حوار: أماني سليمان – تصوير وإخراج: سامي سمعان
نفي الدكتور أحمد عبدالعال، رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية، ما يقال أن مصر فقدت (69) كيلو متر من دلتاها وأكد انه ليس لدينا أي أراضي غمرات بالمياه.
وأوضح "عبدالعال" خلال لقاء خاص مع موقع "الأقباط متحدون"، أن سبب ارتفاع درجات الحرارة بالعالم بدء منذ الثورة الصناعية والاستخدام المفرط للفحم ومشتقاته والبترول ومشتقاته مما أدي لغطاء حول غلاف الكرة الأرضية.
وكشف رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية عن بروتوكول تعاون مع وزارة التربية والتعليم لتدريس علم الأرصاد الجوية وأن تكون مادة أساسية فى كل مراحل التعليم من الحضانة حتى نهاية الجامعة.
وفيما يلى نص الحوار..
ما سبب الأرتفاع الكبير فى درجات الحرارة فى مصر ودول أوروبا؟
السبب الرئيسي التغيرات المناخية للعالم كله ومنها مصر، نري تغيرات مناخية فى العالم كله فى أمريكا الأعاصير تسبب كوارث، أيضا فى جنوب شرق اسيا والخليج والهند درجات الحرارة كبيرة جدا، والعام الماضي ضربت أوروبا عاصفة ثلجية وصفت بأنها لم تحدث من قبل، كل هذا حدث بسبب التغيرات المناخية التى تحدث فى العالم كله ومصر تتأثر أيضا.
فى توقعك ما هى المحافظات التى ستتعرض لسيول خلال فصل الشتاء؟
السيول فى مصر تأتي فى فصل الخريف وليس الشتاء، وفصل الخريف من أجمل فصول السنة فى مصر، لكن تنتابه حالة من عدم الاستقرار تتسبب فى أمطار غزيرة.
والأمطار الغزيرة أذا كانت على أرض منبسطة مثل التى تسقط فى محافظات مطروح وإسكندرية والبحيرة نسميها أمطار شديدة، لكن لو سقطت أمطار على مناطق جبلية تتكون كمية كبيرة من الأمطار علي الجبال وتنزل بانحدار من الجبل لذلك تسمي سيول، ولكن اذا نزل على أرض منبسطة لا يصلح أن نطلق عليها أنها سيول ولكن مجازا عندما تنزل أمطار شديدة يقال سيل مثل الذي حدث فى الاسكندرية عام 2015 أو الأمطار التى نزلت على القاهرة الجديدة.
توقعاتك لفصل الشتاء القادم؟ ولدرجات الحرارة الأيام المقبلة خلال الخريف؟
دعيني اتحدث عن فصل الخريف أولاً لانه ليس من الأنصاف الحديث عن فصل الشتاء ونحن مقبلين على فصل الخريف، وتوقعاتي لأي فصل من فصول السنة تكون السمات الرئيسية للفصل وليس تنبئ لانه "كلما طالت فترة التنبؤ قلت المصدقية" وهذا الكلام على مستوي العالم كله، بالتالي فصل الخريف كما قلت من أجمل فصول السنة ينتبه أمطار غزيرة تصل لحد السيول على المناطق الجبلية.
أما عن فصل الشتاء فمن سماته الرئيسية انخفاض فى درجات الحرارة في بعض الأيام وأمطار تختلف شدتها من وقت لآخر ومن مكان لآخر.
كيف تتم عملية التنبؤ بدرجات الحرارة؟
هذه قصة كبيرة جدا ينظمها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومقرها سويسرا ومشترك فيها كل دول العالم (196 دولة) هى تتضمن لكل دولة لديها محطات منتشرة فيها وكل ساعة نقوم بعمل (رصده) وهى عبارة عن مجموعة الرياح اتجاه وسرعة الرياح، والرؤية والظواهر الجوية الموجودة، السحاب وكميته ونوعه وارتفاعه، الحرارة والرطوبة.
وتقوم بعمل (رصده) كل ساعة ونجمعها كلها ونرسلها لبنك المعلومات للأرصاد الجوية والموجود فى أفريقيا فى ثلاث دول الجزائر، وجنوب أفريقيا، ونيجيريا، فى المقابل البنك يرسل لنا بيانات الأرصاد الجوية للعالم كله.
نقوم بتوقيع البيانات على الخرائط ويقوم الاخصائي بفصل الكتل الباردة عن الكتل الساخنة، وفصل الضغط العالي عن الضغط المنخفض ويبدأ بعمل دراسة للكتل المختلفة حول جمهورية مصر العربية من ناحية سرعتها واتجاها ليعرف ما فيها تتأثر به مصر ومن دراسته يعرف سمات هذه الكتلة سواء باردة أو ساخنة وحرارته وكم يوم ستبقي فى مصر، ويبدأ بعمل التنبؤ لدرجات الحرارة.
دور المحطات (103) الموجودة فى مصر؟
هذه المحطات تقوم بعمل الرصده بالمكان الموجودة فيه وتقوم بتجميعها وترسلها للبنك.
هل ظاهرة الاحتباس الحراري لها دور فى التغيرات المناخية؟
دعيني أن أوصفها بطريقة بسيطة للمشاهدين، مع بداية الثورة الصناعية بدء الانسان في الاستخدام المفرط للفحم ومشتقاته والبترول ومشتقاته هذا تسبب فى عمل غطاء من المشتقات حول غلاف الكرة الأرضية، الأرض طول النهار تمتص الشمس وبالليل الجزء الزائد تطرده للفضاء هذا الجزء عندما يحاول أن يطلع للفضاء يقابل غطاء الملوثات فيرتد مرة أخري للأرض ويبدأ بتسخين الأرض لذلك أطلقوا عليها غازات الاحتباس الحراري لانها حبست الحرارة داخل الأرض، نتج عن ذلك ارتفاع درجات الحرارة وتغيير المناخ.
التغيير المناخي يختلف من بلد لآخر ومن قارة لآخري وفقا لتضاريس لذلك تري أماكن بها سيول وأماكن بها جفاف وأماكن بها فيضانات.
هل لدي هيئة الأرصاد القدرة على تحديد كمية الأمطار؟
بعد نزول الأمطار نستطيع تحديد كمية الأمطار ولكن نستطيع قبلها أن نحدد شدتها خفيفة أو متوسطة أو شديدة.
والرئيس عبدالفتاح السيسي قام بدعم الهيئة بمبلغ (182) مليون جنيه لتطويرها ومن ضمن التطوير (3) رادارات للطقس يساعدنا في تحديد السحب وما بها من مياه والكمية التى تنزل على الأرض وأين والوقت بالتحديد.
هل هناك تعاون مع القطاع الخاص خلال الفترة المقبلة؟
بالفعل، التعاون مع القطاع الخاص بتعليمات من منظمة الأرصاد الجوية بسويسرا طلبوا بضرورة التعاون مع القطاع الخاص وأن يشاركنا فى العمل، وكل دولة تتخذ خطوات فى كيفية إشراك القطاع الخاص لان بالفعل نحتاج للقطاع الخاص الدخول فى هذا المجال ويساعدنا فى التطوير.
ما هو دور الهيئة فى حماية الشواطئ الساحلية؟
قرارات الهيئة العامة للأرصاد الجوية ينوط بها حماية الأفراد والممتلكات العامة فى الأرصاد الجوية، وبالتالي عندما حدث تغير مناخي ارتفعت درجة حرارة الأرض بدء الجليد الموجود فى القطب الشمالي بالذوبان بالتالي زاد منسوب المياه علي مستوي البحار والمحيطات وهذا اثر علي المناطق المنخفضة عن سطح البحر ويغمرها.
وفى مصر هناك أماكن منخفضة عن سطح البحر ولكن الدولة تجابه هذا الارتفاع فى مستوي سطح البحر بدليل نجد في الاسكندرية كتل صخرية تقطع بشكل هندسي من قبل هيئة حماية الشواطئ.
ما هي المحافظات التى ستتضرر من ارتفاع منسوب البحر؟
بالتأكيد المحافظات الساحلية خاصة فى المحافظات التى بها أماكن منخفضة مثل الاسكندرية وبورسعيد ودمياط ورأس البر.
حدثنا عن بروتوكول التعاون بين هيئة الأرصاد الجوية ووزارة التربية والتعليم لتعديل وصف المناخ بالمناهج؟
أيضا هو طلب من منظمة الأرصاد الجوية بسويسرا لكل دول العالم أن يدخل علم الأرصاد الجوية فى كل مراحل التعليم من حضانة حتى نهاية الجامعة وأن تكون مادة أساسية، فبدأنا بإيصال هذا الكلام لوزارة التربية والتعليم ووقعنا بروتوكول معهم، ولدينا لجنة من الأرصاد الجوية تعمل علي دراسة مناخ مصر هل حدث تغيير به أم لا، وأن حدث ما هو الجديد، وبعد الانتهاء من الدراسة سنبلغ وزارة التربية والتعليم بالنتيجة.
ما هي أسباب طول مدة فصل الصيف عن فصل الشتاء؟
من الناحية الجغرافيا كل فصول السنة متساوية لانها مرتبطة بحركة الأرض من مدار الجدي الي خط الاستواء الي مدار السرطان، لكن من ناحية الأرصاد والتغييرات المناخية التى أدت لذلك.
ما هى أسباب حرائق غابات الأمازون؟
هذه الغابات يتساقط منها كمية كبيرة جدا من أوراق الشجر وتترك حتى تجف وبمجرد وجود أي مصدر للحرارة تشتعل.
هل فقدت مصر (69) كيلو متر من دلتاها؟
هذا كلام غير صحيح ليس لدينا أي أراضي غمرات، هناك ثلاث دراسات الأولي: أن مستوي المياه بالبحر المتوسط ستزيد إلى أن تغمر الدلتا وتستند هذه الدراسة لارتفاع منسوب المياه من 1.5 : 2 متر. وهذا كلام غير ممكن لان دراسة تقوم أنه خلال 100 عام ارتفع منسوب البحر 11.3 سم فقط.
الدراسة الثانية تؤكد أنه لن يحدث أي شئ.
والدراسة الثالثة تؤكد انه سيحدث ارتفاع بسيط والدولة تواجه تلك الارتفاعات.