بقلم: جميل جورجي
كنيسة القديسين بمدينة الاسكندرية تعرضت لأحداث دموية أكثر من مرة وأصبحت ذات شهرة عالمية كبيرة فجميع مسيحي العالم الان يعرفونها جيدا وكذلك ذكرها بعض رؤساء العالم في خطاباتهم الرسمية للتعبير عن تضامنهم مع الأقباط ولاستنكارهم للعنف الصادر بحقهم لأسباب بسيطة الا وهي أنهم أحفاد الفراعنة وأصحاب الأرض الأصلين ولأنهم لا يعرفون العنف أو يتبنونه كأسلوب لحمايتهم أو لتحقيق مطالبهم فهم شعب يدعو للمحبة والسلام مهما تعرض لاضطهادات علي مر العصور.
فالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ذكر في خطابه يوم 7 يناير 2011 انه فيما مجموعة من الأقباط مندمجين في الصلاة لتوديع عام ميلادي واستقبال عام جديد بكنيسة القديسين بالإسكندرية تم استهدافهم بقنبلة حرب أدت الي استشهاد بعضهم وتقطيع أجسادهم الي أشلاء صغيرة تطايرت لارتفاعات كبيرة في كل الاتجاهات وجرح عدد كبير بجروح وإصابات خطيرة ومتعددة محدثة بهم عاهات مستديمة ومنهم من فقد أعضاء من جسده وذلك في محاولة للقضاء علي الأقباط وبث روح الرعب والخوف فيهم واجبارهم علي الهجرة وترك مصر وأخلاء منطقة الشرق الأوسط من المسيحين.
في جلجثة أورشليم سالت دماء السيد المسيح من أجل البشرية جميعا وفي جلجثة الاسكندرية سالت دماء البشرية من أجل السيد المسيح.
في جلجثة أورشليم ضرب السيد المسيح بالسياط والحربة من أجل البشرية وفي جلجثة الاسكندرية ضربت البشرية بقنبلة حربية من أجل السيد المسيح.
في الجلجثتين سالت الدماء والدموع أنهار وكان هناك البكاء والعويل.
في جلجثة أورشليم حمل السيد المسيح أكليل شوك علي راسه وفي جلجثة الاسكندرية حمل أبناء المخلص أكاليل شوك في أجسادهم من عاهات مستديمة وإصابات خطيرة غيرت مجري حياتهم لقد شاركوا فاديهم الآلام والموت كما فعل كاروزهم مار مرقس من أجل التمسك ونشر الايمان المسيحي .
فهناك ناحت النفوس وبكت العيون ورغم هول وفجيعة الحدث وشدة الآلام امتلأت النفوس بالرجاء والثبات والتمسك بالإيمان المسيحي فالهنا أقوي من الموت بل وقاهره ورجاءنا أقوي من الاحزان ومبددها.
لقد تم وضع الشهداء جميعا في مقبرة واحدة في دير مار مينا مماثلة لمقبرة ال49 شهيد بدير الانبا مقار فماذا سنقول للأجيال القادمة عنهم وعن قصة استشهادهم التي لم يحدث فيها أي تحقيقات أو معاقبة للجناة كما حدث مع مخلصهم فقد أسلموا للموت بيد أثمة مثل مخلصهم معتقدا قاتلهم أنه يقدم خدمة لله
يجب أعادة فتح التحقيقات في هذا العمل الإجرامي الكبير لكي يذكر لنا التاريخ أن قضاءنا حكم بين الناس بالعدل أم سنقول للأجيال القادمة أنه كانت هناك حكومة مصرية حاقدة متطرفة دبرت ونفذت هذا العمل الاجرامي وعدالة السماء أطاحت بها بعد عدة أيام من جريمتها بثورة شبابية شهد لها العالم أجمع
قد يكون في كل مدينة مصرية أكثر من مذبح تقام عليه القداسات ولكن الآن أصبح عندنا في أكثر من مدينة مصرية بها جلجثة سالت فيها دماء الابرياء من أجل الايمان المسيحي في عهد مبارك الدموي.
ان اضطهاد الاقباط علي مر العصور لم يجعلهم يندثرون بل ذاد ايمانهم بالسيد المسيح وجذب كثيرين له وأصبحت الكنيسة القبطية من أشهر كنائس العالم من جهة الروحانية العالية والتمسك بكلام وتعاليم الانجيل.
أنني أدعو السيد رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة والسيد النائب العام من خلال هذه السطور الي أعادة فتح التحقيقات في هذه الجريمة البشعة ليحفظ لمصر كرامتها وسمعتها ويبرهن بالدليل العملي أن من فعل ذلك لن ينجو من عقاب الأرض قبل عقاب السماء ويقطع الطريق علي من يطالبون بمحاكمات دولية وحماية دولية لأقلية مسالمة وأن مصر في طريقها لتكون دولة مؤسسات وأن عصر الأفراد أنتهي بلا رجعة فالولاء للوطن أهم من الولاء للقائد.