سلطت شبكة «سي إن إن» الأمريكية، الضوء على تأثير التغيرات المناخية وتسببها في تصاعد حجم المعاناة من الجفاف في بعض البلدان.

وحذرت الأمم المتحدة، أنه من الممكن أن يصل عدد الأشخاص الذين يعانون من الجفاف ونقص المياه إلى 5 مليار شخص بحلول عام 2050 بسبب تغير المناخ.

واستعرضت الشبكة الأمريكية، 5 أغذية يومية محاصيلها كثيفة الاستهلاك للمياه، تزرع في المناطق التي تعاني نقص المياه.

-اللوز في كاليفورنيا


تزرع ولاية كاليفورنيا في أمريكا حوالي 80 % من اللوز في العالم، ويستهلك اللوز 12 لترًا من الماء يومياً في المتوسط، وحوالي 2 تريليون لتر من المياه سنويًا، ويعتمد مزارعو اللوز في كاليفورنيا اعتمادًا كبيرًا على احتياطي الري والمياه الجوفية لسقي محاصيلهم بحسب يوشيدا وادا، نائب مدير برنامج المياه في المعهد الدولي لتحليل النظم التطبيقية.

ويساهم اللوز بشكل كبير في قلة المياه الجوفية وتدهور الأراضي، حيث أظهرت دراسة أجرتها جامعة كورنيل، أن مستويات المياه الجوفية في الوادي الأوسط، حيث تزرع معظم محاصيل اللوز، تنخفض بنحو نصف متر سنويًا، خلال الجفاف التاريخي الذي ضرب كاليفورنيا في عام 2011، ودام لمدة سبع سنوات.

ويتخذ العديد من مزارعي اللوز خطوات لخفض استخدام المياه، على سبيل المثال عن طريق استخدام أنظمة الري الصغيرة، والتي تطبق المياه مباشرة على جذور الأشجار.

الأفوكادو في تشيلي

في مدينة بيتوركا بتشيلي، يتطلب زراعة الأفوكادو ألفي لتر من الماء لينمو كيلوغرام من الأفوكادو، وفي العقد الماضي، زادت واردات الأفوكادو العالمية بأكثر من 10% سنويًا، وزيادة الطلب يضع عبئا على المزارعين الذين ضربهم الجفاف في مقاطعة بيتوركا الشيلية، الذين لجأوا إلى ضخ المياه الجوفية الاحتياطية.

وتتطلب أشجار الأفوكادو مياه على مدار السنة، والري هو السبيل الوحيد للحفاظ على إنتاج وتصدير الأفوكادو سريع النمو، واعتماد مزارعي الأفوكادو على الري بجانب تغير المناخ يمكن أن يهدد الأمن الغذائي في المنطقة -بحسب الشبكة الأمريكية.

قصب السكر في باكستان


في باكستان، 80 % من إمدادات المياه المستخدمة في زراعة قصب السكر تأتي من احتياطي الري والمياه الجوفية، وقصب السكر هو واحد من أكثر المحاصيل كثافة في استخدام المياه، حيث يستهلك الكيلوجرام الواحد من قصب السكر إلى 210 لتر من الماء في المتوسط، ويبلغ الاحتياج المائي للسكر المكرر 1780 لترًا من المياه لكل كيلوغرام.

في عام 2017، قال نائب المدير التنفيذي السابق لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنه "لا يوجد أي مبرر في باكستان يجبرها على قصب السكر".

وقال جاميسون إرفين، رئيس برنامج الطبيعة من أجل التنمية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: "بعد الدعم الحكومي لاستخراج المياه الجوفية فإن المزارعين لا ينظرون إلى المياه على أنها مورد ثمين".

الأرز في الهند


أشار التقرير إلى أن الأرز يستهلك 1670 لترًا من المياه لزراعة كيلوجرام واحد، حيث تعد الهند أكبر مُصدر للأرز في العالم، ولكن في بعض أنحاء البلاد، يستخدم زراعة الأرز المياه الجوفية بشكل أسرع مما يمكن تجديده.

وفي العام الماضي، ذكرت أبحاث أجرتها جامعة كولومبيا، أن أجزاء كثيرة من الهند تعاني من "استخدام سيء وكثيف للمياه في الزراعة"، مشيرة إلى أن زراعة الأرز في ولايتي البنجاب وهاريانا على وجه الخصوص يتطلبان كميات متزايدة من الري.

وارتفع معدل استنزاف المياه الجوفية في الهند بنسبة 23% بين عامي 2000 و2010، ويعيش مليار شخص هناك في المناطق الشحيحة بالمياه فيها، والعقدين المقبلين يعدان وقتًا "حرجًا" بالنسبة للبلاد لنقص المياه.

ويقترح باحثو كولومبيا زراعة حبوب بديلة كالذرة الرفيعة في بعض الأجزاء بالهند، لاستهلاك كمية أقل من المياه.

الموز في جمهورية الدومينيكان

يستهلك كيلو الموز في المتوسط 160 لترا من المياه، وتعد جمهورية الدومينيكان أكبر منتج للموز العضوي في جميع أنحاء العالم، حيث تمثل أكثر من 55 ٪ من الإنتاج العالمي، ولكن معظم المزارعين يعتمدون على طرق الري غير الفعالة في زراعتهم.

وتقع الدومينيكان تحت وطأة الجفاف الشديد الذي قلص إنتاج الموز في البلاد إلى النصف، وبحلول عام 2050، قد يتجاوز العجز السنوي في المياه 500 مليار لتر، وفقًا لتقرير صادر عن المعهد الدولي للتنمية المستدامة لعام 2013.