محمد حسين يونس
الدكتور (طه حسين ) من خلال كتابه التنويرى( في الشعر الجاهلي ) أعطانا النموذج و الإسلوب و الوسيلة .. و لكننا كالعادة خرجنا علية بكل أسلحة الضلال لنوئد التجربة و نقضي عليها في مهدها
لو إستمر منهج طه حسين هذا ولم يصادر كتابة و يحاكم 1926 لاصبح لدينا الان منهجا ديكارتيا عقلانيا في البحث يمكن بواسطنه إفراز الغث من الثمين ولم إنتشرت تراهات الفكر العثماني المعوقة عن التقدم .. ولما تكررت محاكمات أبناء و أحفاد الدكتور طه لنفس السبب .. و لما دار حوار الطرشان الذى إستمعنا إلية (قريبا) بين رئيسي أقدم جامعتين في مصر .
((إن الأدب العربى في الخمسين سنة الأخيرة قد انحدر وأصابه المسخ والتشويه بسبب مجموعة احتكرت اللغة العربية وآدابها بحكم القانون. وهذا أمر ليس خليقاً بأمة كالأمة المصرية كانت منذ عرفها التاريخ ملجأ الأدب وموئل الحضارة، عصمت الأدب اليونانى من الضياع، وحمت الأدب العربي من سطوة العجمة وبأس الترك والتتر)).
ترى ماذا كان سيكتب أستاذنا لو أنه عاشر زمن (مرمطة) المنطق و اللغة علي يد من إحتكروا اللغة والفقه والافتاء .. بحكم الدستور !! وأتحفونا بما كنا نعتبرة شكلا من أشكال قلة الذوق أن نتكلم عن النكاح وجهادة وإرضاع الكبير و أصوله و الاستعباد الجنسي للسبايا .!!
الدكتور متبعا منطق ديكارت يرى أن هذا الشعر المتخيل أنه جاهليا(( يمثل حياة المسلمين و ميولهم و أهوائهم أكثر مما يمثل حياة الجاهليين و ما تبقي من الشعر الجاهلي الصحيح قليل جدا لا يمثل شيئا )). وبالتالي (( لا يدل علي شيء و لا ينبغي الاعتماد عليه في إستخراج الصورة الادبية الصحيحة لهذا العصر )).
((إن الكثرة المطلقة مما نسميه شعرا جاهليا ليست من الجاهلية في شيء، و إنما هي منتحلة مختلقة بعد ظهور الاسلام))...
((إن ما تطالعة علي أنه شعر إمرىء القيس أو طرفة أو عمرو بن كاثوم أو عنتره ليس من هؤلاء في شيء و إنما هو إنتحال الرواة و أختلاق الاعراب أو صنعة النحاه أو تكلف القصاص أو إختراع المتكلمين و المحدثين و المفسرين)).
الله عليك يا أستاذنا .. ما وصفته سيادتك ..هو الحال دائما مع الثقافة السمعية .. من الفم للاذن .. ثم بعد تعديلها أثناء النقل .. تأتي من الفم الثاني او الثالث .. مختلفة علي الاذن الرابعة أو الخامسة .. ما دامت غير مكتوبة و محفوظة .. و مسجلة بدقة .
الدكتور تليمة أستاذ الادب العربي بجامعة القاهرة يعلق (( هذا الشعر الجاهلي الذى صيغت كثرته و وضعت بعد الاسلام وبخاصة في القرن الثاني الهجرى ( قرن الجمع و التدوين )جاءت تلبية لاحتياجات سياسية و دينية و شعوبية.. أى لخدمة العصبية القبلية فقد أرادت القبائل في صراعها بعد إنتشار الاسلام أن تجعل لنفسها مجدا قد سما فلجأت إلي وضع أشعار نسبتها الي الجاهليين من شعرائها )).
و من المضحك المبكي أن ((بعض علماء اللغة و الرواة في العصر العباسي صاغوا شعرا يمجد في الماضي الفارسي و جعلوه علي ألسنة شعراء الجاهلية تقربا من البرامكة الوزراء الفرس في الدولة العباسية )).
و لا تعليق .. أو إضافة أو تلميح .. لما حدث لنصوص الدين و العقيدة .. في ذلك الزمن العباسي ..و ما أنتج من كتب تعتبر تراثا .. فهذا الحديث بعد مائة سنة من إضاءات طه حسين أصبح أكثر خطورة .. ويؤدى إلي التهلكة . و المحاكمات ... صباح الخير حتصحوا إمتي