الأقباط متحدون - لماذا التشتيت.. أنا أحب الشريط..!!
أخر تحديث ١٤:٢٩ | الخميس ١٥ ديسمبر ٢٠١١ | ٥ كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٠٩ السنة السابعة
إغلاق تصغير

لماذا التشتيت.. أنا أحب الشريط..!!

 بقلم: أرنست أرجانوس جبران


لماذا التشتيت فى كل مكان.. أوطان ممزقة فى كل مكان.. وقلوب دامية فى كل مكان.. أفكار مشتته فى العالم آجمع.. ماذا يجرى فى العالم الآن.. زلازل وبراكين وفيضانات.. وحروب وأشباه حروب.. ما هذه الخلخلة البشرية و السياسية والاقتصادية التى تحدث فى العالم.. هذا كوم وما يجرى على الساحة العربية، جبل آخر.. أهذه الظواهر الغريبة تعتبر من علامات الساعة..!! أهذا طوفان من نوع جديد!! إلا أن الله قد تعهد بميثاق قوسه على السحاب بعدم تكرار مثل ذلك الطوفان الذى حدث أيام نوح كعهد بينه وبين الأرض.. ولكن النوع الآخر والذى نشاهده ونشعر به الآن لهو طوفان من نوع آخر بالفعل.. وكأنما يريد به الله شد انتباه البشرية.. ليقول لنا.. اصحوا واعوا يا بنى البشر قد تصلفتم وزدتم فى عِلمكم وعلومكم معتقدين أنكم آلهة.. حيث أقحمتم مخترعاتكم فى عباداتكم وجعلتموها آلهة لكم مستبدلين إياها بالاله الحقيقى.. ويل لكم وكل الويل.. أنا هو.. "لى النقمة أنا أجازى يقول الرب".. حقيقة قد حادت قلوبنا عن معرفة إلهنا الحقيقى.. فهذه الحياة السريعة الايقاع نقلتنا من حياة هادئة إلى حياة تدور بسرعة لا نعلم مداها.. وهذه النقلة السريعة التى نعيشها الآن جعلتنا نشعر و كأننا فى كابوس دائم.. المخترعات اللانهائية والتى تظهر بصورة مذهلة تجعلنا نبتعد رويدًا رويدًا كل يوم عن بركات الله وعن بركات أيام الزمن الجميل الذى تغير تغيرًا جذريًا كما تغيرت معه بعض الفضائل.. وهنا أود أن أجسم أحد اختراعات الزمن الجميل كمثال ليس إلا.. لربط فكرة الموضوع.. مثلًا.. اختراع " شريط الكاسيت " هو بلا شك، أحد اختراعات ذلك الزمن الذى لا يُنسى..


نعم.. أنا أحب شريط الكاسيت جدًا فاسمحوا لى بأن أخاطبه بالصديق قائلًا له.. أين أنت يا صديقى.. و أين أيام زمانك الجميل التى عشناها معًا.. أين أنت.. والأغانى العاطفية التى كانت تدغدغ عواطفنا.. فكلما استمعنا اليها، استمتعنا بها و زدنا هيامًا فى الحب العذرى الذى كان فى ذلك الزمان.. أين أنت يا صديقى والعظات الكنسية والتراتيل الشجية.. والتى كانت تتواكب وتتعامل وتتفاعل مع الأغانى بعشق طاهر نبيل حيث كان يكمّل أحدهما الآخر.. نعم.. قد ارتبطنا معًا زمانًا طويلًا وكما نقول إنها بالفعل كانت عِشرة عُمر.. كم من التسجيلات التى عشناها سويًا منذ سنوات المراهقة، حيث كنتَ تصحبنى فيها مع تسجيلاتى المختلفة، تسجيلات بعض المشاعر الشاعرية والذكريات العاطفية.. والآن أبحث عنك فى كل مكان.. ولا أجدك.. قالوا لى.. إن زمانك قد مضى.. وعهدك قد ولّى.. هل جار بك الزمان كما غذر بى.. هل وجدوا آخرًا مَن هو أكثر نضارة منك.!!.. هل قالوا لك كلمة شكر نظير خدمتك الطويلة.. هل قالوا لك الوداع أيها الشيخ العجوز الجليل.. بالطبع لم يقولوا ولم يقدموا لك هذا ولا ذاك.. بل لفظوك واستغنوا عنك لأنهم اخترعوا اختراعات تدر عليهم مالًا وفيرًا.. والآن لا يحتاجون إليك.. ولكننى أقول لك.. لا تبتئس أيها الصديق.. فهذه هى حال الدنيا.. فلا تعتقد أنهم قد اضطهدوك بمفردك بحجة أنهم صنعوك.. بل انهم يضطهدون كل يوم صانعهم وخالقهم الذى هو خالق الكون بأسره.. إنهم لا يحفظون وصاياه.. إنهم يقتلون ويتقاتلون.. يقتلون بعضهم بعضًا من أجل دين أو عقيدة.. وآخرون يقتلون من أجل قطعة أرض أو قطعة نقود جديدة.. أصبح الإنسان لا يطيق أخاه الإنسان.. لماذا يكرة المتأسلم أخاه المسيحى ويعتبره كافرًا من أحفاد القردة والخنازير.. بل لماذا يكره المسلم السنى، أخاه المسلم الشيعى... حقيقة لا أدرى.. لماذا يقتلون ويتقاتلون من أجل علاقة لا تخصهم.. فالدين والتدين لهو أمر يخص الله وحده.. فالدين علاقة مرتبطة بالديّان.. والديّان هو الله سبحانه ذو الجلال والاكرام.. إذن لماذا يتقاتل بنو البشر باسم الدين..!!


قد أصبحنا الآن فى زمن يأكل فيه القوى الضعيف .. والغنى يسحق الفقير.. والجديد يطغى على القديم.. وحتى أجيالنا الحديثة تضحك علينا قائلة: " إن زمانكم قد ولّى.. أصبحتم " دقة قديمة " تمامًا مثلك أيها الشريط العزيز.. بالفعل نحن دقة قديمة بالنسبة إلى عصر اليوتيوب والفيس بوك.. وما أدراك بالفيس بوك والتويتر السريع.. نعم يا صديقى.. قد استبدلوك بهذه الأقراص المدمجة والتى يسمونها بال سى دى.. وقد استبدلونا نحن بكل ما هو جديد وسريع.. أصبح زمنهم زمن الوجبات السريعة.. لا وقت لديهم للمناقشة والبحث فى المسائل اليومية والاجتماعية والتى تعتبر عنصرًا هامًا لربط الأجيال القديمة بالأجيال الحديثة.. ففقد هذه الحلقة يعتبر من أهم أسباب التدنى الأخلاقى بين شباب أجيالنا المعاصرة والتى لهتها الاختراعات والاكتشافات عن الرجوع إلى الأصول التربوية والتى لا يمكن أن يتعرف عليها الطفل إلا من خلال جلسات تربوية اجتماعية بواسطة الآباء والأجداد.. والحقيقة تقال أن أبناءنا يدّعون بعدم وجود وقت للتحدث الينا بحجج واهية.. وأى حياة..!! فنحن نعيش تحت سقف واحد ولا نراهم.. وإن رأيناهم، نرى أفواهًا بكماء مشغولة بالموبايل المحمول والمحمّل بالإنترنت.. وآذانًا صماء محشوة بسماعات خاصة متصلة بجهاز آخر يسمى بالأى بود أو الإم بى3.. نعم يا هذا.. لا تعتقد بأننى دقة قديمة..!!.. نعم أنا أعرف كل هذه المسائل ولكننى لا أحبها ولا أريد استخدامها.. نعم يا صديقى الشريط، فقد استبدلوك بهذه الأقراص.. وأنا لا أرتاح لوجودها أصلًا.. لتعقيدات التعامل معها.. إذن ما هو الحل..!! فأنا بسيط أحب البساطة.. تمامًا كما كنتُ معك.. أين أنت الآن ياصديقى..!! أيها الناس.. أيها العالم الحديث.. أنا أعلم أنكم تعملون بجد لتغيير نظريات الكون ولكن بطريقة تختلف عما كان يحلم بها الزعيم النازى هتلر.. وهكذا كانت التغييرات التى حدثت بعد انهيار الاتحاد السوفياتى عام 1991 ثم حرب الخليج وغزو الكويت.. الخ.. انكم تودون تغييرالعالم ليصبح تحت مصطلح "النظام العالمى الجديد".. ولكن كل هذا لا يهمنا من قريب أو بعيد.. وما يهمنا هو لماذا تودون طمس معالم الماضى الجميل وذكرياته.. محاولين تغييره وتغيير مكوناته.. قد غيرتم أساليب الحياة الجميلة والتى كانت تسير على وتيرة بطيئة وبسيطة وكما نقول نحن القدامى.. كانت أيامنا القديمة، لها بركة وبركات خاصة.. كانت الأسرة تجلس سويًا حول مائدة طعام واحدة.. أو بجانب قرص "طبلية" منخفضة متواضعة .. أم على بساط بسيط.. أوحتى على تراب أرض كما خلقها لنا الله جل جلاله.. حيث يكون الطعم الطاعم المُطعّم للطعام، له نكهته الخاصة التي لا تجدها في أفخم المطاعم.. "قالوا.. فاست فود..!!.. وأى فود هذا"!!.. وأى حياة هذه..!! ليتنا نرجع إلى أيام " لمبة الغاز" أم إلى فانوس الجاز.. إن كان الرجوع سيجلب لنا مفهوم السعادة التى نفتقدها الآن.. أين الأسرة المتماسكة والسلام الغامر.. والضحكات التى تخرج من القلب.. حتى الضحك أصبح الآن تحت حساب العملة الصعبة من ندرته.. وأين محبة الجار لجاره.. فقد أصبح الجار يجور على جاره بسبب دينه وعقيدته.. قد أصبحنا فى زمن يسيطر عليه السلفيون للتحكم فى تصرفات بنى البشر.. فها هى مصر أبسط مثال لتلك النعرات والتعاليم التى جلبها الاسلامويون والتى زادت وتكاثفت حتى أغدقت الأرض فيضانًا من الكراهية فى الآونة الأخيرة سواء عبر الأجهزة الاعلامية المختلفة أو عبر الشبكات العنكبوتية.. حيث أصبح السلفيون الوهابيون وتعاليمهم مادة هدامة للكنائس ولمجتمعات بكاملها.. هذا ناهيك عن التحريض على قتل النصارى.. والرجوع إلى الشريعة الاسلامية ووجوب دفع الجزية التى تفرض على مَن يسمونهم بأهل الكتاب من اليهود والنصارى.. أين السلام.. أين الاستقرار.. شتتوا وهجّروا الأسر.. أصبحت الأسرة الواحدة موزعة بين أقاصى المسكونة الأربع.. قلبوا الدنيا رأسًا على عقب.. الشئ الذى جعل الحياة لا تطاق فى ساحة خالية من المحبة الحقيقية .. فبمجرد ظهورهم.. بالمناسبة.. أود أن أسأل من أين جاء كل هؤلاء ؟.. فقد استطاعوا بقواهم وقواتهم الشيطانية، قلب مظهر الشارع.. أصبحت اللحى والملابس البيضاء المميزة مظهرًا للرجال.. والحجاب والنقاب مظهرًا عامًا للنساء.. والذين لا يجارونهم فى المظهر والفكر، أصبحوا أعداءًا لهم.. لماذا يودون إبعادنا عن بعضنا البعض.. لماذا يودون تفريقنا وسلخنا عن بعضنا البعض.. فقد قاموا بتوسيع الفجوة بين المسلم والمسيحى.. وبين المسلمة والمسيحية.. وبين المسلم السنى والمسلم الشيعى.. بل وراحوا يدمرون قبور أولياء الصوفية كما قاموا بتدمير اقتصاد مصر وسمعة مصر.. وحتى نيلها لم يسلم من أذيتهم.. أصبح النيل ملجأ لكل ما لا يحلو لهم.. حتى " بطاطين " أقباط ماسبيرو تلقى فى النيل.. و جثث شهدائهم تلقى فى النيل بواسطة من يجاريهم فى تعاليمهم.. وها هو نيل مصر الخالد الذى ذكره الكتاب المقدس.. للأسف أصبح خاضعًا لعفن أفكارهم وفتاواهم التى تٌشتِت الوطن وأبناءه.. أصبحوا يكفرون اخواننا المسلمين المعتدلين.. فقد أصبحنا تمامًا كآلات تتحرك بلا شعور وبلا احساس.. أصبحنا أجهزة تود قلب قلوب البشر إلى قلوب حجرية.. أين أنت يا أبى وأين أنت يا أمى.. وأين زمنكما الجميل المبارك..!!.. أين أيامكما.. أيام الحب الحقيقى.. أيام عدم التفرقة بين المسيحى والمسلم.. أيام حكايات والدى التى لا تنسى.. أيام لقاءات الهلال مع الصليب.. أيام أبينا الجرئ سرجيوس الذى كان دائب الحركة حاملًا المراجع الاسلامية على عربة "كارو" مجادلًا شيوخ المسلمين وأحكامهم دون تعصب أو إهدار دم.. أين أيام فيلم "الوردة البيضا" وأيام بشارة واكيم.. وأنور وجدى ونجيب الريحانى.. أيام طه حسين وتوفيق الحكيم.. نعم يا والدى الصارم الحنون.. قد علمتنا طاعة واحترام الكبير.. وكم وكم من المرات، كنت تحكى لى عن ذكرياتك وأنا أستمع اليك بأذنين صاغيتين.. قد افتقدناكم بشدة.. نعم كانت أيام.. أيام كان الإنسان يحب أخاه الإنسان بغض النظر عن عقيدة ذلك الإنسان أو لون نفس ذاك الإنسان.. وها نحن الآن فى أرض الغربة، نعانى آلام الذكريات الجميلة.. كما يعانى منها أغلب الذين تركوا أوطانهم.. هذا هو عالمنا الحديث الفانى الذى نلهث وراءه.. ولكن عندما ننظر إلى الوراء.. نقوم ونقول ونسأل.. أين أنت يا وطن..!!.. أين الأوطان الآن.. إنها بقايا أوطان.. أصبحت أطلالًا دمرتها نفوس مريضة وغريبة.. واحسرتاه.. قد شتتوا أوطاننا.. وأفكار أبناء أوطاننا.. فيا والداىّ.. أود أن أقول لكما لا تخافا عليّ. فأنا كما أنا.. كما تركتمانى.. وعلى الرغم من رحيلكما إلى السماء.. إلا أننى أود أن أقول لكما أنتما معنا.. ان أصواتكما معنا.. فان صديقى شريط الكاسيت هو الذى يقوم بتجسيد أصواتكما والتى نستمع اليها من حين لآخر لاجترار الذكريات القديمة الجميلة.. فيا ترى هل سيستمع أبناؤنا إلى أصواتنا بعد انتقالنا!!.. فها هى أصوات " الدقة القديمة " والتى ستصبح أكثر قِدَمًا فيما بعد.. ولكن أين شريط الكاسيت..!! فليرحمنا الله ويرحم أيامنا.. وهكذا ستنتهى ذكرياتنا التى لن تدوم طويلًا والتى ستنتهى بعد حياتنا.. وعندما يأذن لنا الخالق، نقول للجميع ونكرر فكروا فى تراث أجدادكم وتعاليم أجدادكم.. وإلا ستصبح حياتكم لا طعم لها.. لأنها ستكون بدون أصل يقويها.. بدون تربية أخلاقية تعضدها.. ثم بدون دين يهذبها.. لأن المدنيّة الجارفة ستجرف معها كل ما هو طيب و أصيل.. وها هو صديقنا شريط الكاسيت الذى تتنكر له هذه الأجيال الحديثة.. سيكون مثلًا حيًا.. ذلك الصديق الوفى الواضح فى تصرفاته.. عندما أراه، أعرف منه، متى سيبدأ.. ومتى سينتهى.. وعندما آمره بالتوقف، يطيع.. يتوقف دون حشرجة فى الصوت كما تفعل تلك الأقراص الاسطوانية كنوع من الاعتراض.. فاننى أفهم ما يقوله وأردد ما يقوله.. لأن أقواله فيها الحِكَم و فيها النغم.. وإن وجدتُ هناك خطأ ما، يمكن تصحيحه بسرعة وبساطة.. ومما يعجبنى فيه الصدق.. فكل يقوله هو صادق لأنه من تسجيل للواقع المسموع.. وحتى فى حالة تقدمه فى العمر وعندما تدب فى أوصاله التجاعيد، أتعامل معه بمبدأ " الحيطة والحذر" وأقوم بإعادة التسجيل على شريط توأم آخر.. نعم يا صديقى قد تركوك كما تركوا قراءة الكتب واستعاضوا عنها بقراءتها عبر الأجهزة الإلكترونية مثل الأي بود والأي باد.. حقيقة أخاف أن يأتى اليوم الذى لا نجد فيه كتابًا فى المكتبات.. بحجة أن كل الكتب سنجدها فى الاي باد وخلافه.. وأخاف مرة أخرى أن نفقد كتبنا المسيحية والتى تعتبر من تراث آباء القرون الأولى للمسيحية.. نعم أخاف على كتب أصول مسيحيتنا أن تندثر بحجة هذه الاختراعات.. أخاف من أن يأتى اليوم ويصبح الكتاب المقدس عبارة عن مخزون داخل كمبيوتر.. تخيلوا معى أن قسًا أم أسقفًا، يريد قراءة فصل من الكتاب المقدس، يقوم باخراج أحد هذه الأجهزة من جيب سترته ليقرأ فصلًا من إنجيل متى أو يوحنا.. يا أحبائى.. أنا لست ضد التحديث، إنما أنا ضد الاعتماد على التقنيات الحديثة دون وجود للأصل.. ومثال ذلك.. كم من المرات، تعطلت إحدى الأجهزة الالكترونية الموجودة بالكنائس مثل الكمبيوتر أو الشاشة التى تعكس ما هو مطبوع عليها.. وهنا يتوقف كل شئ.. وللأسف نسبة للاعتماد على تلك التقنيات، تنعدم بعض الكتب الخاصة سواء كتبًا مقدسة، أم كتبًا للتراتيل.. أخاف من ذلك اليوم الذى تكون فيه الكتب التى تقرأ، تصبح " دقة قديمة " أيضًا.. حقيقة ومرة أخرى أقولها.. أخاف من ذلك اليوم الذى تنعدم فيه الأناجيل من الكنائس أو المكتبات بحجة إمكان قراءتها من الأجهزة المحمولة..


ونرجع إلى التشتت الدينى أو الطائفى.. كم أتمنى أن ترجع الكنيسة إلى وحدتها.. لما كانت عليه فى القرنين الأولين.. بل كما نقول عنها.. كنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية.. الجميع يعملون بروح واحد.. لا انشقاقات ولا طوائف.. والآن ونحن بطوائفنا.. ألا يمكن أن نجعل التكامل، هو الأرضية المؤقتة للوحدة المستقبلية.. فليتنا نكمل بعضنا بعضًا نصلى مع بعضنا البعض.. نتعرّف على بعضنا البعض عن قرب.. نأخذ ما يناسبنا من الآخر دون تجريح أو تقليل من حق الآخر من الصلاة أو الطقس.. فالله صاحب المنازل الكثيرة يعلم مَن يضعة فى المنزل أو المنزلة الخاصة بذلك الفرد سواء أرثوذكسى أو كاثوليكى أو إنجيلى.. هكذا تكون الاستنارة الروحية.. دون أدنى تعصب.. وإلا أصبحنا مثل تلك الفئة التى ذكرتْ آنفًا.. والرب وحده القادر أن يرحم الجميع بواسع رحمته..
وشئ آخر أود أن أشير اليه ألا وهو.. الدور الاعلامى.. حقيقة و من المفرح حقًا هو الدور الاعلامى الذى تقوم به القنوات المسيحية .. وهنا أود أن أتوجه أولًا بالشكر العميق إلى الرب الذى سمح للعلم بأن يتخلل عقول البشر تمامًا كما سُمح به فى العهد القديم عندما قال الله لموسى " قد دعوت بصلئيل بن أورى بن حور من سبط يهوذا باسمه وملأته من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعة، لاختراع مخترعات ليعمل.. الخ " خر31.. هذه القنوات التى أصبحت مرجعًا لكلام الله ثم للاختبارات المشجعة لمن شفوا من التعاليم المريضة الموروثة والذين عرفوا طريق الحق من الحظائر الأخرى كما يقول الكتاب.. وهاهى التوعية العامة التى تجعلنا عارفين بما يدور حولنا وغير منغلقين على أنفسنا مع الاحتفاظ بالعلاقة الصحيحة مع الله.. والشكر أيضًا لكل القنوات التى تعمل بجد لاعلاء كلمة المسيح.. ولتقديم الاستنارة الروحية والاجتماعية والثقافية وهلمّ جرا..


وهنا وجب علينا محاربة التشتت و التشتيت، يجب علينا أن نستخدم المواهب التى وهبها الله لنا.. فمن يجد فى نفسه الكفاءة للانخراط فى الحياة السياسية العامة، يقوم ويعمل لأننا قد أهملنا بل قد أجبرنا على إهمالها فى العقود الماضية.. ولكن هاهى الفرصة قد سنحت مرة أخرى فليتنا نتشجع ثم نشجع بعضنا بعضًا حتى نعرّف الآخرين من هو المسيحى الحقيقى الذى يتببوأ مثل هذه المراكز ومقدار الفرق فى نتائج العمل إذا ما قورن بأخيه السلفى السالف الذكر.. والمطالبة بالحقوق وعدم الخنوع.. وهكذا ستظهر كفاءآت المسيحى ونجاحه فى كل موقع أو مركز يتبوأه.. نعم هذه هى من واجبات قنواتنا المسيحية.. إلا أن لى كلمة عتاب بسيطة.. أرى أن بعض القنوات المسيحية فى الآونة الأخيرة، أصبحت تناغم بعضها بعضًا بلغة المناوشات المباشرة والغير مباشرة مما يجعل الشقاق يدب بين القنوات وبعضها البعض.. وهذا سيؤدى حتمًا إلى زعزعة الثقة.. وهكذا ستضعف جميعها.. ومن هنا.. أود أن أقول كلمة أخيرة.. ليتنا نتفق على ألا نعود إلى تلك النغمات التى تحمل فى طياتها النشاذ وعدم التوافق.. مرة أخرى من فضلكم لنجعل الذى يعمل، يعمل بطريقته الخاصة.. ولنكمل بعضنا بعضًا.. وفى النهاية سيكمل الرب الذى لم يكتمل بعد.. الرب يكون معكم.. آمين.. ثم آمين +++


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع