محمد حسين يونس
مع بدايه القرن العشرين عم الارض ثلاث فلسفات شاملة... الماركسيه ..والقوميه الفاشستيه.. والليبراليه مع حقوق الانسان .
و رغم سقوط الفاشستيه بعد حربين مدمرتين وانهيار قوميه غريبالدى و أسلاف مصطفي كمال اتاتورك وهتلر وفرانكو وجميع الافكار التي انتشرت تعلن كل منها انها خير امه اخرجت للناس الا ان قوميتان ظلتا تباهيان الامم ..احدهما الاسرائيليه اليهوديه والاخرى القوميه العربيه ثم الاسلاميه ..
في صراع استغرق النصف الثاني من القرن الماضي كان للقوميه الاسرائيليه التفوق الحضارى الدائم علي العربيه لانها اتبعت لغه العصرفي الحكم الرشيبد ... رغم التخلف الواضح لرجال دينها ومدارسهم الا ان سياسه بلدهم كانت دائما ما تقودها الليبراليه العلميه .
القوميه العربيه التفت حول نموذجين احدهما بعثي والاخر ناصرى اختلفا في كل شىء واتفقا في تكوين دوله شموليه بوليسيه علي النمط النازى الهتلرى ليحققا صعودا هيكليا سريعا ثم تستغرقهما المغامرات العسكريه فيسقطا بنفس السرعه التي سقط بها هتلر مخلفين شعوبا لا زالت تعاني من بوليسيه انظمتها وشموليه اقتصادها الذى يتحكم فيه مجموعات من المغامرين النصابين ورجال الدين المتخلفين .
الصعود المفاجىء للناصريه ومن بعدها البعث لا زال يضلل هؤلاء الذين يتخيلون ان بالامكان اعاده التجربه في عصر لن يسمح ابدا بمثل هذه المغامرات
وهكذا تحولت القوميه العربيه الي شعارات ممجوجه لا معني لها عند الاغلبيه لتحل محلها المطالبه بالفكاك من ارهاب الدوله البوليسيه التي لم تنجو منها اى من شعوب المنطقه
الا ان اسلاميو الوهابيه والاخوان تصوروا لعجز في تفكيرهم ان من الممكن احياء تراث الخلافة الذى انتهت صلاحيته منذعقود طويله و فرضه بواسطه الارهاب الفعلي والمعنوى والرشوه علي الارض بالدولار وفي السماء بالحور العين ...و هو أمر لن يتم ولا في أحلام أردوغان .. و ملالي إيران .. فالعالم قد تغير و لا يتحكم فيه إلا قوة السوق
هذه الامه العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة .. لم يعد لها وجود سواء كعرب موحدين او مسلمين منظمين او متحدثي اللغه العربيه الا في عقول غير قادره علي فهم طبيعه المرحله ..
استمرار قياده الجهلاء للأمه يعني اندثارها اما اذا ما كان هناك من يستطيع الادراك فعليه إتباع خطوات الأمم الأكثر تقدما .. فيما يسمي بالحكم الرشيد ..الذى إتبعه كل من الماركسيين الجدد( الصين و روسيا ) و الليبراليين المنادين بالسوق المفتوح و حقوق الإنسان .( أمريكا و أوروبا ) ..
الحكم الرشيد
ينظم إمكانيات و جهد المواطنين ليرفع من مستوى و مقدار الإنتاج .. الذى يغطي إحتياجات القوم الأساسية ( طعام ،ملبس، سكن، أسلحة، دواء، ترفيه ) دون قروض و ديون .. و يسمح بأيجاد قدم في السوق العالمي بحيث يزيد التصدير عن الإستيراد و يصبح ميزان المدفوعات في صالح العملة المحلية ..
و ينظم المجتمع بحيث يسود القانون يطبق بعدل علي الجميع دون تفرقة.. و ينعم المواطن فيه بفرص متساوية في التعليم و العلاج و العمل .. لا فضل لعربي علي أعجمي .. و لا تكبت فيه حرية البشر أو يعتقلوا بسبب أفكارهم و أراءهم ..
مجتمع يعتني بالطفل و المسن .. بالمراة و الرجل .. و لا يفرق بين البشر بسبب لون أو عقيدة أو جنس أو إنتماء .. يجلس فيه الملالي و الشيوخ و الكهنة في معابدهم .. و لا يخرجون للشارع يفرضون طقوسهم .
هذا هو الحكم الرشيد .. و ليس فيه بالطبع إقامة ناطحات سحاب .. و لا أعلي و أطول و أعرض و أسخف المباني التي توضع في الموسوعات العالمية تقام بواسطة سلسلة من القروض تتكلف خدمتها ثلاثة إرباع دخل الدولة .