سليمان شفيق
تركيا ترفض مقررات برلين وتسعي لنقل الارهابيين لافريقيا
فرنسا تستعد لعملية عسكرية في افريقيا علي حدود ليبيا
الجزائر تسعي لمحاولة حوار بين طرفي الازمة الليبية
في ظل التوتر الذي يخلقة اوردغان في ليبيا ومحاولات المجتمع الدولي التصدي له في برلين ، يتجة اوردغان الي افريقيا خاصة في الدول المتاخمة ليبيا والجزائر في محاولة تطويق المنطقة عثمانيا ،لذلك أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال قمة برلين أن بلاده مستعدة لاحتضان "حوار" بين أطراف الأزمة الليبية لايجاد حل للأزمة ، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الجزائرية
وقال تبون "نحن مطالبون بوضع خارطة طريق واضحة المعالم وملزمة للطرفين، تشمل تثبيت الهدنة والكف عن تزويد الأطراف الليبية بالسلاح لإبعاد شبح الحرب عن كل المنطقة".
وأضاف "الجزائر مستعدة لإيواء هذا الحوار المرجو بين الليبيين"، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الجزائرية.
كما دعا الرئيس الجزائري الذي تتقاسم بلاده أكثر من ألف كلم من الحدود مع ليبيا طرفي النزاع إلى "طاولة المفاوضات لحل الأزمة عبر الحوار وبالطرق السلمية لتفادي الانزلاق نحو المجهول" بحسب نفس المصدر.
والتزم قادة أبرز الدول المعنية بالنزاع في ليبيا احترام حظر إرسال الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة عام 2011، ووقف أي "تدخل" خارجي في هذا النزاع خلال مؤتمر برلين.
وزار الجزائر مؤخرا كما زارها وزراء خارجية تركيا ومصر وإيطاليا. واجري وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أيضا زيارة للجزائرامس الثلاثاء للحوار حول العملية العسكرية المزمع قيام الجزائر لها ضد الارهابيين في الدول الافريقية المجاورة لليبيا والجزائر.
عملية عسكرية فرنسية ضد الارهابيين في افريقيا
من المعروف ان تخوم ليبيا تشاد مالي وبوركينا فاسو والنيجر سيشهد قريبا عمليات عسكرية جديدة ضد الارهابيين في هذه المنطقة التي تعتزم فيها فرنسا وحلفاؤها تركيز جهودهم على مكافحة الارهاب بها ، وفق ما أعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي. وذلك في إطار سعي باريس وحلفائها إلى تركيز جهودهم على التصدي للتمرد الجهادي.
وصرحت بارلي للصحافيين بعد أن استقبلها الرئيس المالي ابراهيم أبو بكر كيتا، مع نظرائها السويدي والاستوني والبرتغالي، "ستحدث عمليات جديدة في الأسابيع المقبلة في هذا المثلث الحدودي الشديد الخصوصية". فيما لم تقدّم الوزيرة الفرنسية مزيدا من التفاصيل عن العمليات العسكرية المرتقبة.
ووصلت بارلي إلى مالي قادمة من تشاد. وقد تزامنت زيارتها إلى مالي مع تفجير انتحاري يحمل بصمة جماعة بوكو حرام الجهادية وأسفر عن مقتل تسعة مدنيين في منطقة بحيرة تشاد وسط اتهامات لتركيا وقطر بتمويل تلك المنظمات.
وزارت الوزيرة الفرنسية منطقة الساحل برفقة نظرائها الإستوني والسويدي والبرتغالي وقد نشرت على حسابها في موقع تويتر صورة لهذا "التنسيق الجديد" مع نظرائها الثلاثة في مقرّ الأمم المتحدة في باماكو. وتتولى السويد حاليا قيادة بعثة الأمم المتحدة في مالي.
وكانت فرنسا قد اتفقت مع دول الساحل الخمس (تشاد والنيجر وبوركينا فاسو ومالي وموريتانيا) خلال قمّة استضافها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في منتصف الجاري على تعزيز التعاون العسكري لمكافحة الارهاب الذي يهدّد المنطقة.
وخلال القمة تمّ الاتفاق على تشكيل قوة جديدة تحت اسم "تاكوبا"، تضمّ قوات خاصة من نحو عشر دول أوروبية لتعقّب الجهاديين عند الحدود بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو. ولم تُكشف في حينه أي تفاصيل حول الدول التي ستشارك في هذه القوة، لكنّ الرؤساء قالوا إن "تاكوبا" ستركّز جهودها على تعقّب مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى.
تركيا تتوغل عسكريا في افريقيا:
يواصل النظام التركي تحركاته المشبوهة لوضع قدمه في المنطقة، حيث يقود الجيش التركي حملة إغواء وضغط قوية ضد الدول الإفريقية للتوقيع على برامج التعاون العسكري لمواكبة الاستثمار والنمو للأنشطة التركية في القارة السمراء.
ففي ظل عدوان عسكري يشنه النظام التركي على شمال سوريا، تمكن المسؤولون الأتراك يومي السابع والثامن من نوفمبر الماضي من عقد لقاءات سرية مع جنرالات ومسؤولين عسكريين من غينيا والسنغال وأوغندا ونيجيريا، وفقا لموقع "افريكا انتليجنس".
وبحسب الموقع فإن هدف تلك الاجتماعات "التسويق العسكري" وأن المسؤولين العسكريين الأتراك حرصوا على استعراض برامج أنقرة العسكرية في إفريقيا، بما في ذلك مركز التدريب الذي افتتح في مقديشو عام 2017 للجيش الصومالي.
ويضيف التقرير أن أنقرة حاولت التقرب بأكثر من طريقة لعديد من الدول الإفريقية مثل نيجيريا والكونغو وكوت ديفوار عن طريق التبرعات ومحاولات عدة لتقوية العلاقات وتمويل شراء معدات عسكرية تركية.
وأشار الموقع إلى أن هناك 4 مشاريع تعاون عسكري على الأقل مع دول غرب إفريقيا قيد الدراسة حاليًا.
ومن خلال هذا التقارب الاستراتيجي ، تسعى أنقرة أيضًا إلى إيجاد منافذ جديدة لصناعة الأسلحة لديها.
وأكد الموقع أن المسؤولين القطريين كانوا حاضرين بالطبع تلك الاجتماعات خاصة وأنهم يتفقون على نفس وجهات النظر والتوجهات بشأن افريقيا، ولهما مصلحة في أكثر من دولة مثل ليبيا التي يمولون فيها ميليشيات مسلحة والصومال وغيره.
صحيفة فرنسية: أردوغان يعاني حمى الدولة العثمانية
وتنشط مخططات تركيا في افريقيا فلم تكتفي بتمويل وتسليح الميليشيات في ليبيا، إذ انها تمتلك عشيرات المكاتب والمؤسسات تحت غطاء استثماري وخيري لكن هدفها الحقيقي التوغل في افريقيا ليضع النظام التركي ورئيسه رجب طيب اردوغان قدما في تلك المنطقة.
حذّرت صحيفة ليبراسيون الفرنسية، من التوغل التركي في الدول الأفريقية، موضحة أن أنقرة تتخفى تحت ستار المساعدات الإنسانية لإحياء طموحات سياسية خبيثة في القارة.
ولفتت الصحيفة إلى أن "تركيا تحشد وكلاء لها عبر 20 مكتبا في أنحاء القارة أدت إلى تطور تواجدها في السنوات الأخيرة، زاعمة أن وجودها في القارة السمراء عادلاً أكثر من الدول الغربية، وأقل صرامة من الدول الأخرى التي تستثمر في أفريقيا، إلا أنه في حقيقة الأمر توغل له نوايا استعمارية قديمة".
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن تركيا تروج عبر أذرعها الإعلامية التنديد بالقوى الاستعمارية السابقة، والزعم بأن هذه الدول تأتي لأفريقيا لاستنزافها، وهو ما تفعله تركيا بالضبط مع أفريقيا باستغلال الموارد الطبيعية والثروات الأفريقية، مدللة على ذلك بما فعلته أنقرة مع ليبياو السودان والصومال.
ووفقا لـ"ليبراسيون" فإن "النظام التركي لا يتردد في تعزيز علاقاته مع الأنظمة الاستبدادية في القارة لضمان ولائهم".
كما اعتبرت الصحيفة أن "تركيا لا تزال من الدول الحاضنة للإرهاب في المنطقة التي تستقبل التنظيمات المتطرفة وتأوي عناصرها وتمول الإرهاب".
سواكن.. مخاوف أفريقية من استغلالها عسكرياً
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الدول، خاصة في القرن الأفريقي، أعربت عن قلقها من تهديد أمنها الإقليمي، بعدما حصلت أنقرة على عقد إيجار لجزيرة سواكن السودانية المطلة على البحر الأحمر، لمدة 99 سنة في ديسمبر2017.
وكانت هذه الجزيرة الاستراتيجية تحت ظل الحكم العثماني في القرن الـ19، إذ كان ميناء خروج الحجاج الأفارقة إلى مكة حتى أوائل القرن العشرين.
وذكرت الصحيفة أنه "بموجب الاتفاق الذي بلغ قيمته 4 مليارات دولار دفعتها قطر، بدلاً عن تركيا التي تمر بأزمة اقتصادية، تقوم أنقرة بتطوير الميناء واستغلاله؛ الأمر الذي أثار قلق ومخاوف دول المنطقة من التهديدات التركية في هذا الموقع الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر، خشية من استغلال هذا الموقع عسكريا".
وأكدت أنه "على الرغم من وقوف أنقرة وراء الصين وفرنسا في حجم الاستثمارات مع أفريقيا، إلا أنها تظهر كأحد الفاعلين في أفريقيا عبر العقود التجارية وقناع المساعدات الإنسانية".
هكذا يمتد التوغل التركي حول مصر والجزائر من ليبيا حتي تشاد مرورا بالصحراء الكبري في افريقيا فهل يتم التصدي لتلك الظاهرة العدزانية التركية التي باتت تهدد امننا القومي من السودان وحتي ليبيا ، وهل سوف ننسق في ذلك مع الجزائر وفرنسا ؟