الأقباط متحدون - هل يصلح الشيخ / حازم صلاح أبو إسماعيل لرئاسة مصـر ؟!!
أخر تحديث ٠٥:٢١ | الجمعة ٢٤ فبراير ٢٠١٢ | ١٦ أمشير ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٨٠ السنة السابعة
إغلاق تصغير

هل يصلح الشيخ / حازم صلاح أبو إسماعيل لرئاسة مصـر ؟!!

 بقلم : البير ثابت
 
ماذا حدث في مصر ، في غفلة ظهر على السطح مجموعة من المرشحين للرئاسة الطامعين لحكم مصر بعضهم ليس لديه أي ممارسة جادة في العمل السياسي أو الإلمام بالنظم الإدارية والقانونية بل من مفلسى الفكر والوطنية والتحضر والمدنية . أن مصر بعد ثورة يناير تحتاج لرئيس قوى وصادق لإخراج مصر من عنق الزجاجة  . 
لا أريد التحدث عن المرشحين للرئاسة وإنما اخترت نموذج فريد متخصص في إطلاق العديد من التصريحات النارية التي تثير الفتنة ، ثم يدعى في أقواله بعد ذلك بأن أحداث الفتنة الطائفية مصطنعة، وبالطبع لأنه أحد الصانعين لها من وراء الستار بتصريحاته الغير محسوبة . 
 
-         يصرح الشيخ حازم أبو إسماعيل بأنه شارك في الثورة ، رغم نزوله لميدان التحرير بعد أسبوعين من الثورة ليحث جموع الشباب على الصمود في الميدان ذاكرا لو قدم أكثر من مليون شهيد ... وبالطبع عاد لمنزله بعد ذلك للدفء تحت اللحاف ! .  رغم أن هؤلاء الطامعين ظلوا مختبئين مرتعشين مترددين خوفا من اعتقالهم لو فشلت الثورة وبعد أن تأكدوا من نجاحها بدوا في الخروج من جحورهم ، والآن يتخيلون بأن ملكية البلد قد انتقلت من النظام القديم إليهم، ومن ثم فمن حقهم أن يفعلوا بها ما يشاءون، مستندين إلى ما يتصورون أنه من صحيح الدين . 
 
-         ومن تصريحاته المثيرة عن عمل المرأة قوله : لو كان لدينا شرف الرجال فلن نسمح بالإهانة اليومية التي تتعرض لها المرأة فى العمل ، رغم أن هناك نسبة كبيرة من العاملات المصريات من الأرامل والمعينات لأنفسهن ولأسرهن بالكامل ... كيف يعيش هؤلاء إذ جلسوا في منازلهم حسب تصريحاته ؟!!  . 
 
 
-         وبلغ من سوء إدراكه أن حرم الاحتفال بعيد الأم ويعتبره عبادة  ، كما يحرم الاحتفال بالمولد النبوي ، كما يحرم فوائد البنوك رغم أن هذه القضية، قتلت بحثا، وهناك اجتهادات إسلامية عديدة أجازت هذا الأمر وحللته . ومن آرائه وأفكاره الرجعية والتي أكل عليها الدهر وشرب أفكاره ضد الجمال والفن والسينما والسياحة ذاكراً بأنه سيسعى لتطبيق  الفن الحلال والسياحة الحلال ... كما أكد في برنامج 90 دقيقة بأنه سيلغي صالات القمار ( رغم أن القانون يمنع كلياً دخول المصريين لصالات القمار ) ، كما أنه سيلقي القبض على أي سائحة ترتدي المايوه على الشاطئ ، كما أشار بأنه سيصدر قانوناً لتحديد زى النساء المصريات ومن سيخالف تلك القوانين سيحاكم رغم أنف الجميع ( دعوته السابقة لفرض النقاب على جميع النساء )... ونسأله هنا هل سيكتفي بالحجاب أم النقاب ، وهل على المسلمات فقط أو يشمل المرأة القبطية ... وكيف يتم ذلك في ظل قانون احترام الحريات الشخصية ، لست أدرى ؟! .
 
 
-         المراوغة صفة رئيسية في شخصيته فرغم أنه عضو بجماعة الأخوان ألا أنه أخفى علاقته بهم ساخراً من كل المصريين ومقدماً نفسه كعضو سلفي في تلون فاضح رغم أنه رشح على قائمتهم في انتخابات عام 2005 م كعضو إخواني .
 
-         ومن المضحك أنه صرح مراراً وتكراراً بأنه لا يلتقي مع أي مذيعة متبرجة ، ثم نجده فجأة يلتقي مع أكثر من مذيعة غير محجبة في حوارات علانية ومنها مذيعة قناتي المحور ودريـم ، والمذيعة / ريم ماجد التي أحرجته على تصريحاته . وبهذا الأسلوب يناقض نفسه في الأقوال والأفعال ( المصريين المستنيرين لا يصدقون هذه الازدواجية في التفكير والتلوين ) .
 
-         من أرائه الظلامية ، تحدث الشيخ عن وجوب دفع الأقباط الجزية رغم أنهم يدفعون الضرائب بكل أمانة ويشاركون في خندق واحد للدفاع عن الوطن في كل الحروب وخير مثال النماذج القيادية الحية من أبطال حرب أكتوبر 1973 م التي يعرفها القاصي والداني ... ولا يدرك مولانا الغافل عن التاريخ بأن الجزية قد تم إلغاءها فى مصر عام 1855 م . كما لا يعرف بأن جوهر الديمقراطية ليس فقط حكم الأغلبية، ولكن الحفاظ على حريات وحقوق الأقلية، حتى لو كانت فردًا واحدًا ، كيف له أن يعرف الطريق وهو لم يعهده من قبل ؟. 
 
 
-         يقول مولانا بأن مصر ظلت لمدة 60 عاما من الرشوة والفساد، أين الشيخ حازم طوال الستون عاماً التي يصفها بالرشوة والفساد ؟! لماذا كان صامتاً ، بل استطرد قائلاً : لا يصح أن يتولى أمور البلاد إلا شخص إسلامي حتى لا تظل مصر في حالة الفساد التي كانت عليها... وأتساءل هنا ماذا يقصد بإسلامي ؟!! وهل تولى حكم مصر ( حاكم غير مسلم ) منذ تولي محمد على الحكم في 1805 م حتى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك . 
 
-         والسؤال المطروح الآن هل مثل الشيخ حازم إسماعيل ومن على شاكلته من المندفعين والمتهورين يصلحون لقيادة وطن عظيم كمصر؟ . طبعاً ( لا ) لأنهم يرون ما عاداهم أكبر خطر على البلاد، وأنهم يريدون سرقة ثورة الشباب الوطنية وحقوق الشعب ، أنهم حاقدين وناقمين فعلاً على الثقافة والنقلة الحضارية والمعرفية والعلمية التي حدثت لمصر ... فقد صرح الشيخ حازم أبو إسماعيل مؤخراً بأن العلمانيين يمثلون خطراً كبيراً على مصر ، وإن أي شخص غير ملتزم شرعاً لا يصلح لرئاسة البلاد ، أنهم فعلاً تجار الدين والفضائيات ، ويستغلون الدين للوصول إلى أهدافهم وكرسي السلطة التي يحلمون بها . لذا فهو لا يصلح لهذا المنصب الكبير لفقدان الرؤية والخبرة في العمل السياسي . وهذه ما أكدته المستشارة الفاضلة / نهي الزينى حيث طلبت من الشيخ / حازم أبو إسماعيل بأن ينسحب من سباق الرئاسة ، لأنه ثبت فشلة على المستوى السياسي ، لأن مصر تحتاج إلي رجل سياسي وليس شيخ . 
-         وأخيراً : إن غالبية الشعب المصري بجميع طوائفه سوف يلفظهم لأنهم أذكياء ، كما أنهم لا يقبلون أساليب الدجالين والمشعوذين والمتاجرين بالدين الذين ظهروا على الساحة في الآونة الأخيرة ... نحن نريد جميعاً من إقامة الدولة المصرية الحديثة لا دولة الدروشـة التي يخططون لإقامتها وسبق فشلها كلياً في العديد من الدول المجاورة في المنطقة .

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter