محمد حسين يونس
عندما كان الجيش جيش الملك فاروق .. و البوليس بوليس الحكومة و كان وزيرى الحربية و الداخلية من السياسيين المدنيين اللذين ينفذان خطة و تعليمات الحزب الحاكم ، و لم يكن كبار الضباط قد أصبحوا بعد من أسيادنا رغم كونهم باشاوات و بكوات ..
في ذلك الزمن حدث في مدينة الاسماعيلية ((في 25 يناير، 1952 أن رفضت قوات الشرطة المصرية تسليم أسلحتها وإخلاء مبنى المحافظة للقوات البريطانية.و أسفر الاشتباك بين الشرطة المصرية والقوات البريطانية عن مقتل 50 شرطيًا و80 جريحًا، وقامت القوات البريطانية بالاستيلاء على المبنى)).
كنا نعرف أسماء الشهداء فردا فردا عندما خرجنا في مظاهرات شعبية و رسمية ، ندين سلوكيات المستعمر المحتل لارضنا ..
لقد كان رجال البوليس منا.. أفراده في قلوبنا و عيوننا .. و كانت معركة تحرير القناة تضم الجميع .. و لا يتردد أى منا في أن يحمل السلاح ..و يذهب لازعاج البغاة .ولو بحرق معسكراتهم .. .والتاريخ يذكر أسماء أطفال و سيدات فعلوا هذا .. و مسنين .. وشباب ..ورجال ونساء تنازلوا عن وظائفهم بالمعسكرات الانجليزية(الأورنس ) و تسببوا في إزعاج جنود العدو بعملياتهم الفدائية
ما الذى حدث و جعل الشرطة في مواجهه دائمة مع الشعب .بعد أن رحل مولانا الملك . بحوالي سبعة عقود .
لماذا تغير الوضع ... و تدور معارك شوارع ضارية بين الشرطة و المتظاهرين منذ سبعينيات القرن الماضي و حتي اليوم ..
سؤال يلح علي كلما رأيت مئات الرجال بملابس مدنية و عسكرية يقفون في الشارع بالساعات بإنتظار مرور التشريفة
و رغم أن الشرطة لا زالت تقدم الشهداء في سيناء و أجزاء في الوادى .. حيث يعبث مجموعة من البغاة المتلفعين ببردة الدين ..إلا أننا لم نعد نعرف غير (الاعداد) .. لقد أصبح الشهيد رقما في كشف طويل .. لا يعني أحدا إلا الورثة الذين سيقبضون معاشة .. و كأنه من شرطة الجيران .. التي لا يعنينا أمرهم.
لماذا لم تنجح الشرطة أن تكون في خدمة الشعب و حمايته.. و أصبح الناس يتجنبون الإحتكاك بهم حتي لا يصيبهم من أذاهم و صلفهم جانبا ..
بصراحة
هناك فرق بين أن يكون البوليس معد لخدمة ناسه أو أن يكون عصا الحاكم الغليظة .