الأقباط متحدون - قصة مكالمة من القذافي فــجرت غضــب السادات وكشفت شبــكة دعــارة ميمي..
  • ٢٣:٤٧
  • الجمعة , ٢٢ مارس ٢٠١٩
English version

قصة مكالمة من القذافي فــجرت غضــب السادات وكشفت شبــكة دعــارة ميمي..

فن | cairo30

١١: ٠٩ م +02:00 EET

الجمعة ٢٢ مارس ٢٠١٩

قصة مكالمة من القذافي فــجرت غضــب السادات
قصة مكالمة من القذافي فــجرت غضــب السادات

 كتاب التاريخ المصري الحديث مليء بالقصص والحكايات التي تجهلها الأجيال الجديدة بسبب هوس عالم الإنترنت وشبكات مواقع التواصل الاجتماعي، والاكتفاء بعناوين الأخبار دون قراءة التفاصيل.

 
حقبة السادات
وتعد فترة حكم الرئيس الراحل أنور السادات، من الحقب التاريخية الثرية والمليئة بالقصص والحكايات الشيقة والتي تثير نهم القارئ للاطلاع عليها بهدف الوقوف على أسـ ـرارها ما حملته من كواليس.
 
ولعل قضية الدعـ ـارة التي اتهمت فيها الفنانة الراحلة، ميمي شكيب، والتي عرفت إعلاميا بـ”شبكة الرقيق الأبيض”، تعد من أهم فصول كتاب تاريخ حقبة حكم السادات.
 
والذي شهد نهاوية مأسوية بسقوط الفنانة صاحبة الجمال الصارخ في زمنها من شرفة منزلها بمنطقة وسط البلد وتعددت الروايات بين القتل أو الانتحار.
 
ليظل الوحيد العالم بأسرارها بعد الخالق، ضابط ليبي يدعى عبدالسلام جلود، يعد من أبرز رجالات معمر القذافى، ويرقى لتسميته بـ«الصندوق الأسود» لما يحمله من إصرار شملت عمليات استخباراتية وصلت لحد الاغتيال.
 
هو الاتهام الذي وجهته له لبنان العام الماضى بعدما أصدرت مذكرة توقيف بحقه ضمن التحقيقات في اغتيال الإمام موسى الصدر ومعاونه في ليبيا.
 
مكالمة الغضب
المكالمة التي تسببت في ضبط ميمى شكيب في قضية الدعارة، حسب الروايات المنشورة، جاءت بالصدفة بعدما تعددت زيارات عبدالسلام جلود رجل القذافى إلى القاهرة، بذريعة متابعة مكتب تنسيق بين البلدين عقب حرب أكتوبر 73، الأمر الذي أثار شكوك الجهات المصرية.
 
وقررت وضعت اتصالاته تحت المراقبة، وفى أحد المكالمات تطرق القذافى إلى أسرة السادات وتحدث مع جلود عنهم بطريقة غير لائقة ووصفهم بـ”المتفرنجين” –إشارة إلى التحرر في الملابس والعادات تقليدا للغرب-.
 
وأثيرت الشكوك أنه ضمن المكالمات التي كان يجريها «جلود» تم رصد اتصال لسهرة حمراء في شقة الفنانة الشهيرة، التي تحولت إلى مزار لشخصيات بارزة تبحث عن الاستمتاع وسط «غابة السيقان البيضاء».
 
شهادة السعدنى
رواية ضابط السجون «أكرم السعدني» الذي كان شاهدًا على فصول الواقعة، قال فيها: « حدثت ضجة عظمى في بدايات السبعينيات عندما أعلنوا عن سقوط شبكة للآداب تضم عددا كبيرا من الفنانات تقودها ميمى شكيب وبالطبع كان وقع هذا الحدث علينا نحن ضباط الشرطة مختلفا تماما عن رجل الشارع.
 
ذلك لأننا نعلم مدى حساسية الاقتراب من المشاهير فهم في الأغلب أصحاب علاقات متشعبة ولديهم صداقات مع وزراء ووجهاء وأصحاب نفوذ وبعض أهل الفن والأدب أو الصحافة تجد علاقاتهم ترتفع لتطال أعلى مسئول في الحكم ولذلك عندما تسقط شبكة للآداب ويكون المتهمون .
 
فيها من الفنانات الشهيرات هذا الأمر بالنسبة لرجل الشرطة له مدلول فأنت لا تستطيع الاقتراب من هذه الكوكبة إلا بناء على توجيهات عليا ومن جهات رفيعة المستوى في دوائر الحكم.
 
بالطبع استمعنا جميعا إلى ما جرى من خلال الجرائد وكنا نتابع التفاصيل مثلنا مثل بقية خلق الله من مصدر أوحد في ذلك الزمان وهو ما يسمح بنشره في الجرائد والمجلات.
 
حيث لم يكن في هذا الوقت لا فضائيات ولا توك شو ولا إنترنت وفيس. وهكذا كان مصدر المعلومة واحدا وهو بالطبع محل ثقة وتقدير من القراء..
 
ولكن فجأة تحولت من قارئ للقضية إلى مسئول عنها، فقد أخطرت من قبل رؤسائى بأن شبكة آداب على مستوى العالم العربي في طريقها للإقامة في سجن القناطر للنساء وأن توصيف القضية شامل لكل جرائم الآداب المعروفة من إدارة إلى تحريض إلى ممارسة وأن الشبكة في الطريق إلى السجن ومعها المسئولة القيادية عنها الفنانة ميمى شكيب.
 
وبدأت الحكاوى تنتشر في السجن والنميمة تتبادلها السجينات مع السجانات وحتى الضباط شاركوا في الأمر.. البعض منهم بدأت علامات الشوق للقاء ترتسم على وجهه وبالطبع قمت بفض هذا المولد.
 
حيث إن سجن النساء كما أسلفت لايوجد به غير ثلاثة رجال فقط لا غير وليس مسموحا لغيرهم بالعمل أو الاقتراب من السجن، ولكن الحق أقول أننى لم أستطع أن أمنع سيل الكلام الذي بدأ ينهمر، فأحدهم يؤكد أن هذه الشبكة لاتضم بعض الفنانات فقط.
 
ولكن أيضا مضيفات وسيدات على قدر عظيم من الجمال وأن نفوذ هذه الشبكة ونشاطها امتد لخارج حدود الجمهورية وأصبح يمارس نشاطه على مستوى الدول العربية.
 
واستمعت إلى تعليق من إحدى السجينات وكانت محبوسة على ذمة قضية دعارة وهى تقول: يا بيه «الوحدة» اللى السياسيين دابوا علشان يعملوها في سنين وفشلوا..
 
إحنا حققناها بمعرفتنا بس إحنا اشتغلنا على مستوى الشعب لكن الوارد اللى جاى – تقصد الفنانات – دول هما اشتغلوا على «الهاى» واستعدت السجينات لعمل استقبال حافل يليق بالشبكة القادمة وهذا أمر لا نستطيع أن ندخل فيه.
 
ضيف من الوزن الثقيل
لأنهم داخل السجون وفى حالة ورود ضيف من الوزن الثقيل يقومون بعمل استقبال يليق به «الزفة» وفيها يتم تأليف كلمات الأغانى التي لابد أن تشمل اسمه وأعماله الفنية وتنتهى دائما بالترحيب بالضيف الجديد ولم يكن أحد في إدارة السجن يستطيع أن يمنع مثل هكذا أحداث.. وأصبحت حكاية ميمى شكيب هي شغل السجن بأكمله من مساجين رجال إلى سيدات إلى حراس إلى أفراد إلى موظفين إلى ضباط.
 
بل حتى الزائرين كانوا يسألون عن الشبكة وأفرادها الكل يتكلم والعجيب أن كل من يتكلم لا يكتفي بسرد ما لديه من معلومات قرأها أو سمعها ولكن يقوم بعملية إضافة من خياله الواسع فإذا بنا بعد عدة ساعات قليلة من وصول الخبر نجد أنفسنا أمام مسلسل تركى يكفى للعرض .
 
لسنة كاملة وبالطبع كنت أسمع دون أن أشارك وانتظرت المعلومة من مصادرها الطبيعية.. وساعتها علمت الحقيقة كاملة دون تزييف فقد تبين أن هناك شخصية عربية صاحبة نفوذ رهيب في الجوار وهى ليبيا وأن هذه الشخصية – الرائد عبدالسلام جلود – كان يزور مصر بشكل دوري وتعددت زياراته لدرجة أنه لم يكن يمر أسبوع دون أن يزور القاهرة ولم يكن الأمر مستغربا، فقد كان يشغل أيضا منصبا مهما
 
في إحدى الهيئات التي تم إنشاؤها بعد الحرب وكان يمثل الجانب الليبى فيها وحدث أن السيد عبدالسلام جلود تناول في حديث له مع العقيد القذافى بنات الرئيس السادات وقال كلاما لايتفق مع المنطق وانتقد سلوك بنات السادات ونوعية الملابس التي يرتدينها وقال باللفظ إنهن متفرنجات وتم تربيتهن على طريقة الخواجات وكان «هناك كلام» آخر كما قلت لايتفق مع الحقيقة ولكنه بالنسبة للقياس على الأحوال
 
في ليبيا الشقيقة في ذلك الزمان كانت أمورنا كلها بالنسبة للقذافى والجلود هي العجب العجاب فقد كان القذافى ينتقد كل شىء ولايعجبه أي شىء على الإطلاق ولعلنا جميعا نذكر كيف أنه صاح في وجه ضيوفه من المسئولين المصريين وهو يحضر غداء رسميا وقال: بالله عليكم كيف تأكلون في مصر هذا «الدود» وتقدموه لضيوفكم.. وكان القذافى يشير إلى الجمبرى فأثار بالفعل ضحك الحاضرين.
 
بنات السادات
المهم أن الرئيس السادات والذي لم يسمع أحد عن بناته ما يسىء إليهن لا في حياته ولا بعد مماته وحتى ولده الوحيد جمال لا يستطيع مخلوق أن يتهمه بشىء على الإطلاق فلا هو أساء استخدام سلطة أبيه ولا مرافقته مواكب رئاسية ولا إحاطة حراس مدججين بالسلاح ولم نسمع عن
 
أية مغامرات نسائية لهذا الشاب.. بل إنه (هنا ينبغى أن نحيى الرئيس السادات والسيدة حرمه) لم يفكر جمال – وكان قادرا – أن يخترع لجنة سياسات ويتقدم الصفوف ويجمع المريدين.. أقول: لم يكن لهذا الشاب سيئات لا هو ولا شقيقاته البنات ولا حتى أخواته غير الشقيقات وبالطبع بلغت أسماع الرئيس
 
تفاصيل ما جرى بين عبدالسلام جلود ومعمر القذافى في مكالمة هاتفية وهنا تم إصدار أوامر عليا بتشديد الرقابة على المحادثات الهاتفية لعبدالسلام جلود بما يعنى وضعه تحت المراقبة الدائمة خلال الـ 42 ساعة.
 
زيارات جلود
وبالمناسبة عمل عبدالسلام جلود في «الهيئة» إياها لم يكن يتطلب حضوره شخصيا والقيام بهذا الكم الهائل من الزيارات للقاهرة فقد تبين أن السيد عبدالسلام جلود يقوم بالاتصال بأحد المتنفذين في نفس الهيئة (أشرف م) حيث يقوم الأخير على طريقة المرحوم استيفان روستى في الأفلام بعمل اللازم وتحضير الليالى الحمراء وما يصاحبها من مشروبات صفراء ومن جميلات النساء.. وهكذا بدأت خيوط الشبكة تتساقط..
 
المهم أن الأخبار وصلت إلى سجن القناطر بأن سيارة الترحيلات التي تقل شبكة السيدة ميمى شكيب في طريقها إلى سجن النساء.. والغريب أن عدد أعضاء الشبكة لم يكن يتجاوز عشر سيدات الجميع على جانب مثير من الأناقة وقدر عظيم من الجمال وإن كانت علامات الإرهاق بادية على الجميع بفضل
 
كثرة التردد على النيابات وإدارة حماية الآداب،وعلمت أن البعض تم إخلاء سبيلهن لعدم كفاية الأدلة أو لعدم استيفاء الإجراءات والبعض الآخر تم إخلاء سبيلهن بضمانات مالية.. وبحكم خبرتى التي بدأت تتراكم من العمل في سجن النساء لاحظت أن السيدات أعضاء شبكة ميمى شكيب كانت
 
رءوسهن مرفوعة وكأنهن زعماء للمعارضة أو قادة للرأى، لم ألحظ أي انكسار أو محاولة لإخفاء الوجوه بل العكس كان هو الصحيح، فقد كن جميعا سواء من بعض العاملات في مجال السينما أو المضيفات الابتسامة لاتفارق وجوههن والثقة الزائدة على الحد هي عنوان حديثهن الدائم والأعصاب الفولاذية
 
هي سلاحهن القوى، بل إن البعض كان يعاملنا بتعال وينظرن إلينا وكأننا كائنات عجيبة المفترض أن نقبل أيدينا على الوجهين لأن الحظ ابتسم لنا ووقعنا في طريقهن.
 
نهاية درامية
بعد نحو ستة أشهر من المحاكمة، في 16 يوليو 1974، حصلت “شكيب” وكل المتهمات على البراءة لعدم ثبوت الأدلة، وفي الحقيقة.
 
بعد الحكم ببراءتها ظلت على قيد الحياة ثمانية أعوام قاست خلالها الكثير، حتى تاريخ وفاته عام 1982 بعدما ألقيت أو ألقت من شرفة منزله بملابس النوم.