بقلم / مايكل ماهر عزيز

الكل يدينها .. الكل يتبرأ منها .. الكل ضدها .. الكل يسئ اليها

هذا هو حال المصريين والعرب الان نتيجة الصدمة الشديدة التي سببتها لهم تلك الشابة المصرية التي تدعي " علياء ماجدة المهدي ", والتي ظهرت عارية علي مدونتها " مذكرات ثائرة " وقد عقبت علياء علي ذلك الامر بقولها :
" حاكموا الموديلز العراة الذين عملوا في كلية الفنون الجميلة حتي أوائل السبعينات و اخفوا كتب الفن و كسروا التماثيل العارية الأثرية, ثم اخلعوا ملابسكم و انظروا إلي أنفسكم في المرآة و احرقوا أجسادكم التي تحتقروها لتتخلصوا من عقدكم الجنسية إلي الأبد قبل أن توجهوا لي إهاناتكم العنصرية أو تنكروا حريتي في التعبير . "

في الحقيقة يجب أن أقول ان ما فعلته هذه الشابة غير لائق بالنسبة للمتدينين وأصحاب المبادئ الرفيعة فلا يقبل أحد من هؤلاء أن يري منظرا كهذا في مجتمع يفتخر فيه اصحابه بتدينهم وبحبهم لله .

ولكن تعالو لنتعرف لماذا فعلت هذه الشابة ذلك الامر ؟؟

ما فعلته علياء المهدي هو رد فعل طبيعي من إنسانة تري نفسها هي الاخري متحررة وصاحبة مبدأ , تفتخر بأنثوتها التي لا تحب أن يسلبها أحد إياها , وكما قال نيوتن في نظريته الشهيرة " لكل فعل رد فعل مساوى له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه " هكذا ما قامت به تلك الفتاة من رد فعل طبيعي نتيجة تطرف شيوخ الدين والمجتمع لمفهوم المرأة في جسدها وشكلها لديهم .

رد فعل علياء المهدي جاء نتيجة ما قام به شيوخ السلفية في الدعاية الانتخابية لمرشحين حزب النور السلفي , من إخفاء قصدي لصور السيدات المرشحات لعضوية مجلس الشعب وإستبدالهن بوردة أو بصور أزواجهن .. الامر الذي يؤدي الي إحتقار المرأة وينكر وجودها ومكانتها في المجمتع ..فالمرأة في نظر هؤلاء الشيوخ هيا عورة ومخلوق نجس يجب أن يمحي ويتستر في زى لا يري فيه أحدا ملامحها رد فعل علياء المهدي جاء أيضاً نتيجة ما رأته ورأيناه جميعاً من تطرف أحد شيوخ الجماعة الاسلامية .. في حلقة برنامج "ناس بوك" لعدم موافقة ذلك الشيخ رؤية المذيعة " هالة سرحان " لانها متبرجة , وقيام إدارة البرنامج بعمل حائط عازل يخفي فيه المذيعة ومحاورة الشيخ علي الجانب الآخر !!

هذه الصورة المتطرفة التي تراها الناشطة علياء المهدي من شيوخ الدين تخالف مفهومها الانساني والادبي في نظرة الانسان الي المرأة . فالمرأة في مفهومها الانساني ليست عبارة عن جسداً عارياً يراه الناس ويسال لوعابهم !! وليست عورة يجب سترها وتهميشها وإنما المرأة في نظرها هي مخلوق رقيق وأنوثة يجب إحترامها والتي يجب أن تتساوي حقوقها مثلها مثل الرجل.
كان رد فعل علياء المهدي واستنكارها لما يفعله هؤلاء الشيوخ هو ظهورها عاريه تماماً لتطالب بتحرر المرأة الجسدي في فكر هؤلاء المشايخ وبين المهووسين جنسياً فكما يحارب الفكر بالفكر هكذا حاربت التطرف الديني بمنظورها بتطرف أخلاقي مصطنع وإرسال رساله مفادها تقول "تخلصوا من عقدكم الجنسيه" أولاً ومن ثما تعالو حاكموني !!! .

علياء المهدى .. الحجارة ما زالت في يدي

ويتهم الكثير هذه الشابة بالعهر والفجور لانها احتجت علي نظرة المجتمع الخاطئة للمرأة ,, وقد رجـم الكثير منا تلك الفتاة بحجارتهم التي في أعماق قلوبهم وحكمو عليها بالذنب والموت لكي يغسلو عارها والعار الذي لحقهم فمنهم من ينظر الي تلك الفتاة علي انها مريضة نفسيا أو انها فتاة تبحث عن الشهرة أو إنسانة ساقطة لا تستحق الاحترام .. لكني أحب أن اقول ان هذه الشابة تستحق منا كل الاحترام والتقدير لان بشجاعتها هذه قد جعلتنا نواجه أنفسنا ونواجه اخطاءنا , وما نمر به من عهر ديني وأخلاقي , هذا العهر الذي نتهمه اياه يوجد بين الكثير منا , ومن من يدعون أنفسهم برجال الدين الذين يستثمرون دينهم لنشر أفكارهم المملؤة كرها وحقداً للطرف الاخر ونشر الجهل والتخلف بين عموم الناس.

دعونا قبل ان نحكم علي هذه الفتاة ان نعرف ما هو الفرق بين علياء المهدي التي ظهرت عاريه والفرق بين رجل الدين المسلم ؟؟؟

في الحقيقة لا يوجد فرق فالاثنين إستخدمو العهر لطرح وجهة نظرهم !!! فرجل الدين المسلم يقول انه في الآخرة سوف تكون لنا الحوريات أو كما يقولون حور العين ( حور العين هم نساء ذات اللحم الابيض والشعر الاصفر والعيون الزرقاء ) . وفي مفهوم هؤلاء الشيوخ ان المؤمنين سوف يجازيهم الله بحور العين , الذين سوف يمارسون الجنس معهم ليل نهار في الجنة مع تلك الحريات .. الا يعتبر هذا نوع من أنواع العهر الديني والاخلاقي ؟؟!!


ما الفرق بين العقيدة الجنسية لهؤلاء المشايخ وبين العقيدة التي يروجها رجال الدين المسيحي لشعبهم الذي يقولون انه لن يدخل أحد من الطوائف الاخري ملكوت السموات لانهم مخالفين لنا في الايمان ؟؟!!

فرجل الدين الارثوذكسي لا يعترف بدخول الكاثوليكي والبروتستاني لملكوت السموات وهكذا الحال ينطبق علي كل من رجل الدين الكاثوليكي والبروتستانتي.ألا يعتبر هذا نوع من أنواع العهر الاخلاقي ؟؟!!

ما الفرق بين علياء المهدي وبين الشعب المصري الذي قالت أحدي الاحصاءيات ان مصر مصنفة المركز الرابع عالميا في البحث علي موقع جوجل علي كلمة sex . أليست هذه دعارة أخلاقية؟؟ !!

في الحقيقة لا يوجد أي فرق بين هذا وذاك لانه كما قال الكتاب : " الجميع زاغو وفسدو وأعوزهم مجد الله " .

إن ما قامت به تلك الشابة من إستخدام جسدها , ليس للعهر الجسدي أو للشهرة أو مرضاً نفسي ولكنها رسالة مفادها أنه لا يوجد فرق بين التصرف الذي تصرف به هذه الفتاة المغمورة وبين العقيدة الجنسية التي يروج لها شيوخ التطرف وبين الافكار البعيدة عن المحبة التي يروج لها رجال الدين المسيحي وبين تصرفات الشعب المصري في كبته الجنسي المنفجر في مشاهدتهم للمواقع الجنسية والهوت بيرد ..ما فعلته الشابة علياء المهدي يفعله الكثيرين في الخفاء وداجل الجدران ولا يوجد أحد من هؤلاء فكر في أن يرجم خطيئته بدلا من التفكير برجم خطيئة عليـــاء و أخيـــراً رسالة الي الانسانة عليــاء المهــدي لن أقول لك إن ما فعلتيه كان خطئا ً ولن أقول لك ما فعلتيه كان صحيحاً لإنني لست الإله القدير لإحاكمك ولست ملاكاً أو قديسا ًحتي أنتقدك ولكني أقول لك مهما عملتي ومهما فعلتي فأنني لن أكون مثل أولئك الذين رجموكي بحجارتهم ناسين خطاياهم وأثامهم ظناً منهم أنهم سوف يمحون خطيئتك وينهون هذا العار الذين عائشون بــه للاسف قد تناسا هؤلاء يسوع عندما قال :
" من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولاً بحجر "

أيتها العلياء لن ولا أرجمك بحجارتي فالحجارة مازالت بيدي إنما أقول لك لن يدينك أحد " ولاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَتُخْطِئِي أَيْضاً " يو1 8-11