قبل12 يوما من بداية العام الدراسي، أصدر وزير التربية والتعليم، الدكتور طارق شوقي، قرارا باعتبار "التربية الرياضية" مادة نجاح ورسوب ولها منهجًا دراسيًا وتقييم عملي، لكن درجاتها لا تضاف إلى المجموع الكلي.

ومع بداية العام الدراسي، أمس الأحد، يرصد مصراوي التغيرات التي شهدتها مناهج طلاب الصف الأول والثاني بالمرحلة الثانوية العامة التي أختصها القرار المسلسل برقم 191 لسنة 2019، بشأن نظام الدراسة والتقييم للعام الدراسي 2019-2020.

"لسه منعرفش نظام الدراسة والمنهج هيكون أزاي، ولكن متوقع عدد الحصص النظري والعملي تزيد"، يقول أحمد عبدالفتاح، الذي يعمل مدرس تربية رياضية بإحدى المدارس الثانوية منذ 8 سنوات، قبل أن يستدرك: "كان الطلاب يعتبرون المادة فسحة أو في أفضل الأحوال يتم تكوين فريق من طلاب الفصل للعب مباراة كرة قدم، ويقتصر دور المدرس خلال الحصة على مراقبة الطلاب حتى لا تحدث أي مشكلة بينهم، هذا بالنسبة للجزء العملي من المنهج".

وتابع عبدالفتاح: "الجزء النظري كان في منهج مخصص لتنمية مهارات وتدريب الطلاب على ألعاب معينه، أولي ثانوي كانت بتدرس مهارات لعبة كرة اليد، والأساليب الفنية للجمباز، وكرة يد وألعاب قوي بالنسبة للصف الثاني". وتوقع أن يتغير مضمون الحصص العملي، وإضافة مهارات تدريبية للألعاب التي يدرسها طلاب المرحلة الثانوية وتوفير ألعاب وأدوات رياضية جديدة، مع فصل الحصص النظري عن العملي.

"التربية الرياضية" لم تكن مادة أساسية خلال السنوات الماضية، لذا بدا الأمر بسيطًا بالنسبة لعبد الفتاح فالأمر لا يحتاج منه إلى مجهود كبير، لإعداد الجزء النظري في دفتر التحضير اليومي للمادة..

الأهم من كون المادة أصبحت مادة "نجاح ورسوب"، هو تغير الاعتقاد السيء لدي الطلاب بأن مادة التربية الرياضة "تضييع وقت، ولعب كرة في حوش المدرسة"، وهذا القرار يعطي "عبدالفتاح" فرصة لتطبيق المناهج التي درسها في الكلية، "أنا كمدرس هيكون عندي حافز اشتغل والقيام بواجبي على أكمل وجه، وأطبق اللى درسته في الكلية، علشان متأكد من الأثر اللى بتسيبه الرياضية على من يمارسها سواء بدنيا أو أخلاقيا أو دينيا".

لذلك لا يمانع مدرس التربية الرياضية في زيادة نصابه من الحصص للضعف مقابل أن يرى أثرا إيجابيا على الطلاب من ممارسة الأنشطة الرياضية وحبهم لها "الموجهين دايما بيأكدوا لنا على أن يلمس الطالب الأثر من ممارسة الرياضة وأهميتها، حتى لو هيمارسها في البيت خلال إجازة نصف العام، ولكن الأهم أنه يصل إلى هذه المرحلة "، واصفا إياها بالأهم في تلك المرحلة العمرية لطلاب الثانوية العامة.
 
لم يتفاجأ "محمد عثمان "، المدرس بمدرسة البداري التابعة لمحافظة أسيوط، بذلك القرار، فقد أخبره موجه المادة قبل عام بنية الوزارة تطبيقه، "القرار لم يكن جديدا بالنسبة لي، ولكن حتي الآن لم نتلق نشرة من الإدارة التعليمية بتنفيذه". يؤكد "عثمان" الحاصل على درجة معلم خبير منذ سنوات في مادة التربية الرياضية، ضرورة تعديل المناهج بشكل يناسب الرؤية الجديدة لتدريس المادة نظريا "أهم حاجة الطالب يستفيد من النظري اللي هيدرسه بجانب العملي"، بينما يرى من وجهة نظره كمدرس للمادة أن التحضير النظري وخطة تدريس المادة لن تتغير إلا إذا قامت الوزارة بتغير المناهج.

"بنحاول نراعي ظروف الطلاب أصحاب الأمراض المزمنة والسمنة في التدريب العملي" يقول صاحب الـ48 عاما، متمنيًا أن يكون هناك نظام خاص بهؤلاء الطلاب، الذين يجدون صعوبة في تحمل العملي "بنحاول نخليهم يستفيدوا من التدريب ولكن بشرط ألا يؤثر عليهم"، لذا يناشد الوزارة مراعاة هؤلاء الطلاب خلال الخطة الجديدة للتدريس "الطالب ذو الحالة الخاصة يمكنه الاستفادة من النظري وبعض التمارين التي تتماشي مع حالته".

يتفق "أحمد خليفة"، مدرس بأشمون بمحافظة المنوفية، مع أحمد عبد الفتاح، فيما ذكره بخصوص تعديل المناهج، حيث يرى أن أغلب المناهج عبارة عن تعليم أولي لمهارات الألعاب الفردية والجماعية "لازم تطور الجانب البدني والرياضي للطالب بشكل أكبر طالما هتزود عدد الحصص بعد ما تبقي المادة أساسية".

ويري صاحب الـ31 عاما، أنه من الضروري أن يتضمن المنهج النظري الثقافة الصحية للطلاب من خلال وضع برنامج غذائي صحي يمكن للطالب أن يستفيد منه قبل ممارسة الرياضة، "في طلاب كتير بتحب الرياضة وتحديدا كرة القدم، لو وضعنا لهم تجارب الرياضيين المشهورين اللي بيحبوهم، وأنهم إزاى كانوا بيحافظوا على النظام الغذائي والتكوين الجسماني لهم، هتلاقي الطالب بيقلده"

وحذر قائلا: القرار ربما يمثل عائقا للطلاب الذين لا يحبون ممارسة الرياضة، "علشان كدا لازم نحببهم في النظري قبل المنهج العملي".

أما بالنسبة لجاهزية المدارس لتطبيق القرار، يقول "خليفة": "بحكم أني بروح مدارس كتير خلال المسابقات لاحظت أن في مدراس مفيهاش ملعب كورة قدم، وكمان هناك مدارس تعاني من نقص الأدوات والألعاب الرياضية، ولازم تكون آمنة علشان تحافظ على ولادنا".

وأوضح: هناك عجز في عدد مدرسي مادة التربية الرياضية عموما، وخاصة المدرسات، ما يحرم البنات من ممارسة المنهج الخاص بهن زي الباليه الإيقاعي مثلا موجود في المنهج ولكن علشان مفيش معلمات تربية رياضية لا يتم تدريسه في المدرسة اللي أنا موجود فيها"، مشددا على أهمية هذا القرار لتنمية الجانب الرياضي لدي الطلاب في المدراس.

"القرار هيكون تحفيزي للطلاب للممارسة الرياضة والاهتمام بالجانب البدني"، هكذا يعتقد أحمد عبد العزيز( 39 سنة) مدرس تربية رياضية بمدرسة ساقية أبو شعرة الثانوية بمركز أشمون بمحافظة المنوفية، مشيرا إلي أن أهمية القرار تتمثل في زيادة وعي الطلاب بأهمية ممارسة الأنشطة الرياضية، والمحافظة على اللياقة البدنية لهم من خلال مناهج نظرية وعملية.