"الخير مالوش دين يا موحدين"، بهذا الشعار رد كيرلس جورج صاحب مصنع ملابس بشبرا الخيمة، على كل المندهشين منه كلما عرفوا أنه ذبح خروفا قبيل الأضحى ليوزع على المحتاجين، فالرجل المسيحي الذي اعتاد هذه "الذبيحة" منذ نحو 4 أو 5 سنوات، ليشارك عمال مصنعه عيد الأضحى وعيد العذراء، احتفظ بعادته رغم بعد مسافة عيد العذراء مريم الذي يوافق 19 أغسطس عن عيد الأضحى.
"بقالنا 4 أو 5 سنين بندبح وقت الضحية وبيقى معاه عيد العدرا".. يتابع كيرلس في حديثه لـ"الوطن" أن "نحو 90% من عمال المصنع مسلمون، فأحرص على أن يكون الذبح قبل الضحية حين يأخذون نصبيهم من لحم الخروف للعيد، كما أني لم أر الموضوع بهذا الشكل، فهو عمل خير لا يرتبط بـ"مسلم ومسيحي" فالمسحيون الذين يأخذون اللحم من الممكن أن يحتفظوا به مجمدا حتى عيد العذراء في آواخر أغسطس".
أبنائي يشاركوني "الذبح والتوزيع"
يشرح كيرلس، الذي يحرص على تعليم أبنائه العطاء فيصطحبهم معه في الذبح والتوزيع: "بنروح قبل الأضحى بيومين أو في أثناء الأيام السابقة له، والذي صادف السنوات الماضية أن يكون عيد العذراء مريم، ونشتري الخروف، ونذهب به إلى المصنع ليذبح هناك وأعطي ابني (كيس) ونفرق بقية الأكياس".
"الأولوية للعمال".. يقول كيرلس الذي بدأ هذه العادة لأجل عمال مصنعه، ثم يوزع للمحتاجين الذين في الجوار وللكنيسة، ويعلم ابنه الذي يشاركه الموقف أنهم يأخذون "كيس واحد فقط" وباقي الذبيحة توزع على المحتاجين فيأخذه للجيران القريبة للمصنع ليوزع معه أكياس اللحم.
"محدش انتقدني ولا سمعت كلمة حرام"، يقول كيرلس إنه فقط صادفه بعض المندهشين من موقفه، لكن لم ينتقده أحد بل كان هناك ترحاب من الجيران، حتى أن هناك من يطلب من نفسه "والسائل لا يرد"، مؤكدا أن الأمر ليس بجديد وهناك الكثيرون ممن يذبحون ويفرقون قبل الأعياد دون التفرقة بين مسلم ومسيحي.