المعهد القومى للأورام حصن الغلابة لمواجهة "وحش السرطان"

 

ووجهت الوزارة بإعادة تصميم مبانى المعهد بمواصفات حديثة، فضلاً عن تطوير نظام العمل داخل مبنى الطوارئ، وإجراء التعديلات اللازمة للارتقاء بالخدمة الطبية التى يقدمها، وكذلك فصل القسم الإدارى عن أماكن تلقى العلاج.

 

«الوطن» أجرت جولة بالمعهد وعياداته الخارجية، لمتابعة سير العمل به ومتابعة الخدمة المقدمة للمرضى بشتى التخصصات، فضلاً عن رصدها عدداً من آراء المرضى والأطباء والعاملين الذين أشادوا جميعاً بجودة الخدمة المقدمة، مؤكدين أن المعهد هو «الحصن الواقى للغلابة ضد أورام السرطان».

 

«العمل مستمر والخدمة ممتازة والكل يتفانى لراحة المرضى»، بتلك الكلمات عبرت أم محمد، المقيمة بمنطقة دار السلام والمصابة بورم فى الكبد، عن إعجابها الشديد بأداء طواقم العمل بالمعهد القومى للأورام، مؤكدة أنه يمثل الحصن المنيع لمرضى السرطان، موضحة أنها محولة من أحد أساتذة الأورام لعمل عدد من الفحوصات والأشعة بالمعهد، وأنها جاءت للمعهد فى اليوم الثانى لحادث الانفجار لإجراء الأشعة، مؤكدة أنها لم تخش أى شىء، مشيدة بروح العمل القوية التى يتمتع بها طاقم العمل بالمعهد، وطالبت «أم محمد» فى حديثها لـ«الوطن»، المجتمع المدنى بشتى أطيافه بالوقوف بجانب المعهد، مؤكدة أنه «الحصن المنيع للغلابة ضد أورام السرطان»، مشيرة إلى أنها تتلقى الخدمة بالمجان دون أى مقابل.

 

ومن جانبه قال جمعة على محمود، المقيم بمحافظة بنى سويف، والمصاب بورم فى المرىء، أن استقبال المعهد للمرضى لم يكن به أى معوقات، موضحاً أن المعهد حاول الترتيب بشكل جيد بين استقبال المرضى وأعمال الترميم بعد الحادث، موضحاً أنه جاء ثانى يوم وقوع الانفجار دون أى قلق لاستكمال جلسات الكيماوى، بعد أن قررت هيئة التأمين الصحى بمحافظة بنى سويف تحويله إلى المعهد، قائلاً: «أخذت جلسة الكيماوى فى موعدها ثانى يوم الانفجار»، وأكد «جمعة» أن الإرهاب بمثابة جرثومة يجب على الجميع المساعدة والوقوف بجانب الدولة لاقتلاع جذوره، خاصة بعد استهدافهم أماكن العلاج الخاصة بالمرضى، لافتاً إلى أن المعهد يقوم بدوره على أكمل وجه.

وبصوت خافت عبر نادى فايق، المقيم بمنطقة الأميرية والمحول من هيئة التأمين الصحى للعلاج على نفقة الدولة بالمعهد، عن دهشته من استهداف أكبر مستشفى لعلاج الأورام بالمجان لجميع فئات المجتمع، مؤكداً أن موعد جلساته كانت فى اليوم الثانى من وقوع أحداث انفجار المعهد، موضحاً أنه يأتى 3 أيام فى الأسبوع لأخذ جلسات العلاج، وأكد «فايق» فى حديثه لـ«الوطن»، أن المعاملة ممتازة ولا توجد أى تفرقة بين المواطنين، والأطباء ممتازون ويتمتعون بخبرة وكفاءة فى التعامل مع المرضى بنجاح وامتياز، وأشاد بقرارات إدارة المعهد بعدم إغلاقه بعد الحادث، مناشداً جميع فئات المجتمع المصرى التعامل مع الوضع بكل قوة وشهامة، مناشداً القيادة السياسية أخذ الثأر للمرضى والشهداء والضحايا.

وقال علاء عبدالسلام، رئيس مكتب شئون المرضى، إن العيادات الخارجية تستقبل يومياً أعداداً كبيرة من المرضى بشتى التخصصات، لافتاً إلى أن العمل بالمعهد لم يتأثر نهائياً بالحادث، وكشف أن المعهد استقبل كميات كبيرة تجاوزت الـ250 حالة بالعيادات الخارجية يومياً، لافتاً إلى أن العمل ما زال مستمراً داخل المعهد بشكل طبيعى بعد الحادث، وتابع أن العيادات لم تواجه أى نقص بشأن المستلزمات والأدوية بعد الانفجار، موضحاً أن المريض يقضى داخل العيادات من ساعة لساعتين لإنهاء إجراءات الكشف والفحوصات الخاصة به: «كل عيادة تضم عدة أفرع، فمثلاً عيادة الأطفال تستقبل يومياً ما لا يقل عن 400 طفل»، وتابع أن جميع العاملين بالمعهد بخير لم يتأثروا بحادث الانفجار بخلاف 2 استشهدا من جمعية أصدقاء الأورام.

 

وأكدت نادية على، مشرفة عيادة الباطنة بالمعهد، أن العيادة تستقبل عشرات المرضى يومياً، بجانب تحويلات حالات الجراحة والأشعات، ويتكون قسم الباطنة من نحو 7 غرف بواقع 3 أطباء لكل غرفة، مؤكدة أن العمل لم يتوقف نهائياً بسبب الانفجار، مشيرة إلى أن العيادات تعمل بشكل طبيعى دون توقف، وأنها لم تواجه أى أزمات بشأن الأدوية والمستلزمات بعد حدوث الانفجار.

 

وبالتزامن مع سير العمل بالمعهد تسعى شركة المقاولون العرب للانتهاء من أعمال الترميم بأسرع وقت ممكن، وأكد أحد عمال الشركة، رفض ذكر اسمه، أنهم يعملون على مدار اليوم بنظام الورديات للانتهاء من أعمال ترميم المعهد فى أقل وقت، لافتاً إلى أن تناول طعامهم لم يعرف شكل المائدة «بناكل فى الشارع»، وأوضح أنه بالرغم من قوة الصدمة نتيجة الانفجار، إلا أن ذلك يزيد من حماس العمال لخدمة المرضى والمواطنين، والوقوف جنباً إلى جنب مع إدارة المعهد لعودته إلى طبيعته وتأدية دوره الوطنى، موضحاً أن جولات الوزراء المتكررة بشكل يومى على المعهد تحفزهم على بذل مزيد من الجهد.

 

«لم يزدنا الحادث إلا إصراراً وحماساً لتأدية دورنا وواجبنا الوطنى لخدمة المرضى»، بهذه الكلمات عبر أطباء ومسئولو المعهد القومى للأورام، التابع لجامعة القاهرة، عن ردود فعلهم تجاه الحادث، وحرصهم الشديد على الوقوف يداً بيد بجانب المرضى بعد الانفجار المروع الذى أصابهم بالذعر، مؤكدين أن العمل بالمعهد مستمر على قدم وساق، لافتين إلى حرصهم على متابعة المرضى الذين تم نقلهم إلى مستشفى قصر العينى ومعهد ناصر وهرمل.

 

وقالت الدكتورة ريم عماد، مدير مستشفى معهد الأورام، إن المعهد يمارس دوره فى علاج المرضى بشكل طبيعى، وإجراء جلسات الكيماوى للمرضى بشكل طبيعى دون أى تأخير يذكر، إضافة إلى استمرار العمل فى عيادات الآلام، والأشعة، مؤكدة أن المعهد استقبل 400 مريض بالعيادات الخارجية ثانى يوم وقوع الحادث، مشيرة إلى أنه تم نقل المرضى عقب الحادث إلى مستشفى قصر العينى ومعهد ناصر. وأضافت، لـ«الوطن»، أن غرف العمليات فقط توقفت عن استقبال العمليات نظراً للأضرار الجسيمة التى لحقت بأجهزتها ومبانيها جراء تحطيم زجاج الغرف وبعض الأجهزة الطبية، لافتة إلى وجود عدد من أطباء المعهد بمستشفى قصر العينى ومعهد ناصر ومستشفى هرمل لمتابعة الحالة الصحية للمرضى الذين تم نقلهم. وتابعت، «خلال يومين سيتم تسلم تقرير من شركة المقاولون العرب القائمة بأعمال ترميم المعهد، بشأن حجم الخسائر التى تعرض لها المعهد، وحجم التكاليف التى يحتاجها لإعادة ترميمه، وتم الاتفاق مع الشركة على سرعة الانتهاء من غرف العمليات، والمناظير أولاً، 5 غرف عمليات بجانب غرف المناظير، بالإضافة إلى المدة التى تستغرقها عملية الترميم، مؤكدة: «العمل بالمعهد يتم على قدم وساق»، لافتة إلى أن ميزانية المعهد قائمة على التبرعات بنسبة 75% «التبرعات هى اللى مخلية المعهد واقف على رجله»، موضحة أن الميزانية الأساسية تبلغ 250 مليون جنيه سنوياً.

وتابعت مدير مستشفى المعهد: «نستقبل يومياً 1500 مريض، و4000 يتلقون العلاج الإشعاعى، و250 حالة يومية تتلقى العلاج الكيماوى، بجانب إجراء4000 عملية جراحية كبرى فى السنة كاستئصال الأورام»، لافتة إلى أن المعهد يعد أول مركز لعلاج الأورام فى مصر والشرق الأوسط، ويتكون من 2 مبنى ويحتوى كل مبنى على 250 سريراً.

 

وأوضحت أن المعهد به 450 طبيباً وعضو هيئة تدريس، و3000 موظف، و350 طبيب تمريض، إضافة إلى 200 صيدلى، وهناك بعض التخصصات التى تعانى من نقص الكوادر البشرية بها خاصة قسم الصيادلة والتمريض وذلك بسبب اتجاههم إلى القطاع الخاص للربح المادى، وعدم قدرتهم على تحمل ساعات العمل الطويلة المجهدة فى المعهد.

 

من جانبه، أكد الدكتور ياسر أنور، مدير قسم الأشعات بالمعهد، أن العيادة الخارجية ما زالت تستقبل الحالات الجديدة بشكل طبيعى، سواء من حالات الباطنة أو الجراحة، موضحاً أنه يتم استقبال 10 حالات يتم تحويلها من أقسام مختلفة يومياً إلى القسم، موضحاً أن العيادة تبدأ العمل من الساعة التاسعة صباحاً، حتى الساعة الثامنة مساءً لمتابعة المرضى بشكل جيد خاصة فى بدايات وقوع الحادث.

 

وشدد «أنور» على ضرورة صيانة الأجهزة وتوفير الدعم المالى بشكل أكثر من ذلك حتى يتمكن المعهد من تأدية دوره الخدمى لكافة فئات المجتمع بشكل أقوى، لافتاً إلى أن قسم الأشعة يتميز بكوادر بشرية مؤهلة تأهيلاً جيداً على عمليات الكشف للمرضى وكيفية تشخيص الأمراض، مؤكداً أن الحادثة لم تؤثر على العيادات الداخلية بالمبنى.

 

1969 سنة إنشاء المعهد       

 

200 سرير طاقة المعهد عند بدء تشغيله

 

80 ألف جنيه مصروفات وقت افتتاحه

 

306477 مريضاً سنوياً يستقبلهم المعهد

 

4800 عملية جراحية كبرى تجرى به

 

15 ألف جرعة علاج كيماوى للأطفال سنوياً

 

1500 مريض يومياً يتم استقبالهم

 

26 ألف مريض يترددون لأول مرة على المعهد

 

60 ألفاً عدد حالات قسم الأشعة

 

6000 عدد حالات قسم الطب النووى

 

21 ألفاً عدد حالات الكيماوى المجانى

 

300 سرير علاجى بالمعهد