الأقباط متحدون | من بين القبور...!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٢٤ | الجمعة ١٢ اغسطس ٢٠١١ | ٦ مسرى ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٨٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

من بين القبور...!

الجمعة ١٢ اغسطس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم: المحامي نوري إيشوع

بكآبة لا توصف, بقلبٍ يعتصر من الألم, بعيونٍ تنهمر منها الدموع و تسيلُ على الخد كشلالٍ لم تتوقف مياهه منذ القِدم, بإيادٍ ترتجف من الغم و الحزن, دونتُ هذه الكلمات, و أخرجتُ نفسي من فلك الآهات التي تُثقل كاهلي و كاهل كل إنسان ينشد السلام و الآمان, على ما يفعله أعوان إله هذا الدهر الجبان, هؤلاء القتلة الذين باعوا أنفسهم للخطيئة و الجريمة.
دونتُ هذه الكلمات لتكون كصرخةِ نجدة و غثاء للذين ينادون بالحريات الدينية و الشخصية و بيدهم السلطة و القرار, رسالة للذين يدعون بشفاههم بان ما يؤمنون به يدعو الى التسامح و احترام الاديان, ليقفوا بالمرصاد إن كانوا صادقين, و يقصدون ما ينادون به في العلن, للذين ينحرون الناس الآمنة ويجعلون دور عبادتهم ركاماً و أجساد المصلين أشلاء و هم يؤدون صلاة الشفاعة و الرحمة حتى لمرتكبي هذه الجرائم الشنيعة و لفاعلي هذه الأعمال البشعة و الرهيبة.


بحزن عميق, رأينا كنيسة العائلة المقدسة في العراق تٌدك بإيادٍ قذرة, و بعقول مريضة, و بقلوب وحشية تدفعهم الى الهرولة لارتكاب المزيد من المجازر اللأنسانية ضد أُناس عزل, ليفوزا بالخطيئة و يمارسونها بترخيصً رسمي من إله الرذيلة و الجريمة و السلب و النهب و الأغتصاب.
من بين القبور, سمعوا صوت الترانيم و شموا رائحة البخور, من بين القبور, سمعوا هديل الحمام الذي ينادي للمحبة و السلام, من بين القبور, أرتعدوا و خافوا من صرخات الدعاء و الصلاة للفادي لينشر العدالة في العراق. من عالم الجريمة و الإضطهاد, أوقد البغاة نيران حقدهم على البشرية جمعاء, بعد أن أرعبتهم أضواء الشموع المنبعثة من كنيسة العائلة المقدسة, فجن جنونهم و لبوا النداء, نداء القتل و هدر الدماء, نداء قتل الطفولة التي لا تعرف ألا التسامح و النقاء.
من بين القبور خرجوا كالجرذان, هللوا و كبروا, توعدوا ففجروا و دمروا, قتلوا و حرقوا و خبروا العالم بانهم طغاة متعطشين للدماء, لانهم هكذا تربوا و ترعرعوا, هكذا أقتدوا و نفذوا.


قتلة و قاطعي طرق, دربوهم على الحقد و الكره, رضعوهم حليب الجريمة و رفض الآخر, زرعوا في صدورهم قلوباً صخرية لا تعرف الرحمة و الشفقة, علموهم الرقص على الأشلاء و نشوة الفرحة لرؤية الدماء, بشروهم بنصرٍ في الحياة و الممات ليستقبلهم الجبار خالق المتعة كشهداء, فتتلقاهم حور العين و يسبحون في انهارٍ من الخمر و حدائق من الشهد و يضيعون في عالم النساء.
مرة أخرى, خرج المارد من قمقم مغطى بالدرن و الغبار, خرج ينهق و يصرخ هلموا الى لقتل الأعداء, طالبي المحبة و التسامح, الذين يصلون الى الله من أجلنا و من اجل توبتنا و خلاصنا, ليخرجنا من هذا العالم الفاني و ينتشلنا من الخطيئة و هذا الشقاء. هلموا يا أعواني الى قتل الأنسان و لا ترحموا حتى الطفل الحاني, قبل أن ينتصر صوت المحبة علينا فتفتح عيوننا و نعرف الفادي و ننعم برؤية أنوار خلاصه و ننعم بهدية فدائه للبشرية جمعاء!
ينطبق على هؤلاء الوحش البشرية ما جاء في الكتاب المقدس في يع 4: 4-5
" 4 ايها الزناة والزواني اما تعلمون ان محبة العالم عداوة لله.فمن اراد ان يكون محبا للعالم فقد صار عدوا لله. 5 ام تظنون ان الكتاب يقول باطلا.الروح الذي حل فينا يشتاق الى الجسد."

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :