بعد 210 أعوام.. مطالبات باعتبار يوم داروين عطلة رسمية
أخبار عالمية | الشروق
٤٥:
٠٩
م +02:00 EET
الاربعاء ١٣ فبراير ٢٠١٩
اهتزت معتقدات بريطانيا الراسخة حينما نُشرت أعمال تشارلز داروين لأول مرة عام 1859، إلا أن الكثيرين يحتفلون في عشرات الفعاليات حول العالم بيوم لداروين، بينما ارتفعت الأصوات المطالبة في الولايات المتحدة باعتبار يوم داروين في 12 فبراير من كل عام عطلة رسمية.
ومع المطالبة بتنقية صفوف العلوم في المدارس العامة من نظرية الخلق، قال السيناتور ريتشارد بلومنتال عن مشروع القرار 63 لمجلس الشيوخ الأميركي: "إنني فخور بالدفاع عن تشارلز داروين وعلماء وباحثين لا حصر لهم صعدوا وأقاموا على اكتشافاته الرائعة وإنجازاته العظيمة"، وقال النائب جيم هايمز عن القرار 123 للكونجرس إن داروين يمثل قدرة العلم والعقل على تغيير عالمنا ونظرتنا لكل شيء.
كان أعضاء كثر بالكونجرس الأميركي قد تقدموا بمشاريع قرارات لمجلس النواب بخصوص يوم داروين، النائب بيت ستارك في 2011، راش هولت في 2013 و2014، وجيم هيميس في السنوات اللاحقة وفعلها هيميس ثانية هذا العام وتقدم لمجلس النواب بالقرار 123، وهي قرارات معروفة بقرارات يوم داروين، تخليدا لذكرى ميلاد عالم الأحياء الشهير تشارلز داروين كاحتفال وطني للتطور والعلوم.
قال هيميس: بالنظر إلى أن هذا القانون لا يتطلب أي أموال ولا يغير أية قوانين، وهو تأييد مباشر للعلوم، يجب أن يمر دون مشكلة، لكن 18% من البالغين الأميركيين يرفضون فكرة التطور تماما، وقالوا إن الإنسان موجود منذ الأزل بهيئته الحالية.
وأمام أسئلة أخرى في نفس الاستبيان رأى 8 من كل 10 أن الإنسان تطور مع الزمن، وقال 48% من البروتستانت إن عملية التطور الإنساني خضعت لإدارة إله أو قوى أعظم، واتفق على هذا الرأي معظم الكاثوليك في هذه الدراسة، وشاركهم الاتفاق نحو الربع من أصحاب البشرة السمراء.
وفي استبيان خاص بالعلماء قال 98% إن التطور الإنساني مرتبط فقط بمرور الزمن، ويعتقد 46% من البيولوجيين أن الإنسان نشأ ليتطور في عملية خاضعة للانتقاء الطبيعي.
وتطرح نظرية داروين أن البشر ليسوا إبداعات خاصة فريدة، بل نوع واحد بين العديد من الأنواع المترابطة في مملكة الحيوان مع النظم البيئية المتنوعة على هذا الكوكب.
ولا يرى داروين في كتابه "الانتقاء الطبيعي أصل الأنواع" أن التغيرات تحدث للحيوانات بين عشية وضحاها، بل من جيل إلى آخر، وتختلف الحيوانات بعد التطورات والتغيرات لكنها لا تصبح نوعا جديدا، فالأمر أشبه بتحديثات البرامج، ولأن الهدف الرئيسي هو البقاء فبعض هذه التغيرات والتطورات تكون لتحقيق الهدف والبعض الآخر يؤدي لتلاشي النوع.
ورغم استقرار الأبحاث البيولوجية على أن الانتقاء الطبيعي خلق أنواعا جديدة بدعم من الفهم الحديث لعلم الوراثة، ومع انتهاء الأبحاث الجيولوجية إلى أسس علمية تقدر عمر الأرض بمليارات السنين، إلا أن داروين ألحق نظرية الانتقاء الطبيعي بنظرية أخرى تحاول تفسير التباين بين أفراد النوع الواحد، كذلك لم تجد نظريته الطبيعية طريقها للدواوين العلمية إلا بعدما توصل جيولجيون وفلكيون لتقديرات علمية تحسب عمر الأرض بعشرات ملايين السنين في ستينيات القرن 19.
الكلمات المتعلقة