الأقباط متحدون - صعود وسقوط الرايخ الثالث
  • ١٦:١٣
  • الجمعة , ١٥ فبراير ٢٠١٩
English version

صعود وسقوط الرايخ الثالث

محمد حسين يونس

مساحة رأي

٥٩: ٠٧ م +02:00 EET

الجمعة ١٥ فبراير ٢٠١٩

ارشيفية
ارشيفية

 محمد حسين يونس

 
صعود وسقوط الرايخ الثالث
في 25 فبراير 1986م تظاهر الآلاف من مجندي الأمن المركزي في معسكر الجيزة بطريق الإسكندرية الصحراوي احتجاجًا علي سوء أوضاعهم وتسرب شائعات عن وجود قرار سري بمد سنوات الخدمة من ثلاث إلي خمس سنوات.
 
في ذلك الزمن فرضت الأحكام العرفية .. و حظر التجول .. و جلست في المنزل .. أقرأ كتاب صعود و سقوط الرايخ الثالث .. ثم كتبت ملخصا له ضمنته بعد ذلك في كتابي (( قراءة حديثة في كتاب قديم )) الذى نشرته مكتبة مدبولي .
 
خلال الايام القادمة .. سأقدم لحضراتكم هذا الملخص علي أجزاء .. لنتعرف علي المصدر الرئيسي الذى تم صياغة نظامنا السياسي علي نمطه . أرجو أن يكون حافزا لقراءة النص الأصلي.
 
مقدمة :
التاسع من أبريل عام 1938 أى فى الليلة التى سبقت يوم استفتاء شعبى ألمانيا والنمسا على الوحدة التى فرضتها قوات الغزو النازى عليهما .. وقف هتلر فى الرايشستاج الألمانى يلقى خطابا هاما بصوت تخنقه العاطفة متوسلا
 
(( أيها الشعب الألمانى امنحني أربع سنوات أخرى عساى أحقق لك فيها ما تتوخاه من استغلال للاتحاد الذى أقمناه لمصلحة الجميع )) .
 
قوبل هذا الحديث العاطفى بعاصفة مدوية وطاغية من التصفيق والاستحسان بحيث تضاءلت أمامها جميع انتصارات الفوهرر السابقة من فوق هذا المنبر .
أكمل متجاهلا أن الاستفتاء لم تظهر نتيجته كما لو كانت أمرا مفروغا منه .
 
(( أعتقد أن إرادة الله هى التى شاءت أن تبعث بشاب من أبناء هذه المدينة الى الرايخ ودفعته فى معارج النهوض ورفعت من شأنه ليصبح زعيم الأمة وليتمكن من ضم وطنه الى حظيرة الرايخ )) .
 
(( هناك إرادة أسمى من إرادتنا ولسنا فى الحقيقة الا وكلاء لها .. وعندما نقض الهر شوشينج ( رئيس وزراء النمسا ) وعده فى التاسع من مارس شعرت آنذاك وفى تلك اللحظة أن نداء العناية الإلهية قد قرع بابى ولم أجد فى كل ما وقع من الأيام الثلاثة التالية إلا تحقيقا لمشيئة العناية الإلهية ورغباتها . ولم تنقض أيام ثلاثة حتى كان الرب قد أصابهم بغضبه وشاءت العناية الإلهية أن تمنحنى القوة لأجعل من خيانتهم للعهد سبيلا لتوحيد وطنى مع الرايخ )) .
 
(( وانى لأتطلع الى الله بالشكر الآن لأنه سمح لى بالعودة الى وطنى ولأنه أراد أن أقوده الى حظيرة الرايخ الألمانى والآن أسأل الله أن يمكن كل ألمانى من إدراك هذه الساعة وتقدير أهميتها وأن يمكنه من الوقوف خاضعا أمامه جل شأنه ليشكره على المعجزة التى حققها لنا فى غضون بضعة أسابيع )) .
 
وسرعان ما قفز ستمائة نائب كلهم من الذين عينهم هتلر شخصيا ومن الرجال الذين يحملون أجساما كبيرة ورقابا منتفخة وشعورا مجزوزة وكروشا ضخمة ويرتدون بذات بنية و أحذية ثقيلة ... على أقدامهم كالآلات الذاتية الحركة يمدون أذرعهم اليمنى بالتحية النازية ويصرخون (( هايل هتلر )) بصوت واحد قوى .
 
وفى اليوم التالى كانت نتيجة الاستفتاء موافقة 99.75 % من الشعب النمساوى المحتل و 99.08 % من الشعب الألمانى الغازى .. على الوحدة .
 
إذا تأملنا تلك السطور التى تم نقلها من كتاب وليم شيرر ((صعود وسقوط الرايخ الثالث)) فإننا سنجد أنفسنا وجها لوجه مع الملامح الأساسية التى سيطر بها ديكتاتور الرايخ الثالث على شعبه وتحكم بواسطتها فى مقدراته والتى أصبحت بعد ذلك دستورا لكل من صورت له خيالاته بأنه مبعوث العناية الإلهية والمحقق لإرادتها فى وطنه .(( و إلي الغد )).
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع