د. مينا ملاك عازر
أزمة الشعب المصري، أنه يحاول أن يبدو دائماً في صورة الملاك المتسامح الكريم المضياف، حتى ولو كان هذا على أي حساب، فحاول أن يبدو غفوراً شفوقاً مضيافاً قومياً ويشجع الجزائر بداعي كونها بلد عربي، وكأن السنغال بلد عدو، فكان جزاءه أن استهتر المدرب الجزائري بالدعم المصري، وتعدى الجزائريون أثناء عودتهم على المطار المصري، وتجاوز نجمهم محرز ولاعبون آخرون في حق رئيس وزرائنا، ولأننا شعب كريم قومي علينا أن نسكت، ولأن حكومتنا كيوت وهادئة وحنينة على الغير مصريين، اختارت الصمت دون أي إجراء.
هكذا أيضاً فعلوا مع أحمد أحمد رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم من الأصول الملجاشي حين شكرنا على التنظيم في جملة، وردح وهدد وأزبد في باقي الخطاب أثناء الجمعية العمومية للاتحاد الأفريقي، وطالب بحصانة ومعاملة خاصة، وعلى الهامش أسأله، هل تظن أن هناك دولة أفريقية لحصانتها ولقانونها حصانة أمام الدول الأوربية وشرطتها التي تريد أن تحتمي بها من مساءلتهم وتحقيقاتهم التي ربما تطول فساد ما بالاتحاد؟ وبالمناسبة أجبني إن كنت لا أعلم، هل حظى بلاتيني ومن قبله بلاتر بأي حصانة أمام مداهمة الشرطة السويسرية والقبض عليهما وحرمانهما من ممارسة أي أنشطة تتعلق بكرة القدم لمدد متفاوتة.
فلنعد للحكومة الأسد على شعبها، صمتت أمام كل هذه التجاوزات الجزائرية والمالجشية وغيرها في سبيل أن تبقى بصورة متميزة أمام العالم، لم يرد أحد، لم نصدر بيان أمام إهانة كرامة رئيس وزرائنا، لكن تخيل أن أحد الاعبين المصريين أو شاب عادياً لم يسلم على رئيس الوزراء، ربما ما عرفنا أين هو الآن، ولا كنا سنعرف يوما ما، إذ سيضاف اسم جديد في قائمة المختفين قصريا وبدون مبرر ولا أمل في عودتهم ولا اكتشاف أين كانوا هم؟
ماذا فعلت لنا القومية تلك؟
أكثر من الخسائر الاقتصادية التي تكبدناها في معارك التحرير التي خضنا ها لتحرير الجزائر والمغرب وتونس واليمن وغيرهم من بلدان عربية وحتى أفريقية، لم نستطع الاستمرار في دعمها أمام تقلبات سياسية هناك مستمرة، وأمام تغير مزاج حكامنا مما أهدر كل ما قمنا به، ثم ظنت هذه الشعوب وخاصة العربية منها قليلة الأصل وعديمة النخوة وناكرة الجميل معتادة الإهانة والتطاول على سادتها وعفوا في هذه الكلمة لأننا حقا السادة في كل المجالات، فالمثل القائل من علمني حرفاً صرت له عبداً، ونحن علمناهم جميعاً اللغة وغيرها من العلوم، وهم من المفترض أن يكونوا عبيد لنا بهذا
المنطق، لكنهم تنكروا لهذا ولمجهوداتنا ولبذلنا لأجلهم، ورمونا بكل التهم وتعاملوا معنا باحتقار وتعالي وبقينا نحن نصون القومية على حساب كرامتنا، وعلى حساب حكومتنا، صحيح أن الحكومة التي لا تصون كرامة شعبها ولا تثأر لكرامتها ولا تصدر بيان واحد تندد بما فعل في رئيس وزراءها لا تستحق منا أي تعاطف أو أي دعم، صحيح أن الحكومة التي اعتادت أن تستهين بالشعب ولا تبالي بآلامه وتهمله ولا تقدره ولا تسمع لصوت معارضيها ولا ناصحيها، لا تستحق أن يهتز لنا جفن وهي تهان ممثلة في رئيس وزراءها حين لا يسلم عليه من أحد، لكن ليس لهم لكن لكرامة مصر، نرفض ونقول لا ولتتحرك المنظمات الشعبية لأخذ حق مصر وليس حقهم .
المختصر المفيد مصر فوق الجميع.