جارينيه نظريان
💠«يقع دير "مار موسى الحبشي" في واد وعر من وديان سلسلة جبال "القلمون"، هو دير سرياني قديم يبعد 80 كم عن دمشق باتجاه الشمال الشرقي، و 15 كم عن مدينة "النبك" .
⭕وقد سُمي الدير بـ"مار موسى الحبشي"، ذلك أن القديس "موسى" كان ابنًا لملك من ملوك الحبشة، أراد أن يزوِّجه، وأن يعده لخلافته على العرش؛ فرفض المُلك والأمجاد الدنيوية، وترك البلاد باحثًا عن الملكوت، فهاجر إلى "مصر"، وزار الأماكن المقدَّسة في "فلسطين"، ثم ترهَّب في دير "مار يعقوب" بالقرب من بلدة "قارا" شمال "النبك"، فرغب بالتوحد، وأتى إلى وادي جبل القلمون، وأقام في أحد المغائر متنسكاً. وقد استشهد الراهب الحبيس "موسى" على يد جنود الإمبراطور، ووصل خبر استشهاده إلى الحبشة؛ فأتى رسول من طرف أهله ليأخذ جثمانه حتى يواريه الثرى في مسقط رأسه؛ فرفض أهل المنطقة أن يتخلوا عن رفاة قديسهم. وعندما فتحوا القبر، وجدوا إبهام يده اليمنى منفصلاً عن الجثمان، وكانت تلك لهم علامة ربانية؛ فاحتفظ الرهبان بإبهام يده اليمنى ذخيرة يتباركون منها، ولا تزال محفوظة حتى أيامنا هذه في كنيسة "النبك" السريانية.
💠«تدل الكتابات العربية على جدران الدير على أن بناء الكنيسة الحالية يعود إلى سنة/1058/ للميلاد، وفي القرن الخامس عشر، أعيد ترميم الدير وأضيف قسم جديد عليه، واستمرت الحياة الرهبانية فيه حتى عام /1831/م، حيث هجر آخر رهبان الدير المكان، وتُرك فارغاً فحوله الرعاة إلى ملجأ لهم ولمواشيهم، وعلى الرّغم من خلو الدير من سكانه، ظل أهالي مدينة "النبك" يزورونه بتقوى وورع، وبقي الدير وقفاً كنسياً لمطرانية "حمص" و"حماة" و"النبك" للسريان الكاثوليك».