كتبت - أماني موسى
قال العميد خالد عكاشة مدير المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، أن عام 2019 كان به قدر من الصعوبة والتحديات الأمنية، خاصة لما يعانيه الإقليم والذي ربما يمثل هاجس لدى المؤسسات الأمنية المصرية من انتقالات تحدث من مراكز التوتر بالإقليم مثل ليبيا وجنوب الصحراء في الدول الإفريقية التي تعد مهددات للدولة المصرية والبعض من هذه المهددات لا زال قائمًا.
وأضاف عكاشة في لقاءه مع الإعلامية لميس الحديدي ببرنامج "القاهرة الآن" المقدم عبر شاشة العربية الحدث، بدأ عام 2019 باحتشاد ربما لم تشهده سيناء من قبل في العملية "سيناء 2018"، وهي من العمليات الكبرى التي ستسجل في التاريخ الأمني والعسكري المصري كأكبر عملية لمكافحة الإرهاب على مستوى الجمهورية وعلى مستوى محاور الدولة الاستراتيجية بكاملها.
وتابع، بدأت ملامح نجاح هذه العملية منذ الربع الأول لعام 2019، حيث حدث كسر كبير جدًا لإمكانيات ولمفاصل التنظيمات الإرهابية بمختلف الأماكن، وليس سيناء فقط، حيث تلقت تنظيمات الإخوان داخل محافظات مصر من تنظيمات الدولة والأجهزة الأمنية ضربات موجعة أحدت من إمكانيات هذا التنظيم الإرهابي، وحصرته بشكل كبير واضح وظاهر، ما انعكس إيجابًا على المستوى الاقتصادي والسياحي.
يذكر أن مصر تم تصنيفها خارج قائمة العشرة الأكثر تأثرًا بالإرهاب في العام 2019.
على الجانب الآخر قال د. جمال عبد الجواد، عضو الهيئة الاستشارية للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، تعليقًا على الاستفزازات التركية للجانب المصري، بأنه لا طرف مندفع للدخول في حرب كهذه بين دولتين كمصر وتركيا، لا أتصور أن احتمال حدوثه كبير، لكن أتوقع حدوث درجة عالية جدًا من التوتر والصراع والعنف، مع تصاعد الصراع في ليبيا نتيجة التدخل التركي في ليبيا، بما يخلق واقع استراتيجي جديد.
فتجد مصر تفاجئ بواقع جديد وأن تركيا أصبحت جار غربي ووجود قوات تركية عسكرية على الحدود الغربية لمصر أو قريبة منها، وهذا الواقع لن تقلبه مصر وسترفضه بكل الوسائل، واعتقد أن مصر ستستخدم كل السبل بأقل من الحرب لمنع حدوث هذا الأمر على أرض الواقع لكن الإدارة المصرية لن ترهب الدخول في حرب.
وتابع عبد الجواد، أن أردوغان يحاول ترهيب دول الجوار ومن ثم يجبر مصر على أنها تتصرف بها "فرملة" لاندفاع الأمور، ومصر لن تخضع لهذه الابتزازات ولن تندفع أيضًا للحرب.
وأكد العميد خالد عكاشة، أن مصر لن تنجر للحرب، لأن مصر لديها السيناريو الخاص بها، مصر لا ترقص على نغمات الآخرين، مصر لديها منذ اللحظة الأولى كل الاحتمالات منذ 2011، مصر لديها سيناريو تعلم تمامًا أنه قد يتم فرض أمر أن يصبح الموضوع تصاعديًا وهي لن تريد حرق أوراقها جميعها مرة واحدة، لكنها على أتم استعداد لكل الاحتمالات.
لافتًا إلى أن مصر استعدت بأكبر عملية تطوير وتسليح لقواتها المسلحة على أعلى المستويات، وعملت على استحضار أسلحة نوعية كانت تدرك بنظرة ثاقبة استراتيجية أنها قادمة على سنوات ربما تحتاج إلى هذا النوع من القوة كي تمارس حتى عمليات الردع، قبل الدخول في مسائل صراعات أو غيره، مع إدراكها إلى أن أردوغان كرجل سياسة يجيد لعبة حافة الهاوية.
وحول حقيقة المكايدة التركية لمصر، قال عبد الجواد، أن الأمر يتلخص في موضوعين، الأول هو السيطرة على غاز شرق المتوسط، والثاني هو أن أردوغان يريد إعادة إحياء واستنساخ الخلافة العثمانية باستخدام الإخوان.
مستطردًا، تركيا تحاول أن تفتعل أي صراع مع مصر لأنها تطمع في أخذ نصيب من ثروات شرق المتوسط، وعلى الجانب الآخر هناك حملة تركية لإعادة الأحلام العثمانية، لكن هذه المحاولات ستنتهي بالفشل، فتركيا لا تملك اقتصاد قوي والقيادة التركية الحالية تضع البلاد في خطر استنزاف شديد والتورط في عدة معارك والتزامات ومسؤوليات أكبر منها، إذا تصورت الآن أنها قادرة أن تتصرف كقوى غير بسيطة، أتصور أنها بعد فترة بسيطة ستكتشف حجم الكارثة التي قادها إليها أردوغان.