الأقباط متحدون - القس فيلوباتير يحمل سلاحاً
أخر تحديث ٠١:١٤ | الثلاثاء ١ نوفمبر ٢٠١١ | ٢٠ بابه ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٦٥ السنة السابعة
إغلاق تصغير

القس فيلوباتير يحمل سلاحاً


بقلم : مادونا شاكر

يبدوا أنه أصبح إدمان لدى الكثيرين من أعداء المواطنة والمدنية والحرية أن يسقطوا الأعمال الإجرامية التى يقوم بها البلطجية والإرهابيين منهم فى حق الأقباط على الأقباط أنفسهم


محاولين بشتى الطرق والأساليب أن يلبسونا العمة ويقلبوا الآية ليكون الجانى والمجرم هو الحمل الوديع اللى لا بيهش ولا بينش .. والمجنى عليه هو المجرم والخائن والمحرض الذى يحرض على قتل أخوته فى الإنسانية دون رحمة ويثير الفتن بين الناس .. وقد كانت مذبحة ماسبيرو خير دليل على ذلك الإسقاط والتبرير المرضى الذى إعتادوا عليه دوماً عندما نتحدث عن العدالة ونطالب بحقوقنا فى محاكمة المتورطين والمجرمين وبما أننا دخلنا عش الدبابير فلابد أن تخرج علينا بعض الفضائيات والمواقع والأقلام المسنونة تتهم القس فيلوباتير جميل والقمص متياس نصر والمستشار نجيب جبرائيل وكل من كان له دوراً بارزاً فى المسيرة السلمية يوم الأحد الدامى بأنهم المحرضين الحقيقيين فى هجوم الأقباط على قوات الجيش المصرى وأنهم من تسببوا فى هذه المذبحة وفى زعزعة أمن الوطن وسلامه .


من هذه الأقلام المسنونة مقال مستفز وبعيد عن الحيادية تماماً قرأته للأستاذ عماد الدين حسين بعنوان ( الإمبراطور فيلوباتير والجنرال جبرائيل ) وصف فيه أبونا فيلوباتير بالمحرض وإتهمه بإثارة الفتن وتهييج الأقباط منذ حادثة كنيسة صول حتى أحداث ماسبيرو بتهديداته وعنترياته التى كانت سبباً فى شحن الأقباط وما وصل إليه الحال .. ووصف المستشار نجيب جبرائيل بالجنرال وقال أنه يتصور أنه صار الحاكم بأمره ويعطى أوامر للحكومة لتنفيذ مطالب الأقباط .. حتى الإعلامية التى كنا نفترض فيها الموضوعية وقول الحق لميس الحديدى هاجمت المستشار نجيب جبرائيل فى برنامجها هنا العاصمة منذ إسبوعين تقريباً بطريقة عنصرية وفجة وكانت تشير بأصابعها أمام الكاميرا فى عصبية ملحوظة وتطلب منه أن يصمت ولا يتكلم لأن كلامه يثير فتن .. ونست أو تناست هذه الإعلامية الكبيرة أن تميز بين من يطالب بحقوق ضائعة لشعب مذلول وبين من يطالب بتكفير هذا وقتل ذاك .. غير تعليقات الأخوة المسلمين فى مواقع عدة والتى تنضح تعصب وتقطر سماً ناقعاً ضد الأقباط وتتحامل علينا وتتهمنا أننا فوق القانون ونريد أن نخربها ونقعد على تلها مستأسدين بالقوى الخارجية لحمايتنا .. مش عارفة أيه حكاية الفتن معاهم يظهر أنها عقدة مزمنة .. كل ما تكلم حد يقولك فتن طائفية .. يا ناس إرحمونا بقى من هذه المصطلحات المتهالكة وهذه الشماعة البالية التى تعلقون عليها أخطائكم ..

ولا هى حكاية موازنات وخلاص مادام فيه شيوخ يثيرون الفتن ويشعللوها نار لازم كمان يكون هناك قسس وأقباط يثيرون الفتن حتى لو لم يوجد لازم نلاقيهم بالعافية ما كل حاجة عندهم لازم تكون بالعافية والبلطجة عجبى !!! .. والملاحظ مؤخراً موضة الحملات ( يادى الحملات اللى مش هنخلص منها ) سواء للمقاطعة أو التشهير أو مقاضاة المغضوب عليهم .. فنجد الجبهة السلفية بتاعت أختنا كاميليا وتحرير الأسيرات المسلمات من الأديرة .. طلعت علينا من غير لا إحم ولا دستور و دعت إلى مقاضاة قناة الكرمة القبطية وأبونا فيلوباتير جميل .. زاعمة أن الأولى تطاولت على الإسلام والرسول وأبونا فيلوباتير بيدعوا إلى العنف وحمل السلاح .. مع أنه يوجد الكثير من القنوات الإسلامية المتفرغة لسب ولعن الأقباط ليل نهار وإتهامنا بتحريف الكتاب المقدس والإدعاء على قداسة البابا ولم نقم بمقاضاة واحدة منها ..

ويوجد عشرات الشيوخ اللذين يسبون ويلعنون ويكفرون ويحرضون على الأقباط وهناك ميلشيات منظمة وشباب سلفى مدرب يحمل السلاح الآلى وظهر ذلك بوضوح فى الهجوم على دير أبوفانا وحادثة إمبابة وماسبيرو وكل الحوادث تقريباً التى تعرض لها الأقباط كان الجناة يحملون الأسلحة النارية والقتلى من الأقباط ماتوا بالأعيرة النارية .. فمن أين لهم تلك الأسلحة التى يقتلون بها الأقباط ؟!! أم أنه تأتى إلينا كائنات من الفضاء الخارجى تقتلنا وتطير مرة أخرى .. أم أنهم يكذبون الكذبة ويصدقونها كسليم العوا الذى روج لوجود أسلحة فى الكنائس والأديرة وأخذوا يرددونها وراؤه كالببغاوات .. وللأسف الكل عامل نفسه شاهد ماشفش حاجة .. ولا أحد مما حمل السلاح وقتل هذه النفوس البريئة تم محاسبته أو تم توجيه أى إتهام للشيوخ المحرضين على هذه الأعمال المنافية للإنسانية .. والطريف فى الأمر أن الجبهة السلفية قدمت تسهيلات للعضو المتضامن معهم وتوصل الطلبات للمنازل عن طريق مندوبين الديليفرى .. وكشفت فى دعوتها عن أسماء الأساتذة المحامين المتبرعين لوجه الله لمقاضاة القناة وأبونا فيلوباتير وكتبت أرقام تليفوناتهم مشكورة ..

وزودت أوبشن المندوبين من جميع المحافظات لضمان المزيد من الإنتشار فى كل شبر من المحروسة ( مش عارفة ليه حكاية الإنتشار دى فكرتنى بإعلان المبيد الحشرى ريد اللى كنا بنشوفه زمان .. وكان بيقول ينتشر ويتوغل ويستمر ويتوغل وينتشر ويستمر ويستمر) وما على العضو المشارك سوى الذهاب لأقرب مكتب شهر عقارى وعمل توكيل للمحامى اللى يجى علي مقاسه أقصد المحامى اللى يجى على مزاجه ثم يتصل برقم المندوب القريب منه فيأتى إليه فى الحال ( تقريباً هيجيلوا طاير محدش يقولى إزاى ) علشان يستلم منه التوكيل وبكده يكون شارك فى إنقاذ الوطن والنسيج الوطنى اللى صدعونا بيهم ليل نهار ونصرة الإسلام من القناة الوحشة اللى مش عايزة تجيبها البر والقس المحرض .. وده يا جماعة مش تحريض ولا حاجة .. متفهموش الناس دى غلط دول بيدافعوا عن الإسلام وقلبهم على البلد سايبين شغلهم ومصالحهم وقاعدين علشان يحافظوا عليها الحكاية بسيطة خالص هيولعوها لنا بس .. والتقدم والرقى دول ييجوا براحتهم على مهلهم خالص متقلقوش جايين فى السكة بس هما ملقوش حد يوصلهم فخدوها مشى .


وأكيد كلكم عارفين الأسباب اللى خلتهم يعملوا الحملة دى .. طبعاً موضوع القناة معروف ومش محتاج تفسير لكن موضوع أبونا هنوضحوا شوية مع بعض :
أولا : لأن أبونا فيلوباتير له تصريحات ومواقف جريئة وعلى الملأ ودائماً ما يطالب بعودة حقوق الأقباط كاملة دون نقصان .. وبإعتصام ماسبيرو الأول إستطاع مع أبونا متياس وشباب ماسبيرو أن يجتمعوا مع رئيس الوزراء عصام شرف ويأخذوا وعد بخروج أبونا متاؤس وهبة وفعلاً تحقق الوعد وخرج أبونا من محبسه .. وطالبوا أيضاً بخروج بعض شباب إمبابة المعتقلين وتم خروج البعض منهم وعلقوا الإعتصام وقتها لحين خروج تاسونى مريم المريضة وخروج باقى المعتقلين .


ثانياً : القس فيلوباتير له باع طويل جداً مع السلفيين وله معهم مناظرات كثيرة ولقاءات متعددة على الفضائيات يواجههم فيها ويفحمهم بالأدلة بما يقولونه فى حق الأقباط وبخاصةً حادثة إمبابة التى إتهم فيها أبو أنس السلفى على تحريضه بحرق كنائسنا والذى أقسم أمام الكاميرا بأنه سيحرق كل كنائس إمبابة .. والشيخ الزغبى الذى قال سنهاجم الأديرة لنحرر أخواتنا الأسيرات وحسام أبو البخارى الذى كان منظماً للوقفة الإحتجاجية أمام الكاتدرائية لتحرير أخته كاميليا وأخواته فتكات وعنايات .. غير تصريحاته المتطرفة ضد البابا والكنيسة وأبونا فيلوباتير نفسه .. مما دعا أبونا فيلوباتير لعدم الذهاب لبرنامج محطة مصر مع معتز مطر وكان الضيف معه حسام أبو البخارى بالبلدى كده ( طنشه ) .


ثالثاً : كتب الكثير من المقالات التى تكشف تواطؤ النظام مع الإخوان والسلفيين ضد الأقباط وأشهرهم مقال بعنوان ( الأقباط بين مطرقة الحزب الوطنى وسندان الإخوان المسلمين )
رابعاً: القس فيلوباتير ينادى بمدنية الدولة شأنه شأن أى مواطن مصرى يريد أن يعيش فى أجواء من الحرية والديمقراطية والمساواة فى الحقوق بفصل الدين عن الدولة وعبر عن ذلك فى كتاباته ومنهم مقال بعنوان ( أيها الأقباط إندمجوا ) يدعوا فيها الأقباط المشاركة فى المعترك السياسى .. وفى التعديلات الدستورية نصح الأقباط بأن يتركوا السلبية ويظهروا بعض الإيجابية ويدلوا بأصواتهم .. فأعتقد أن هذه الأسباب كانت كفيلة بحقدهم وكراهيتهم لأبونا فيلوباتير وقيام هذه الحملة ضده بعدما فاض بهم الكيل منه ومن تصريحاته الجريئة التى كشفتهم على حقيقتهم .


أظن أن ما عرضته كان مجرد قشور لأسباب أعمق وأكثر من ذلك أنا أجهلها لتجعل مثل هؤلاء اللذين يدعون مصريتهم يريدون إنتقال السلطة بسرعة وكلنا نعرف أنهم قاموا بأداء رائع من قبل فى تمثيلية التعديلات الدستورية وذلك بدس السم فى العسل للشعب المصرى لإكراهه على الموافقة عليها لكى يلتهموا أكبر قطعة من الكعكة التى أصبحت جاهزة الآن للأكل بعد كل ما قاموا به من تخريب وإرهاب وقتل للأقباط على مستوى جميع محافظات مصر لكى يخرسوا أصواتهم المنادية بالحرية والعدالة الإجتماعية والمشاركة السياسية .. لتصبح مصرهم إسلامية سلفية متخلفة .. ولكن هذا لا ولن يكون أبداً طالما أننا خطَونا جميعاً أقباط ومسلمين شرفاء بأقدامنا أول خطوة نحو الحرية فلن نتراجع إلى الوراء أبداً .. وسنظل نجاهر ونطالب بالحرية المشروعة دون أن نكل أو نمل حتى لو قدمنا أرواحنا ثمناً لهذه الحرية .. وكلمة أخيرة أقولها لأبونا فيلوباتير تشدد وتشجع يا أبى لأن الرب إلهك معك يسير أمامك وهو يعطيك دائماً سلاح الكلمة الحرة التى بها تبدد ظلام الجهل لتنير لأجيال قادمة طريق الحرية وهذه هى رسالتك كما كانت رسالة القمص ملطى سرجيوس خطيب ثورة ١٩١٩ .. والقمص بولس باسيلى الذى كان نوراً للعالم وملح للأرض وكان وطنياً حتي النخاع .. الرب قادر أن يحفظ مصرنا من كل حيل الشرير ويبطل سائر فخاخه .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع