الأقباط متحدون - ذهب المعز وسيفه
أخر تحديث ٠٧:١٤ | السبت ١١ فبراير ٢٠١٢ | ٣ أمشير ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٦٧ السنة السابعة
إغلاق تصغير

ذهب "المعز" وسيفه

بقلم: ميرفت عياد

"مصر" تبكي أولادها ولا تريد أن تتعزى.. فكيف تتعزى ومسلسل سقوط أبنائها مازال مستمرًا، وكأن الأرض تمخضت لتلد تنينًا شرهًا للدماء، يريد أن يشرب من دماء المصريين دون ارتواء، بل وتزيده الدماء شراسة فينهل منها ولا يكف، ولكن السؤال: لماذا يختار شباب "مصر" الأبرياء؟ لماذا يريد أن يقضي على مستقبل تلك البلد؟ فهو بالتأكيد يعلم جيدًا أن لا مستقبل بدون الشباب لهذا يريد تصفية دمائهم الطاهرة مرة بفتنة طائفية ومرة بفتنة رياضية ومرة بفتنة سياسية.

ما حدث في "بورسعيد" أعاد إلى ذهني تاريخ تلك المدينة الباسلة التي تصدَّت للعدوان الثلاثي على "مصر"، تلك المدينة التي لها تاريخ طويل في النضال حاولوا أن يكسروا هامتها، ولكنهم لم يدركوا أن جميع المؤامرات التي يحيكون خيوطها من أجل كسر إرادة المصريين وإعادتهم إلى زنزانة الخوف لن تجدي شيئًا؛ لأن المصري تحرَّر من العبودية وسيظل يقول مع الزعيم الكبير "أحمد عرابي": "لقد خلقنا الله أحرارًا.. إننا لن نستعبد بعد اليوم".

وهنا أسمع ضحكة رأس الأفعى وهو يسخر مما يقرأ ويقول لا تفرح يا شعب "مصر" بالنصر على العدوان الثلاثي؛ لأن النكسة جاءت ولا مفر منها.. فنكسة هذا الشعب قادمة ولن يجدي ما يقومون به من مليونيات وعصيان.. لأننا أصحاب الصولجان .. ونحن قادمون حتى لو استلزم الأمر أن تعبر سيارتنا الفارهة فوق أجسادكم الضعيفة من ذل الفقر والمرض الذي تركناه ينخر كالسوس في أجسادكم، والفقر الذي سيلهيكم عن بدعة الحرية والعدالة التي تطالبون بها.

لا عزيزي رأس الأفعى، فمهما تقومون به من فتن تزيد من تمسكنا ووحتنا، ففتنة "بورسعيد" وحَّدت ألتراس الأهلي والزمالك، وفتنة "ماسبيرو" وحَّدت المسلمين والمسيحين، فاهدأوا بالاً.. مهما تقتلون من شبابنا يتكاثر لنا شباب أكثر جرأة ورغبة في أخذ حق من سبقوهم من الشهداء.. لن يجدي معنا ذهب المعز لأننا لم نعد نثق بكم، ولن يجدي معنا سيف المعز لأننا لم نعد نخشى الموت، فنحن قادمون وأنتم زائلون مهما امتدت بكم الأيام أو تخيلتم أنكم قادمون.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter