حمدي رزق
تلقيت دعوة كريمة من فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، لحضور أعمال «مؤتمر الأزهر العالمى للتجديد فى الفكر الإسلامى»، والذى ينعقد فى مركز الأزهر الدولى للمؤتمرات يومى 27 و28 الجارى، تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية.
الدعوة نصًا: «فتعلمون أن التجديد قضية مُلِحّة وحقيقة قائمة، وأنه ضرورة دينية وشرعية وعلمية تتأكد فى كل زمان ومكان، وهو مؤشر قوى على حيوية هذا الدين واستيعابه قضايا الأمة الإسلامية، ثم هو واجب العلماء والمصلحين».
صياغة الدعوة تدعو إلى التفاؤل، أولًا فيها إقرار بما هو ثابت من ضرورة تجديد الفكر الإسلامى، ضرورة دينية وشرعية وعلمية فى كل زمان ومكان، التأسيس لضرورة التجديد على هذه الوجهة يُنقِّى هذه الدعوة مما قد يلحق بها من أباطيل تزعم أنها دعوة مواءمة مع طارئ سياسى أو مجتمعى، بل هى فريضة مستوجبة، فالفكر الإسلامى يحتاج لما يحتاجه الشجر من تطعيم إكثارًا للأفكار، وتحصينًا من الآفات الضارة التى تصدرها جماعات الإرهاب الفكرى التى انحرفت عن جادة السبيل.
ومن الدعوة الطيبة نتوقف أمام التجديد قضية مُلِحّة، فليس أكثر إلحاحًا على عقل الأمة الإسلامية من حتمية تجديد الفكر الإسلامى، التجديد صحة وقوة ومناعة، وهو مؤشر قوى على حيوية هذا الدين واستيعابه قضايا الأمة الإسلامية، بل العالم من حولنا، للعالمين كافة.
فى عصر «الفيمتو ثانية»، تتسارع الأفكار والثورات المعلوماتية، وما استجد من أفكار وعلوم واكتشافات وفلسفات كونية، يستوجب التعاطى معها حواريًا، فى إطار إنسانى، يُنحِّى المختلف جانبًا، ويذهب حثيثًا إلى المتوافَق عليه، على قاعدة فقهية مستقرة تقول: «نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه»، تأسيسًا على الآية الكريمة: «وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أمة يَدْعُونَ إلى الْخَيْرِ» (آل عمران: 104- 105).
وتحدد الدعوة واجب التجديد، هو واجب العلماء والمصلحين، لم تُقصرها على رجال الدين، يتسع المصطلح للعلماء فى شتى فروع العلم، والمصلحين من المفكرين الثقات، يوسع الفكرة، ولا يضيقها، ويضيف للفكر الإسلامى أفكارًا، ويحلق به إلى آفاق لا تحدها أفكار موروثة وأخرى معلبة، تجمدت عند درجة حرارة جاوزها المناخ العالمى الحار من اصطكاك الأفكار.
نفرة الأزهر الشريف لعقد هذا المؤتمر خطوة على طريق طويل، يقطعها فى ظرف دقيق، وقد تكالبت الأكَلة على قصعتها، وتكالبت على الفكر الإسلامى عصابات إرهابية، تسوغ لقصعتها بتفسيرات ما أنزل الله بها من سلطان.. تجديد الفكر الإسلامى واجب ومستوجب على مؤسسة الأزهر شيخًا ومشيخة وجامعة أولًا، الأزهريون'> الأزهريون أوْلَى بالمعروف.
نقلا عن المصرى اليوم