حمدي رزق
في استطلاع للرأى، قامت به شركة الأبحاث «سافانتا كوم ريس» في بريطانيا، شمل ما يقرب من 2002 سيدة، تراوحت أعمارهن ما بين 18 و39 عامًا، أشار إلى تعرض أكثر من ثلث النساء في بريطانيا (38% منهن) إلى ممارسات عنيفة في أثناء ممارسة الجنس «بالتراضى» مع شركائهن.
أسئلة الاستطلاع تمحورت حول ما إذا كانت السيدات قد تعرضن للضرب أو الخنق أو الصفع والإسكات أو البصق خلال ممارستهن العلاقة الحميمة بالتراضى مع طرف آخر، كما تطرقت الأسئلة إلى مدى موافقتهن على هذه الممارسات وقبولهن بها، فاعترفت 31% من العينة التي شملها الاستطلاع بأنهن أجبرن على هذه الممارسات، وتشير الأبحاث إلى أن 20% من السيدات اللاتى تعرضن لهذه التجربة يعانين من الخوف والاضطراب!!.
وتحكى «آنا» التي تبلغ من العمر 23 عاما، كيف أن شريكها في أثناء ممارسة العلاقة الحميمة بدأ بصفعها وجذبها من شعرها ومحاولة خنقها «شعرت بالصدمة، وباضطراب شديد وترهيب. علمًا بأنه إذا فعل أحدهم ذلك في الشارع فسيكون ذلك اعتداء»!!.
لا تسألن عن السبب، في حين رجح مركز «عدالة المرأة» أن السبب قد يعود لإتاحة المواد الإباحية العنيفة على الإنترنت واعتياد مشاهدتها، يقينًا هناك أسباب أخرى تحتفظ بها المرأة لنفسها، فغرف النوم البريطانية تصطخب بالعنف الجنسى.
وماذا عن غرف النوم المصرية؟، حدّث ولا حرج، والصمت أفضل، إذا كانت غرف النوم البريطانية تحولت إلى غرف تعذيب وإذلال وإهانة في مجتمع متحضر، متمدين، بلغت فيه المرأة حق المساواة، وتحصّلت على حقوقها كاملة بما فيها الحقوق الجنسية.
اكفى على خبر الدراسة ماجور، ولا تتحدث فتفضح، ومراجعة ما يصدر عن المرجعيات الدينية في شأن غرف النوم يشى بالكثير، والنعرة الذكورية المسيطرة في الشارع تحيلك قسرًا لتخيل شكل الأداء الجنسى في غرف النوم المغلقة على ما فيها من أسرار، وأسباب قضايا الخُلع في محكمة الأسرة تفضح المستور من عذابات غرف النوم.
السيدات المصريات لا يتحدثن، ولا يفضفضن، وأسرار غرف النوم مسكوت عنها تمامًا، الحياء، الخشية، والخوف يمسك ألسنتهن، كما أن سيف الاتهام بـ«قلة الرباية» مسلط على من تتنفس بنَفَس واحد، أو تخرج على أهلها بأن زوجها لا يحسن معاشرتها، تحسب مجتمعيًا وأسريًا «فاجرة، وقليلة أدب»!.
آداب الفراش، لم يهملها القرآن ولا السنة المطهرة، وتوفر عليها علماء الجنس ونظراؤهم من علماء النفس، ولكن الموروث صعب، العلاقات الزوجية باتت عبئًا ثقيلًا على المرأة الصامتة، عذابات غرف النوم تستأهل وقفة نفساوية، إذا عدلتم.
نقلا عن المصرى اليوم