الأقباط متحدون - دولة اسلامية (ما الجديد فى الأمر)
أخر تحديث ١٧:٢٥ | السبت ٣ ديسمبر ٢٠١١ | ٢٢ هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٩٧ السنة السابعة
إغلاق تصغير

دولة اسلامية (ما الجديد فى الأمر)


بقلم: زكريا رمزى زكى
من ينادوا بوجود دولة اسلامية فى مصر إنهم يستغلون الدعاية الدينية لإيهام البسطاء من الناس . الذين يعتبرون من ينادى بذلك هو منقذ لهم من كل شىء . لكنى أقول انه لا يوجد جديد فى هذا الموضوع فمصر دولة اسلامية منذ انقلاب يوليو 52 واستخدام العسكر لموضوع الدين لابعاد الناس عن التفكير فى ما يفعلونه . وأكبر دليل على ذلك ما فعله السادات لصرف نظر الناس عن تمديد فترة الرئاسة من مدتين الى مدد أخرى باضافته أن الدين الاسلامى هو دين الدولة ، فظل العرف القائم لدولة العسكر ابعاد الناس عن الانخراط فى السياسة بإلهائهم فى الدين .

ولنعود لمسألة أن مصر دولة إسلامية وليست مدنية والدلائل على ذلك كثيرة فلك أن تسير فى أى شارع أو زقاق أو حارة لتجد المساجد والحصر تملأ كل الشوارع قاطعة طريق المارة والسيارات ، ناهيك عن أصوات مكبرات الصوت التى تملأ أرجاء مصر من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها ، واصوات الصلاة والدعاء فى المواصلات العامة والمحطات وملصقات دينية فى كل مكان وبشر يحدثونك فيعتبرونك مسلم دون اعتبار أنك ممكن أن تكون غير ذلك , ونأتى للشريعة الاسلامية التى تطبق بحزافيرها فكم من ارواح بريئة مسيحية راحت على ايدى متطرفين ولم يعاقب منهم واحد على فعلته وكم من كنائس ومنازل للأقباط هدمت وحرقت والفاعل برىء . وكم جماعة كبيرة من الأقباط تريد أن تبنى لها كنائس لتصلى فيها لكن الأمر يكاد يكون مستحيل . ونأتى لمسألة المواريث فما الأحكام التى تطبق فى هذا الشأن غير أحكام الشريعة الاسلامية . وخير دليل على أننا نعيش فى براثن الدولة الاسلامية هو النجاح الساحق للتيارات الدينية فى الانتخابات الأخيرة مع العلم أن تيار الأخوان المسلمون له مواقف لا تنسى من المراوغة منها حين ترك ميدان التحرير واهتم بالدعاية الانتخابية وقبلها ترك المعلمين امام مجلس الوزراء بعدما سيطروا على نقابة المعلمين ورفض المطالب التى كانوا يؤيدوها قبلا انتخابات النقابة ، ومناداتهم بالدولة المدنية فى اثناء الثورة ثم انقلابهم على ذلك بعدما شعروا أن الأمر أصبح لهم والعديد من المواقف ، لكن الناس بمفهومها الذى ترعرعت عليه عقولهم لا يرضون بغير استمرار الدولة الدينية حتى ولو خدعهم القائمين عليها . فانا شخصيا لا أجد جديدا فى الدعايات التى يقوم بها أصحاب التيارات الدينية هذه الأيام وأقول لهم لا تزايدوا فنحن نعيش فى براثن دولة اسلامية وما أنتم الا وجوه جديدة تريدون أن تكسبوا عطف الناس وأصواتهم بهذه الطريقة وحدث ما كنتم تتطلعون اليه . لكن لن تغيروا من الأمر شىء بل وأقول لكم انكم ستكونون كسابقيكم تستخدمون ما استخدموه من أليات للقمع والترهيب فلا جديد فى الأمر غير تغيير الوجوه.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع