟ والفقر فقر الاموال ؟ بدايه اود ان اوضح ان :. الفقر هو فقر الفكر لا فقر الجيب ) نعم يوجد اغنياء لكنهم فقراء ... ويوجد فقراء لكنهم افقر ما يكونوا . قد تقام الثورات من اجل رغيف خبز . وبينما تلاقى الى المخلفات اطنان من افخر الاطعمه يتضور الملايين من النوم جوعا الى قطعه خبز ان ازدياد معلات الفقر والفقراء فالعالم لموشر خطير على سوء الخلق العام وسوء الاخلاق وانعدام الشعور بالاخر . حين تجد من يلقى بالقمح الى المحيط ليحافظ على ارتفاع اسعاره . وفالمقابل تجد الملايين يموتون من اجل شراء رغيف الخير تشعر بمدى الخزى الانسانى مما الت اليه الضمائر . قد تجد اسرة مكتمله كل مشكلتها فالحياة مبلغ مئه جنيه واخر مشكله مئه مليون . قد تجد اسرة من 7 افراد تسكن غرفه واحدة ومئات الفيلات خاليه من فرد واحد .

كنت فطريقى الى احد المناطق بطريق مصر اسكندريه الصحراوى ووجدت فيلات شاهقه خاليه من اى احد وفالعوده درجت الى منطقه عشوائيه فوجدت ازدحام هائل من البر داخل مسطح بسيط يعد بالامتار . انا لا الوم الاغنياء على غناهم ؟ ولا ابرر واقدم الاعذار للفقراء عن تقاعسهم ؟ بل اتسائل وانتم معى ؟ متى لا نجد فقيرا واحدا فبلادنا ؟ قد يكون حلما او خيالا مرسلا . ولكن كل الامور بدات باحلام . - لن يكون هناك فقير اذا اعلينا قيمه وقدر الانسانيه . شعارنا الانسان اولا وقبل اى شى . - لن يكون هناك فقيرا واحدا ان ابتدنا نخطط ونعلن بشفافيه وبالجداول الزمنيه عن خطط كيفيه العمل لرفع مستويات التنميه - لن يكون هناك فقيرا واحدا الا اذا احدثنا عدلا ما بين الحد الادنى والحد الاقصى من الدخول .( لا يستقيم الامر ان كان هناك شخص واحد يحصد سنويا من عمل واحد راتب 9 مليون وهو ما يعادل 900 فرد من الذين يدخلون 1000 سنويا . اذن لابد من اعرن حد ادنى وايضا حد اقصى من الاجور . - لن يكون هناك فقيرا واحدا الا اذا اهتمننا عمليا با تكون موزانه الدوله النصيب الاعلى فيها للتعليم وللصحه . - لن يكون هناك فقيرا واحدا فبلادنا الا اذا تمت اعاده توزيع الخدمات على المناطق الجغرافيه فبلادنا توزيعا عادلا . - لن يكون هناك فقيرا واحدا فبلادنا الا اذا وقفنا بجديه تامه مع ثقافه الاستهلاك الوحشى فشتى مناحى الحياه . - لن يكون هناك فقيرا واحدا الا اذا توسعنا فى عمل الخدمات وانتشرت مركز الرعايه والتنميه -

لن يكون هناك فقيرا واحدا الا اذا انتشرت قيم الرحمه ما بين الناس - لن يكون هناك فقيرا واحدا الا اذا وجد نظام ضريبى عادل يساوى بين الناس لا يعفى الغنى ويجبر الفقير على الدفع - لن يكون هناك فقيرا واحدا الا اذا كانت هنالك حريه حقيقه اساسها حق التعبير . - لن يكون هناك فقيرا واحدا الا اذا تبنى كل ثرى قريه فقيرة فبلادى ورفع من قدرها - لن يكون هناك فقيرا الا اذا كان شعارنا معا طوبى للرحمه على المساكين فان الرحمه تحل عليهم ان اباء الكنيسه فالقرون الاولى كانت لهم ومازالت اراء واعمال رائعه لرفع الالم عن كاهل الفقراء نستعرض منها الاتى موضوع الغنى والفقر لا يبحث عند القديس يوحنا الذهبي الفم كموضوع اجتماعي دائما كمشكلة انثروبولوجية بمعنى ان مشكلة الفقر والغنى هي مشكلة تخص الانسان قبل ان تخص المجتمع وتتعلق في العمق في هدف الانسان ورجائه قبل ان تتعلق بحالته الراهنة . اذا لها بعد روحى قبل ان تكون ذات ابعاد سياسية اجتماعية. لذلك تكلم القديس الذهبي الفم كثيرا عن الفقر والغنى ، موضوعات برزت امامه في مدينة صاخبة ذات بذخ . وقد عالج هذه الموضوعات وغيرها من الموضوعات الاجتماعية من جهة علاقتها بقواعد السلوك المسيحي . لقد رأى في كل مكان ظلما وقوة ومعاناة وبؤسا وفهم سبب كل ذلك ألا وهو : روح الطمع وعدم المساواة , فحذَر ضد الغنى باعتباره سببا للاغراء من حيث ان المال قادر بان يفسد الانسان الذي يتملكه والغنى يحرك الشهوة لاقتناء المزيد ان مبدأه هو المساواة لان عدم المساواة يجعل من المستحيل وجود المحبة الحقيقية . فاساس الفكر الذهبي الفم يكمن في عدم وجود ما يسمى بالملكية الشخصية ،لذلك لا يطالب ان نتقاسم ( مالك) ولكن ان نلغي هذه اللفظة البليدة لان حب الملكية هذا ولو بالتساوي احيانا هو الذي يولد المشاكل وليس الفوارق الاجتماعية . لان كل شيء يمتلكه الله وله كل شيء .

وكل شيء موهوب منه كعطية او عارَية ( اي في شكل استعارة ) . فالكل من الله وما يهبه الله فهو من اجل الملكية المشاعة ( فان كانت الاشياء الصالحة التي تتمتع بها هي ملك السيد الرب ، اذن فهي ملك رفقائنا العبيد بالمساواة. فما يمتلكه السيد هو ملك لكل واحد على (المشاع) . ان كل مقتنيات الامبراطور والمدينة والميادين والطرقات ملك مشاع لكل البشر وكلنا نستعملها على قدم المساواة. وهكذا الذهبي الفم هو انسان ايجابي ومتقبل للغنى والخيرات الارضية وموقفه تجاهها موقف ليس فقط معتدل دائما ايجابي ،لان كل هذه الخيرات هي هبة من الله . لذلك الذهبي الفم لا يقاوم الغنى ولكنه يراه عاملا واداة يمكن استخدامها بشكل جيد لهذا فحلوله لا تعطي فقط حلا روحيا او اخلاقيا وانما ايضا ( اكوتوميا اقتصاديا) ( شركة اقتصادية) . لذا يرى الذهبي الفم علاج امراض المجتمع من هذه الناحية في الوضع الذي وصفه سفر اعمال الرسل ( لقد جحدوا ممتلكاتهم الخاصة وفرحوا بذلك لانهم عن هذا الطريق نالوا بركات اعظم … وتعبير هذا لي . وهذا لك \" الذي سبب حروبا كثيرة في العالم لم يعد له موضع في الكنيسة . فان الناس على الارض عاشوا (كملائكة الله في السماء ) . لو كان الانسان غني الدنيا عليه ان يعيش كجائع كما كان بولس الذي عرف ان يعيش فقيرا لما كان محتاجا ولما كان في بحبوحة فلم تضره لا العوز ولا الراحة . كذلك هكذا عاش داود داخل قصوره كجائع وكفقير ايضا ايوب البار الانسان الحكيم المدبر الامين عاش في بحبوحة كمحتاج . ويريد الذهبي الفم ان يحقق في العلم النموذج الذي عاشت به المجتمعات الرهبانية وكان يتمثل في ذهنه الجماعة الرهبانية الصغيرة في انطاكية او القسطنطينية. وفي عظاته كان يحاول ان يشرح كيف ان الجحد الارادي للملكية وتزيعها بالتساوي يمكن ان يسد احتياجات المجتمع . وهذه هي الطريقة التي كانت تنظم بها ممتلكات الكنيسة في ذلك العصر. فقد كانت تعتبر ملكية على المشاع وكانت توزع بواسطة الاسقف . فجزء منها كان يخصص لصيانة الكنائس ولسد احتياجات الكهنة ، ومعظمها كان معتبرا انه ( ملك للفقراء). لذلك في نظره الغني عليه ان يكون ايضا بسيطا قليل الحاجات وان يعيش في ممتلكاته الكثيرة كفقير لايملك كل ما ما يملكه الغني ذيادة عن الفقير هو فقط ان يدير لمهمة المؤتمن عليها ان يعرف ان يتصرف بالخيرات اي انه لا يزيد عن الفقير بان يملك شيء ما لذاته وان باماكنه ان يستخدم كل هذه الخيرات لراحة الشخصية . اذ ان الغنى لا يفيد الا في شيء واحد وهو ان يصرف على الاخرين هذا هو التدبير الحكيم وحكمة العبد الصالح ،بان استخدام المال بهذا الشكل هو استجابة الى محبة الله للبشر. وكان ذهبي الفم يؤكد ان مثل هذه ( الاشتراكية ) في الممتلكات يمكن ان تكون ذات تأثير حقيقي، فقط اذا كانت ارادية واذا كانت تعبيرا عن جحد حقيقي للذات وعن المحبة الحقيقية. وكل هذا يفترض مسبقا درجة عالية من الكمال والتقدم الروحي . انه التعبير المثالي والمطلق للمحبة المسيحية . الا ان الذهبي الفم كان قانعا بما يطلبه من صدقات كريمة واعمال المحبة. ان مفهومه عن المحبة متسع جدا يمتد من المساهمة المادية الى التعزية والمعاونة الروحية ( ألا يعتبر ايضا عملا من اعمال المحبة للنفس حينما يسعى انسان الى ان يحرر انسانا من ضيقاته بعد ان كان مسحوقا من الحزن ، ومهددا بخطر جسيم ومستعبدا تحت نيران الشهوة ) . لذلك بالنسبة للذهبي الفم الحل للمشاكل الاجتماعية لا يقوم على الثورات انما بتطبيق الكلمة الانجيلية ( مجانا اخذتم مجانا اعطوا) اي النسك ولللاملكية . اذا الحل برأي الذهبي هو ذوو اسس اسخاتيلوجية يعتمد على المحبة والنسك وهكذا يفترق عن الحلول التي ظهرت في الحركات السياسية والمعتمدة على اسس اقتصادية. وايضا براي الذهبي الفم المجتمع يجب ان يكون كعائلة مثل اولاد متساويين في عائلة واحدة ، الجميع حيث الجميع ياكلون ويشربون وينعمون ليس مما لهم وليس مما للاخرين ولكن مما للجميع للابيهم الواحد. هنا الذهبي الفم لا يكرز بالاشتراكية ولكن يكرز بالاقنية لا يكرز بمجتمع لا طبقية فيه ولا تعدي وانما بما هو اكثر بمجتمع اسخاتولوجي مرتبطة ليس بالانظمة وانما بالمحبة. ومن هذا المنطلق يؤكد القديس يوحنا الذهبي لفم على المحبة بتعبيرها العضوي اي الاحساس بالانتماء الى الجماعة والمسؤولية المشتركة للاعضاء . لذلك فهو يعتبر اعمال المحبة امرا لا يمكن الاستغناء عنه وهو اساسي في الحياة المسيحية . ( فالمحبة هي هدف ومعنى المسيحية) . اما القديس باسيليوس أتى وصرخة بصرخة عالية ضد كل ما هو فاصل بين الغني والفقير. فهو أظهر للغني ما هي حالته، وأظهر للفقير ما هو وضعه إن كان في هذه الحياة أم في الحياة الآخرة. فهو عاش الفقر، الفقر المادي ليغتني روحياً، خلال حياته الرهبانية ليوضح لكل إنسان يسعى للوصول إلى الحياة الثانية والجلوس في أحضان إبراهيم، كما كانت حال لعازر الفقير الوارد في إنجيل لوقا (19:16-31). في احدى عظاته ( أدبيات – 76) يقول : \" \" لا تخف ولا تيأس، فأنت يا من يعيش وضيعاً مرذولاً. أنت فقير ابن فقراء دون بيت ولا عائلة، أنت ضعيف وتفتقر إلى خبزك اليومي.ترتجف أمام الأقوياء وتخاف الجميع بسبب ذُلِّكَ وتواضع حياتك. . انهض وارفع نظرك إلى الله واشكره على نِعَمِهِ لك. وتأمل بالخيرات التي أعدها الله لمحبيه. ألست ابناً لله؟ إذاً فهذا يكفيك. . وبما أنك على صورته يمكنك أن تبلغ كرامة الملائكة. . أليست كل الحيوانات على هذه الأرض، الأليفة والبرية، وكل ما يحوي البحر وما يطير في الهواء تخضع لك؟.. تأمل وأدرك أنَّ هذه إنعامات خصَّ الله بها الطبيعة الإنسانية. أضف إلى ذلك ما هو أسمى بكثير، الله ذاته بيننا، والروح القدس يوزّع مواهبه على كل أحد. فالموت أبيد، وانتعش أمل القيامة وفُتِحَت لك أبواب السماء، فأصبح بإمكانك بلوغ المراتب الإلهية ودخول الملكوت. ها الأكاليل والجوائز السماوية معدَّة لمن يكتنز الفضيلة ويعمل بوصايا الله. \" من خلال هذه العظة للقديس باسيليوس، نرى أن القديس باسيليوس يركز على نقطة أساسية وهي أن الإنسان هو ملك، ملك على كل المخلوقات الأرضية، وهو ليس بفقير، أي أنه لا يملك أي شيء. فهو، كما خلقه الله على صورته ومثاله، يملك ما لا يستطيع أن يملكه أي غني بأمواله. فالأموال التي هي بيد الأغنياء لا تساوي أي شيء، مهما كثرت ومها بلغ حدها من الاتساع له، لا فرق بين كبير وصغير، ولا بين غني وفقير، فاتحاً لها أبواب الملكوت. وإذا تأملنا في بعض العظات التي ألقاها القديس باسيليوس: }\" لا تخف أيها الفقير ولا تتباك أمام الأغنياء. اعتمد على نفسك واستثمر الوزنات التي وهبك الله إياها لكي تعيش. بِعْ كلَّ شيء عندك: الأواني، ثيابك، حصانك وأثاث بيتك، واشتر حريتك وكرامتك. لا تقرع أبواب الأغنياء الآخرين، * فبئر جارك هي فارغة دوماً * (أمثال23/27) الأفضل أن تعيش فقير من أن تستغني فجأة بسبب إحسان غيرك. . \". \" إنَّ الفقر ليس عيباً.

فلماذا تذهب لتستدين من الغير. إنك لا تداوي الجرح بجرح آخر؛ فالدَين ليس دواء الفقر. لك يدان، عندك مهنة، فاستفد منها لمعاش قليل. . \". من خلال هذه المقاطع نرى أن القديس باسيليوس يوجه المؤمنين إلى عدم القنية والزهد في الحياة. فالفقر ليس بعيب ، فليس عليك أيها الفقير أن تبكي حالك أمام الأغنياء، فكل إنسان عنده وزنات في حياته أعطاه إياها الرب، فعليه أن يحسن استخدامها. فالقديس يعطي أكبر مثال في حياته فهو باع كل ما يملك ووزعه على الفقراء، وجعل حياته أكبر مثال في التواضع وعدم الملكية اذا ان الغنى والفقر بفضل النظرة الاسخاتولوجية للقديس يوحنا الذهبي الفم لا يصنفان لا في الصالحات ولا في السيئات واما في مصاف الامور الحيادية وذلك لان الاسلوب استخدامها انما هو الذي يحدد نتائجها الصالحة او السئية لانه في النظرة الاسخاتولوجية هو الوصول الى الفضيلة والفلسفة بمعنى الحياة الروحية المسيحية .اذا عندها الغنى يرتب ويصنف في الامور الحيادية لان الخير الناتج عنه او الشر ليسا من طبيعته لكن كما يقول : من الذين يستخدمونه يصير خيرا او شرا . الغنى يفيد فقط عندما يتواجد مع حياة الفضيلة . منقول من . http://www.alsiraj.org/blog/archives/295 نصلى من اجل ان يعين الرب الاغنياء لكى ما يرحموا الفقراء وان يعطى الرب رفعه فالعقول حتى لا يكون فقيرا فالعق لان فقر الجيب اهون من فقر العقل


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع